الطوارئ المناخية 2023.. زلازل وفيضانات كارثية في العام الأكثر سخونة
من الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا والمغرب إلى الفيضانات المدمرة في ليبيا وكاليفورنيا، شهد العالم في 2023 حالات طوارئ طبيعية ومناخية هي الأقسى، بالتوازي مع إعلانه العام الأكثر سخونة على الإطلاق.
حالات طوارئ مناخية غير متوقعة في جميع أنحاء العالم أودت بحياة الآلاف وتسببت في أضرار بمليارات الدولارات في البنية التحتية والاقتصاد، وقد أدت الكوارث الطبيعية الشديدة الناجمة عن تغير المناخ إلى اعتبار ذاك العام بمثابة عام الطوارئ والشدائد المناخية؛ حيث قُتل الآلاف بشكل مأساوي في جميع أنحاء العالم.
هذا، وتعتبر كوارث الزلازل والفيضانات من بين الكوارث الطبيعية الأكثر تدميراً التي تواجهها البشرية، وقد أودت بحياة الآلاف في عام 2023. وعانت كل دولة تقريبًا من الوفيات والدمار بسبب الخراب المستمر الذي سببته الزلازل والفيضانات.
الزلازل الكارثية
شهد جنوب تركيا زلزالًا كبيرًا بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر في 6 فبراير/ شباط 2023، أعقبه زلزال كبير آخر بقوة 7.5 درجة بعد تسع ساعات. ووقعت الزلازل، وهي الأقوى منذ أكثر من عقدين، بالقرب من غازي عنتاب، وهي منطقة تواجه بالفعل تحديات إنسانية بسبب استضافة اللاجئين السوريين.
وفي المغرب، ضرب البلاد زلزال كارثي بقوة 6.8 درجة على عمق 18.5 كيلومترًا بعد الساعة في 8 سبتمبر/أيلول، مما أسفر عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص وتسبب في دمار واسع النطاق.
كوارث الفيضانات خلال عام 2023
لقد أثر تغير المناخ، وانبعاثات الكربون، والعوامل البيئية المختلفة على تغير أنماط هطول الأمطار، مما أدى إلى زيادة في كوارث الفيضانات العالمية، مما أثر على العديد من البلدان.
وبالإضافة إلى الخسائر المأساوية في الأرواح، خلفت الفيضانات سلسلة من الأضرار الجسيمة، وأحدثت دمارًا في المستوطنات والمناطق الزراعية.
أكبر كارثة فيضانات هذا العام في ليبيا
ضربت 'عاصفة دانيال' شرق ليبيا في 10 سبتمبر/أيلول وتسببت في كوارث في مدن مثل بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة ودرنة في وسط البحر الأبيض المتوسط.
وأسفرت الفيضانات عن مقتل أكثر من 4300 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 17 ألف طفل، ونزوح 40 ألف ضحية داخليًا، فضلًا عن تعرض نحو 70% من البنية التحتية في المناطق الشرقية للضرر، كما لحقت أضرار بنحو 95% من المؤسسات التعليمية، مما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية على مستوى البلاد لمدة 10 أيام، وتم إعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام.
وكانت مدينة درنة من بين أكثر المدن الليبية تضررا؛ إذ أدى انهيار سد بومنصور (سعة 23 مليون متر مكعب) وسد البلاد (سعة 1.5 مليون متر مكعب) إلى غرق مدينة درنة.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن الكارثة أدت إلى نزوح 40 ألف مواطن، وأشار المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية "محمد حمودة" إلى أن هطول الأمطار كان الأعلى منذ أكثر من 40 عامًا.
الفيضانات في جنوب شرق كاليفورنيا
أدت عاصفة المحيط الهادئ التي ضربت المناطق الساحلية في كاليفورنيا إلى تهديدات بالفيضانات في منطقة كاسحة تمتد من سان دييغو إلى صحراء موهافي وحتى في أجزاء من ولاية أريزونا.
وبينما كان الملايين من سكان كاليفورنيا يتدافعون لقضاء العطلة، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من الأمطار والعواصف الرعدية والتي قد تؤدي إلى في هطول ما يصل إلى 1.5 بوصة (3.8 سم) من الأمطار خلال اليوم، ولكن القلق الحقيقي كان أن بعض المناطق يمكن أن تغمرها أمطار يتراوح من نصف بوصة إلى بوصة (1.3 إلى 2.5 سم) في ساعة واحدة فقط.
هذا، وقد تعرض الشمال الشرقي من البلاد لعاصفة قوية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وما زالت بعض أجزاء ولايات ماين ونيو هامبشاير وفيرمونت تتعافى من أضرار الأمطار والرياح، كما تضررت أيضًا أجزاء من ولاية مين على طول نهري أندروسكوجين وكينبيك بشدة.
الكونغو
وفي مقاطعة جنوب كيفو بالكونغو، قُتل 438 ضحية في كارثة الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، وأعلنت البلاد فترة حداد وطني بعد الكارثة.
اليونان
شهدت اليونان أمطارا غزيرة منذ 5 سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى مقتل 17 شخصا، كما أدى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع من البلاد إلى انقطاع الاتصالات للعديد من الذين تقطعت بهم السبل في مناطق الكوارث. وتدخلت فرق البحث والإنقاذ في المناطق التي يصعب الوصول إليها باستخدام القوارب المطاطية، فضلًا عن تعطيل العملية التعليمية للمراحل الابتدائية والثانوية في منطقة ثيساليا.
وفي فولوس، إحدى المدن اليونانية الأكثر تضرراً، استهلكت الأغنام والماعز 300 كيلوغرام (661 رطلاً) من القنب الطبي من الدفيئة التي غمرتها المياه.
الفيضانات في إيطاليا
أصبح الآلاف بلا مأوى بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات مدمرة في المنطقة الشمالية من إيطاليا. وتسببت حالات الجفاف في السنوات السابقة في جعل الأراضي في المنطقة أقل قدرة على امتصاص المياه، مما أدى إلى تفاقم الفيضانات.
فيضانات في شمال الهند
جرفت الفيضانات المفاجئة حياة ما لا يقل عن 80 من سكان ولايتي هيماشال براديش وأوتاراخاند. وشهدت المنطقة أسوأ أمطار غزيرة منذ 50 عاما.
مقتل 31 شخصا على الأقل في فيضانات في ولاية تاميل نادو الهندية
الفيضانات في كوريا الجنوبية
غمرت المياه مدينة تشيونغجو في كوريا الجنوبية بعد أن فاض نهر قريب بسبب الأمطار الغزيرة. واضطر آلاف الأشخاص إلى الإخلاء، وتم الإبلاغ عن فقدان العديد من الأشخاص.
الفيضانات في تركيا وبلغاريا وسلوفينيا والنرويج
وبعد صيف شديد الجفاف، شهدت تركيا وبلغاريا موجة من الأمطار غمرت الشوارع، مما أدى إلى أضرار لا يمكن إصلاحها في المنازل والمباني العامة، كما أدت العاصفة المحلية 'هانز' إلى ارتفاع شديد في مستويات المياه وفيضانات وأضرار في جنوب النرويج.
فيضانات هونغ كونغ
أصدرت سلطات الكوارث 'تحذيرًا من العواصف المطيرة' عندما تسبب إعصار هايكوي في هطول أمطار غزيرة شهدتها المنطقة منذ 140 عامًا.
كيفية تفادي الفيضانات في الأعوام القادمة
تستكشف الهند استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) لتعزيز بناء النماذج المناخية والتنبؤ بالطقس في الوقت الذي تكافح فيه البلاد مع تزايد وتيرة الفيضانات والجفاف والأمطار الغزيرة.
وتشكل التنبؤات الجوية الدقيقة أهمية بالغة في الهند، نظراً لعدد سكانها الكبير ومكانتها باعتبارها ثاني أكبر منتج لبعض المحاصيل الاستراتيجية، لاسيما الأرز والقمح والسكر.
ومن ثمَّ، فقد تستخدم إدارة الأرصاد الجوية الهندية (IMD) حاليًا تقنيات الذكاء الاصطناعي لبناء سيناريوهات مستقبلية بناءً على النماذج الرياضية. وفي هذا الصدّد، أشار رئيس أبحاث وخدمات المناخ في IMD "هوساليكار"، إلى أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي لإصدار تنبيهات عامة بشأن موجات الحر والأمراض مثل الملاريا، مما يوفر بيانات عالية الدقة للتنبؤات.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز