مديرة تحالف الصحة والمناخ تطالب العالم باتخاذ قرارات حاسمة في COP28
تأثيرات تغير المناخ على صحة الناس تزايدت في السنوات الأخيرة
التقت "العين الإخبارية" الدكتورة جيني ميلر، المديرة التنفيذية للتحالف العالمي للصحة وتغير المناخ، للحديث عن تداعيات المناخ على الصحة.
قالت الدكتورة جيني ميلر إن منظمة الصحة العالمية تتوقع أنه في ظل أكثر السيناريوهات المناخية تطرفا ستؤدي موجات الحر إلى ما يقرب من 50 ضعف عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة، بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر، وفي جميع أنحاء العالم يتعرض العاملون في الهواء الطلق بشكل خاص لخطر الإجهاد الحراري في أثناء موجات الحر وارتفاع متوسط درجات الحرارة، مما يؤثر على صحتهم وقدرتهم على الإنتاج، وبالتالي يضعف دخلهم المادي، مع تأثيرات إضافية على رفاهيتهم ورفاهية أسرهم.
وتابعت أن تغير المناخ يؤثر بشكل كبير على حياة الناس وصحتهم، إذ يتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في العديد من البلدان في حدوث موجات شديدة من الحر وعواصف ترابية، وظواهر جوية قاسية، كما يسبب ارتفاع منسوب سطح البحر وحدوث الفيضانات، ويزيد من حرائق الغابات التي تقتل الكثير من الناس.
وأضافت أن الجفاف والفيضانات في المناطق الزراعية ستؤثران على الإنتاج، مما يضر بالأمن الغذائي للناس، كما تؤثر الفيضانات أيضًا على وصول الناس إلى مياه الشرب الآمنة، ويمكن أن تنشر الأمراض المعدية التي تنقلها الحشرات الناقلة للأمراض، إضافة إلى نشر المواد الكيميائية السامة في المناطق الصناعية.
- الخوف من تغير المناخ يؤثر على إنجاب الأطفال.. دراسة تكشف السبب
- تغير المناخ والخصوبة.. كيف يضر بالصحة الإنجابية؟
وتابعت أنه حين تجتمع ظروف الجفاف وارتفاع درجات الحرارة مع وجود الرياح تنتج حرائق غابات شديدة، مما يعرض الناس للخطر بشكل مباشر وفوري، كما يُعرض السكان على بعد مئات الأميال لدخان حرائق الغابات السام، ما يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، إضافة إلى الصدمات النفسية التي يتعرض لها السكان، وتؤثر على صحتهم العقلية بعد مواجهتهم الظواهر الجوية المتطرفة أو حرائق الغابات.
وأشارت إلى أن تأثيرات تغير المناخ على صحة الناس تزايدت في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال أثرت حرائق الغابات الشديدة في 2019-2020 في أستراليا على البلد بأكمله تقريبًا، حيث تعرض 80٪ من السكان لدخان حرائق الغابات، كما أثرت الفيضانات التي حدثت العام الماضي في باكستان على نصف البلاد، واضطر نحو 10 آلاف سيدة حامل إلى ولادة أطفالهن في ظل الظروف القاسية التي أصابت البلاد عقب الفيضانات، بعدما تضررت المنازل والعيادات والمستشفيات في جميع الأنحاء.
وتابعت: "في عام 2022 أيضاً تسببت موجات الحر في أوروبا في وفاة 20 ألف شخص، وفي أفريقيا جنوب الصحراء أدى الجفاف الذي نتج عن تغير المناخ إلى تفاقم التحديات القائمة، وأصبح هناك زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع".
وقالت: "أهم مطالبنا أن تتخذ الحكومات خلال المفاوضات المقبلة في COP28 القرارات اللازمة لحماية صحة الناس، ولن يحدث ذلك بدون التوصل إلى طرق يتم من خلالها الالتزام بالتخفيف من تغير المناخ والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لأن كل ما نشهده حاليا من تأثيرات تغير المناخ ناتج عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.1 إلى 1.2 درجة مئوية، ولقد كانت وكالة الطاقة الدولية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة واللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ واضحة تماما في أنه إذا واصلنا التوسع في استخدام الوقود الأحفوري، وإذا فشلنا في التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري من المصادر الحالية، فسوف نتجاوز 1.5 درجة مئوية وسنصبح في مرحلة حرجة لا يمكن التراجع عنها".
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA==
جزيرة ام اند امز