مجتمع
زواج "الخطيفة" عند شركس الأردن.. خطف لا تخشاه الفتاة
من أبرز العادات التي يمارسها الشركس الى هذه اللحظة "زواج الخطيفة" وهو اتفاق مسبق بين الفتاة والشاب بأن يقوم على خطفها حتى يتم تحديد موعد الزواج.
يتميز الشركس في الأردن بعادات تعد غير مألوفة بالنسبة للأردنيين. العشائر الشركسية التي قدمت واستقرت في الأردن منذ عام 1868 من بلاد القفقاس لم تختفِ عاداتها بالرغم من امتزاجها مع الشعب الأردني بكافة أطيافه.ومن أبرز العادات التي يمارسها الشركس إلى هذه اللحظة "زواج الخطيفة" وهو اتفاق مسبق بين الفتاة والشاب بأن يقوم بخطفها حتى يتم تحديد موعد الزواج وإتمام تفاصيل الزواج مع الأهل.
"بوابة العين" تفتح ملف زواج الخطيفة للتعرف على تفاصيله:
آية قمق، شابة شركسية عشرينية، تقول إن زواج الخطيفة ركن أساسي بين طقوس الزواج، وقائم على التراضي بين الطرفين، حيث يكون هنالك موعد محدد يأخذ الشاب الفتاة إلى منزل أحد وجهاء العشيرة وتبقى لديهم إلى أن يعرف أهلها أن الشاب يرغب بالزواج منها.
وتتابع قمق، في حديثها لبوابة "العين" "في هذه الأثناء لا يجوز للشاب أن يزور المنطقة التي بها المنزل ألى حين أن يتبين موافقة الاهل. وتزور عمة الشاب وخالته أهل الفتاة في اليوم التالي ويخبروهم برغبتهم بإتمام هذا الزواج وينتظرون الموافقة من الأهل، وفي حال عدم موافقة الأهل فالفتاة تصبح مخيرة بين إتمام الزواج أو العودة إلى أهلها".
وتوضح شابسوغ أنه على سبيل المثال، فإن متوسط المهر لدى الشركس يقدر بـ150 دينارا، والمؤخر بـ 350 دينارا، في حين أن الفتاة الأردنية متوسط مهرها 3 الآف دينار.
ويحاول كبار العشائر الشركسية تسهيل الزواج، ويفضلون أن تتزوج الفتاة الشركسية من شاب شركسي والعكس. هنالك حالات تعتبر قليلة من الزواج من العرب نتيجة الاختلاف بأمور جوهرية كطريقة المعيشة والتنشئة وغيرها، بحسب شابسوغ.
أمينة سر الجمعية الخيرية الشركسية منتهى بارطو تضيف بدورها أن هذا الزواج لا غبار عليه لأن كل الأطراف تكون على علم بمكان الفتاة والشاب يمنع من رؤيتها، والوجيه يتعامل مع الفتاة كأمانة ويتحمل مسؤوليتها بالكامل ويخبر أهلها أنها لديهم مباشرة.
وتستطرد بارطو أن الأهل أيضاً يبعثون لابنتهم امرأة موثوقة من طرفهم لتسألها عن موافقتها على هذا الزواج وعدم تعرضها لأي ضغوطات، وبعد الموافقة من قبل الأهل يتحدد موعد الزواج ويتم تجهيز المنزل ويساعد أهل الفتاة بتجهيزها بالملابس وفقاً لحاجتها ومن لديهم مقدرة مادية يعملون على تجهيز غرفة الضيوف لدى الفتاة كهدية منهم.
اقرأ ايضا:
- خوف وجدل بين فتيات مصر حول دعوات "الزواج بدون ذهب"
- "الزواج المختصر" .. حملة سعودية لزفاف بأقل التكاليف
وتقول بارطو إن حفل الزفاف مختلط، وهنالك رقصات خاصة للعزاب، وأخرى للمتزوجين، والهدف من هذه الحفلات هو جمع الفتيات بالشباب حتى يتعارفوا بعد موافقة الأهل، فالشاب الذي يود أن يتعرف على فتاة يجب أن يعرف أهلها برغبته.
ومن أهم تفاصيل حفلة الزواج أن العروس يغطى وجهها بالطرحة البيضاء، وتنثر عليها النساء النقود والشوكولاتة. وتأتي حماتها وترفع عنها هذه الطرحة وتطعمها العسل متمنية أن تكون معاملتها لأهل زوجها تتصف بالخير.
وتوزع الحلويات الخاصة بالشركس من "الحلفا" التي تشبه السمبوسك وتعد مالحة. و"اللقم " التي تتميز بطعمها الحلو. وتتذوق العروس من الجهتين حتى تعرف أن الحياة لها وجهين.
ويوضح أنه في العادات الشركسية لا يجوز أن يتعدى الشاب الصغير على أخيه الأكبر بالزواج، ولكن بعد قدوم الشركس إلى الأردن واستقرارهم بها ترسخت كافة العادات خوفاً من أن تختفي نتيجة الاندماج مع المجتمع الأردني.
ويقدر عدد الشركس في الأردن بـ 80 ألف شركسي، يتركزون في عمان، ووادي السير، وناعور، وأصبحوا جزءا أساسيا من النسيج الأردني. وتعد عائلة شابسوغ أول عائلة شركسية وصلت الأردن، واستقروا أيضاً في سوريا ولبنان ومصر وليبيا.
يضيف خمش: الزواج عند الشركس لا يكلف كثيراً وبه تساهيل غير موجودة عند غيرهم، والهدف من ذلك حفظ العائلات وعدم الوقوع في الرذيلة واتباع الطرق المرفوضة بحسب الدين الإسلامي.
ويحاول الأهل دعم من يريد الزواج، ويلعب كبار العشائر دوراً مهما في إقناع الأهل في حالة عدم موافقتهم على الشاب.