الصين تستخدم الواقع الافتراضي لمساعدة مدمني المخدرات
الصين تستخدم تكنولوجيا الواقع الافتراضي للكشف عن مدى إدمان متعاطي المخدرات ونوع العلاج الذي يحتاجونه لمساعدتهم على تغيير حياتهم.
في غرفة علاج بأحد مراكز إعادة تأهيل مدمني المخدرات بضواحي شانغهاي، يجلس "فيكتور وو"، وهو مدمن يتعافى، أمام شاشة الكمبيوتر، ويشاهد صورا متنوعة من خلال نظارة الواقع الافتراضي.
ويري وو من خلال تلك النظارات، صورة نابضة بالحياة لشاب وامرأة يجلسان على أريكة ويشربان مشروباً واضحًا من خلال زجاجة صغيرة، وبينما يتابع وو تفاصيل المشهد، تلتقط القصاصات الملصقة بـ3 أصابع على يده اليسرى ردود أفعاله الجسدية.
وتكشف البيانات للمراقبين-بما في ذلك رجال الشرطة الذين يمكنهم أن يروا على شاشة جهاز الكمبيوتر ما يراه وو- الدرجة التي يثيرها المشهد في نفس وو.
وتظهر المرأة التي يراها في المشهد المعزز من الواقع الافتراضي وهي تقدم له المشروب، وتحفزه على مشاركتهم الشرب، يظل وو أثير المشهد لمدة 10 ثوان على الأقل، وهو ما يلاحظه المراقبون باهتمام.
وقال أحد رجال الشرطة الذين يتابعون حالة وو، إنه ورغم إمكانه أن يختار تبديل المشاهد التي يراها من خلال نظارات الواقع الافتراضي ومدتها عن طريق زر في يده اليمنى، فإنه ظل معلقا في هذا المشهد لفترة من الزمن، هذا ما أظهر لنا أنه لا يزال مهتمًا بعض الشيء بتعاطي المخدرات".
وحسب ما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" يشكل وو وزملاؤه من المدمنين جزءا من تجربة لتكنولوجيا الواقع الافتراضي تم توسيعها هذا الصيف لتشمل جميع مرافق إعادة التأهيل الـ5 في شنغهاي، للكشف عن مدى إدمان متعاطي المخدرات- ونوع العلاج الذي يحتاجونه- لمساعدتهم على تغيير حياتهم.
ورغم أن مراكز تأهيل مدمني المخدرات بشنغهاي لم تكن الأولى في الصين للبدء في استخدام الواقع الافتراضي، لكن تطبيقها للتكنولوجيا كان مميزا حيث اعتمدت تقنية تتبع حركة العين لأول مرة.
وتعطي تقنية تتبع حركة مقلة العين، للمراقبين معلومات إضافية يمكنهم استخدامها لقياس دقة التقييمات الذاتية التي يطلب من المدمنين النزلاء ملؤها عند التحاقهم بالمركز؛ والتي قد تكشف كذبهم حول مدي إدمانهم على المخدرات في محاولة لتسريع إطلاق سراحهم.
في حين أنه من غير المعروف عدد المدمنين في الصين الذين سيتعرضون في نهاية المطاف لبرنامج الواقع الافتراضي لمكافحة إدمان المخدرات، إلا أنه من المتوقع أن يكون العدد كبيرًا، حيث إن المراكز الـ5 في شنغهاي وحدها تعالج نحو 1800 مدمن.
وقال شو دينج، وهو خبير مخضرم في إعادة تأهيل مدمني المخدرات، والذي يقود مشروع الواقع الافتراضي لمكافحة المخدرات: "في الماضي، لتخفيض رغبة المدمنين في تعاطي المخدرات، كنا نعتمد تقديم صور مروعة لأشخاص تضررت صحتهم بشكل خطير بعد تعاطي المخدرات على المدى الطويل، إلا أن مجرد صور على الأوراق لم تبدُ حقيقية بما فيه الكفاية ولم تحفزهم بأي شكل من الأشكال، ولم تحرز نتائج فعالة".
عندما بدأت صناعة الواقع الافتراضي عام 2015، في الحصول على الكثير من الاهتمام في الصين، اتجه شو وزملاؤه نحو دمجها في علاج المدمنين.
ويعتمد البرنامج على تثبيت أداة لتتبع حركة مقلة العين في نظارة الواقع الافتراضي مع أجهزة لقياس النشاط الكهربائي ومعدل النبض، لجعل المراقبين على دراية عندما يرفض المدمنون النظر إلى ما يفترض أنهم يروه.
وقال شو: "شنغهاي هي أول دولة في العالم تقدم آلة تتبع حركة العين لتعمل على إعادة التأهيل، وفقا للأدبيات التي يمكن أن أجدها على الإنترنت".
وقال تساو لي، مدير قسم العلاج النفسي في مركز شنغهاي لإعادة تأهيل مدمني المخدرات، إن التقارير حول مستوى الإدمان المستندة إلى ردود المدمنين على مشاهدة مقاطع الواقع الافتراضي "موضوعية ولا يستطيع الناس خداع النظام لأنهم لا يستطيعون التحكم في نشاطهم الكهربائي وسرعة النبض".
وتم الكشف عن نحو 2.55 مليون شخص في الصين بحيازتهم مخدرات بنهاية العام الماضي، وفقا لتقرير حالة المخدرات في الصين لعام 2017 الصادر عن لجنة مكافحة المخدرات الوطنية في الصين في يونيو/حزيران. من بينها، تم وضع 321000 في مراكز إعادة التأهيل في جميع أنحاء البلاد، أي بزيادة 2% عن العام السابق.
وبموجب القانون الصيني، يجب أن يقضي مدمني المخدرات في البلاد سنتين في مراكز التأهيل حتى يتعافوا بشكل كلي.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز