"عيد كنس المقابر".. هكذا يمجد الصينيون أرواح أجدادهم
عادة ما يتصادف بدء الاحتفال بـ"عيد كنس المقابر" الصيني مع اعتدال الجو وتفتح الزهور.. فما أسباب احتفالهم بالراحلين بهذه الطريقة؟
يحتفل الشعب الصيني في 5 أبريل من كل عام بـ"عيد كنس المقابر"، الذي يعد أحد أهم الأعياد التقليدية الصينية التي يتذكر خلالها الصينيون أسلافهم القدماء، الذين رحلوا عن عالمهم ولم يتبقّ منهم إلا أرواحهم الطاهرة وشواهد قبورهم.
ويعد "عيد كنس المقابر" المعروف أيضا بعيد "تشينج مينج"، التي تعني في اللغة الصينية "الصفاء والنقاء"، مناسبة تقليدية مهمة لدى الصينيين؛ لتكريم أسلافهم، وتستمر مراسم الاحتفال به 3 أيام متواصلة.
ويحتفل الشعب الصيني بهذا العيد بجمع شمل العائلات وزيارة مقابر الأسلاف والأجداد لتمجيد أرواحهم الطاهرة، ويقوم الأهل بتنظيف قبور موتاهم ووضع أكاليل الزهور وتقديم الهدايا وبعض المقتنيات التي أحبها الراحلون في حياتهم، ثم يُظهرون احترامهم لهم بالركوع لأسلافهم.
ومن أهم مراسم الاحتفال بالعيد أيضاً حرق الأوراق النقدية وإطلاق الطائرات الورقية في السماء؛ للتعبير عن أمنياتهم بإبعاد القلق والدعاء للحصول على السعادة في الدنيا.
كما يحرص الأهل على تقديم فطائر فول الصويا المحلاة بالسكر إلى موتاهم في هذا اليوم؛ اعتقادًا منهم بأن هذه الفطائر تطرد الأرواح الشريرة الساكنة في أجساد حشرات وحيوانات مثل العقرب، الثعبان،أم أربع وأربعين، السحلية، والضفدع، وهي حيوانات يكرهها الصينيون ويتشاءمون منها؛ اعتقادًا بأنها غالبا ما توجد في القبور لتقلق راحة ساكنيها.
وعادة ما يصادف بدء الاحتفال بالعيد مع اعتدال الجو وتفتح الزهور، ويخرج الناس في هذا اليوم إلى ضواحي المدن المكسوة بالخضرة؛ للتنزه والتمتع بالمناظر الربيعية الخلابة.
ومع مرور السنوات اكتسب "عيد كنس المقابر" بعدًا إضافيًا ليصبح مناسبة مهمة لإحياء ذكرى الشهداء الثوريين والأبطال القوميين، الذين أريقت دماؤهم لخدمة بلادهم مثل رجال الشرطة، الذين يسقطون أثناء تأدية وظائفهم في حماية أمن الوطن والمواطنين.