دببة لاجئة في "كوب ٢٦".. الفن يبرز كارثة المناخ
زحام لا ينقطع، وومضات إبداع تصدر من جناح هنا، وحلقة نقاشية هناك؛ تجذب الزوار وتسحر العقول.
هذه الكلمات تصف منطقة أجنحة الدول والمنظمات في مؤتمر المناخ المنعقد بغلاسكو، وما خلقته من تأثير ونقاش على هامش المفاوضات والمحادثات الرسمية وورش العمل.
"العين الإخبارية" تفقدت المنطقة بعين متفحصة، وسارت من جناح إلى جناح، ترصد كل إبداع، وتقرأ كل رسالة لتمريرها إلى قارئ ينتظر بشغف ما يسفر عنه مؤتمر المناخ وإمكانية إنقاذ الأرض من خطر التغير المناخي.
وفي آخر صفوف أجنحة المؤتمر، انتصبت ٥ دببة عملاقة ترتدي رداء النجاة وتقف على قارب مطاطي وسط بحر متلاطم الأمواج، فيما تدلى بطريق من حبل المشنقة في الخلفية، في مشهد فني رائع.
ذلك المشهد دفع "العين الإخبارية" لتقصي معانيه، ودلالاته، والرسالة المرجوة منه، خاصة أنه كان معروضا في جناح أرخبيل توفالو المهدد بالغرق في المحيط، ولاقى احتفاء كبيرا من الزوار الذين اصطفوا لالتقاط الصور مع الدببة.
بحسب بيان لجناح توفالو، يجسد هذا المشهد حدثا متوقعا بشكل كبير بسبب التغير الحاد في المناخ، ومواجهة الدببة القطبية صعوبات جمة في العثور على طعام في السنوات الأخيرة، ما قد يؤدي إلى ظاهرة هجرة الدببة من القطب الشمالي.
وهذا المشهد التعبيري للدببة من أعمال الفنان التايواني فنسنت جي إف هوانغ الذي قال لـ"العين الإخبارية" إن "مستوى سطح البحر آخذ في الارتفاع، وأمام أبناء أرخبيل توفالو ما بين ٢٠ أو ٣٠ عاما فقط للبقاء في مساكنهم".
وتابع "يتم تجاهل توفالو دائما، ولكني أحاول استخدام قوة الفن لمساعدتها في الحصول على مزيد من الاهتمام".
وأضاف "دائما ما أستخدم الحيوانات، خاصة تلك التي تعاني من تغير المناخ لصنع لوحات مميزة لجذب انتباه الأفراد إلى أزمة تغير المناخ"، مضيفا "على سبيل المثال، البطريق المنتحر، قمت بهذا العمل في لندن قبل 10 سنوات، ولكن بعد 10 سنوات ما زلنا نتحدث عن كيفية خفض انبعاثات الكربون".
ومضى قائلا "لذلك أعتقد أن هذه هي الطريقة الأمثل التي يمكننا من خلالها استخدام الفن لرفع الوعي لدى الكثير من الناس، وتركيز المزيد من وسائل الإعلام على توفالو".
وفي لوحات أخرى في جناح توفالو، كانت الدببة القطبية اللاجئة تدلي بتصريحات رمزية، ويقلدون آلهة العدل في الأساطير اليونانية الرومانية، ويمسكون بالمقاييس المحطمة ويسخرون من العدالة المناخية، ويظهرون على أنهم تمثال الحرية، حتى أنهم يقلدون سيزيف "أسطورة إغريقية"، في محاولة لدفع الأرض إلى أعلى الجبل لإعادة العالم إلى عصر ما قبل الصناعة وقبل التلوث البتروكيماوي، تمام مثل الأسطورة اليونانية المأساوية.
ووفق بيان جناح توفالو، فإن مشهد الدببة اللاجئين، هو مشروع فني مذهل يهدف لتسليط الضوء على خطر غمر الأرض في ظل ارتفاع مستويات سطح البحر في توفالو.
وبينما تعرض معظم الأجنحة الوطنية حلولًا مستدامة لأزمة المناخ باستخدام التقنيات الخضراء، اختارت توفالو أن تعكس أزمتها من خلال فنون بيئية مذهلة وروح الدعابة، وفق البيان ذاته.
ونقل البيان عن رئيس وزراء توفالو، كواسيه نتالو، قوله إن حالة الطوارئ المناخية أثرت بشدة على الحياة في الأرخبيل في السنوات الأخيرة، وأدى اشتداد الجفاف إلى نقص في المياه المحلية، في حين تسبب ارتفاع مستوى سطح البحر أيضًا في تملح الأرض.
وشدد على أن توفالو قد تكون في طليعة تغير المناخ، لكن الأزمات الشديدة التي تشهدها البلاد بالفعل ستنتشر حتمًا لمناطق أخرى، إذا لم تقم قمة "كوب ٢٦" بصياغة أنظمة عالمية أكثر تحديدًا وإلزامية لخفض الانبعاثات.
aXA6IDMuMTMzLjEyMy4xNjIg جزيرة ام اند امز