الصين تضم أكثر من نصف شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في العالم
الصين تهيمن على 6 من أصل 11 شركة "يوني كورن" في القائمة السنوية لأهم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
تعد الصين موطناً لأكبر عدد من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في العالم، والتي تبلغ قيمتها نحو مليار دولار أمريكي أو أكثر، وفقاً لشركة "CB Insights"، وهي شركة أبحاث تتعقب أنشطة رؤوس المال الاستثمارية حول العالم.
بحسب شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، تهيمن الصين على 6 من أصل 11 شركة "يوني كورن" في القائمة السنوية لأهم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث احتلت شركة "SenseTime" الصينية المرتبة الأولى، مع تقييم بقيمة 4.5 مليار دولار.
و"شركة يوني كورن" أو "شركة أحادية القرن"، هو مصطلح يشير إلى الشركات الصاعدة التي يتخطى رأسمالها المليار دولار أمريكي.
وحصلت الشركتان الصينيتان المتخصصتان في تقنيات التعرف على الوجه "SenseTime" و"++Face" على أكبر تمويل استثماري بين جميع شركات مجال الذكاء الاصطناعي الناشئة حول العالم، حيث جمعتا 1.6 مليار دولار و608 مليون دولار من التمويلات على التوالي، وفقا لشركة "CB Insights".
ومن بين الشركات الصينية الأخرى التي تصدرت القائمة السنوية لأهم الشركات العالمية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي"Yitu" و"Paradigm4"، بالإضافة إلى شركتي "Pony.ai وMomenta" المتخصصتان في السيارات ذاتية القيادة.
وتسلط هذه التصنيفات الضوء على جهود الصين في تطوير التكنولوجيا التي أطلق عليها "الثورة الصناعية الرابعة"، في خطة طموحة من 3 خطوات، حيث ترغب الصين في اللحاق بالولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2020، وأن تحقق اختراقات رئيسية بحلول عام 2025، من ثم تصبح رائدة عالمية في هذا المجال بحلول عام 2030.
ويزداد حذر الولايات المتحدة بشكل متزايد بشأن طموحات الصين في قيادة هذه التقنيات، واتخذت خطوات لتقييد توسع الشركات الصينية في مجال، على سبيل المثال شركة الهواتف الذكية الصينية "هواوي".
وتأتي نحو 5 براءات الاختراع العالمية في هذا المجال من الجامعات ومنظمات البحوث العامة الصينية، ومنذ عام 2014، قادت الصين العالم في براءات الاختراع التي قُدمت في مجال الذكاء الاصطناعي، تليها الولايات المتحدة.
واختارت الحكومة الصينية 5 شركات لتتولى قيادة الجهود البحثية الوطنية في هذا المجال، بما في ذلك محرك البحث العملاق "بايدو"، الذي يركز على القيادة الذاتية، وزعيم التجارة الإلكترونية "علي بابا"، الشركة التي تعمل على بناء المدن الذكية، والشركة الأكبر حجما في العالم في مجال الإنترنت والألعاب "تنسينت"، التي توفر حل التصوير التشخيصي، للكشف عن الأعراض المبكرة للسرطانات المختلفة، بالإضافة إلى شركة "SenseTime"، التي تعمل على تطوير القطاع الطبي الذكي في البلاد، وشركة "آي فلايتك" التي توفر خدمات التعرف على الصوت.
وتشكّل المنظمات الصينية 17 من أفضل 20 جهة أكاديمية في مجال تسجيل براءة اختراع لمجالات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لدراسة نشرتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية في الشهر الماضي.
وتأتي قائمة شركات الذكاء الاصطناعي الأكثر قيمة بعد سنوات عدة من التمويل القوي في هذا القطاع، حيث ارتفعت الاستثمارات العالمية الشاملة في الشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة 1.5 مرة على أساس سنوي لتصل إلى 10.7 مليار دولار أمريكي في عام2017 من 4 مليارات دولار في العام الذي يسبقه.
وجمعت شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة الصينية 4.9 مليار دولار أمريكي في عام 2017، متغلبة بذلك على نظيراتها الأمريكية التي حصلت على تمويل بقيمة 4.4 مليار دولار.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، وجدت دراسة مشتركة بين معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومجموعة بوسطن الاستشارية، أن الشركات الصينية "تستثمر بقوة" في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتظهر المزيد من التعطش للمواهب في هذا المجال.
ووجدت الدراسة أن رواد صناعة الذكاء الاصطناعي الصيني يركزون بشكل أكبر على التحول في نموذج الأعمال التجارية، وكانوا جيدين بشكل خاص في"إركاز وحوكمة البيانات لمحركات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم"، مقارنة بالنظراء الأوروبيين والأمريكيين.