قمة المناخ.. روسيا تكشف عن حوافز "حصرية" لشركات التقنيات النظيفة
وعد الرئيس الروسي أن تقدم بلده تفضيلات للشركات الأجنبية الراغبة بالعمل في بيئة صديقة للبيئة، وتقديم مجموعة من المشروعات بمجال المناخ.
وقال بوتين في قمة المناخ المنعقدة عن بعد اليوم الخميس: "مقتنع بأن الكفاح من أجل الحفاظ على المناخ يتطلب توحيد جهود المجتمع الدولي بأسره.
وأضاف روسيا مستعدة لتقديم مجموعة كاملة من المشاريع المشتركة، والنظر في إمكانية تقديم تفضيلات حتى للشركات الأجنبية التي ترغب في الاستثمار في التقنيات النظيفة، بما في ذلك تكنولوجيتنا".
وأضاف أن التنمية العالمية لا ينبغي أن تكون "خضراء" فحسب، بل يجب أن تكون مستدامة لجميع البلدان دون استثناء.
- جوتيريس: تغير المناخ تهديد وجودي ونحن على حافة الهاوية
- جو بايدن: قمة المناخ الخطوة الأولى للوصول لمستقبل آمن ومزدهر
أعرب عن التزام بلده بمسؤولياته الدولية في مجال محاربة تغيرات المناخ، مشيرا إلى أن المشاورات الجارية اليوم تظهر مدى القلق المشترك لدى المجتمع الدولي إزاء تغيرات المناخ واهتمامه بتفعيل الجهود الدولية الرامية لحل هذه المشكلة، مؤكدا أن مصير الكوكب وكل دولة فيه ورفاهية سكانها يتوقف إلى حد كبير على نجاح هذه المساعي.
وأبدى الرئيس الروسي تأييد بلاده للاتفاقات العامة ذات الصلة المبرمة ضمن الأمم المتحدة كأرضية قانونية موثوق بها لتعاون الدول في الرقابة على انبعاثات الغازات الدفيئة والحد منها، مشددا على أن روسيا تتعامل بمسؤولية قصوى مع التزاماتها الدولية في مجال محاربة تغيرات المناخ، لاسيما فيما يخص تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي واتفاقية كيوتو واتفاقية باريس.
وأكد أن العمل جار بنشاط في روسيا من أجل وضع قوانين معاصرة تضمن الرقابة على انبعاث الكربون وتقليصها، وذكّر بأن أحد الأهداف التي طرحها أمس في رسالته السنوية للجمعية الفدرالية يكمن في تقليص الحجم المتراكم لانبعاث الكربون في البلاد بشكل حاد حتى عام 2050، مبديا قناعته بأن هذا الهدف قابل للتحقيق.
الانبعاثات المتراكمة
ولفت بوتين إلى أن انبعاثات الكربون لا تزال متواجدة في الهواء على مدار قرون، موضحا أن الحديث عن خفض الانبعاثات الجديدة لا يكفي بل يجب العمل أيضا على التخلص من الانبعاثات المتراكمة.
وأكد أن روسيا تسهم إسهاما هائلا في محاربة الانبعاثات المتراكمة في العالم أجمع بفضل القدرة الاستيعابية الضخمة لنظمها البيئية والتي تقدر بـ2.5 مليار طن من ثنائي أكسيد الكربون سنويا.
كما أشار بوتين إلى ضرورة مراعة جميع العوامل المتسببة في ارتفاع درجات الحرارة، منها انبعاثات الميثان التي تعد أكثر خطورة من انبعاثات الكربون.
وأكد الرئيس الروسي في هذا الصدد على أهمية إقامة تعاون دولي شامل وفعال في تقييم ومراقبة جميع أنواع الانبعاثات المضرة بالهواء، داعيا جميع الدول المعنية للانضمام إلى البحوث العلمية المشتركة والاستثمار معا في المشاريع المهمة المتعلقة بالمناخ.
وأعرب بوتين عن قناعته بأن الصراع ضد تغيرات المناخ يتطلب توحيد جهود المجتمع الدولي بأكمله، مبديا استعداد روسيا لعرض سلسلة مشاريع مشتركة ودراسة إمكانية تقديم تسهيلات إلى الشركات الأجنبية المهتمة بالاستثمار في تطوير "التكنولوجيات النظيفة" في أراضيها ودول أخرى.
وشدد بوتين في ختام كلمه على أنه "يجب أن تكون التنمية الدولية ليست خضراء فحسب بل ومستدامة لجميع الدول دون استثناء"، موضحا أن ذلك يتطلب ربط مسألة محاربة تغيرات المناخ مع ملفات مهمة أخرى مثل محاربة الفقر وتقليص الهوة التنموية بين دول مختلفة.
وأعرب بوتين عن اهتمام روسيا الصريح بتفعيل التعاون الدولي من أجل إيجاد حلول فعالة لمشكلة تغيرات المناخ وغيرها من المشاكل الدولية الحادة، مؤكدا أن القمة الحالية يجب أن تخدم تحقيق هذا الهدف.
وعد صيني
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قال إن بلاده تسعى لتحقيق خفض كبير في استخدام الطاقة التقليدية بحلول عام 2030.
وأضاف الرئيس الصيني خلال كلمته بالجلسة الأولى من قمة المناخ تنظّمها الولايات المتحدة، المنعقدة عبر الفيديو التي تجمع حوالى 40 من قادة العالم وتستمرّ يومين، إنه يجب على المجتمع الدولي توحيد جهوده لحماية الشعب والطبيعة.
وأشار شي جين بينغ إلى ضرورة أن يتم معاملة الطبيعة بشكل أكثر احترامًا وأن نحميها ونحافظ على البيئة، كما يجب الالتزام بالتنمية الخضراء وتحسين البيئة لأن ذلك يعني تعزيز الإنتاجية.
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة الموازنة بشكل مناسب بين كل أوجه الطبيعة وأن نأخذ في عين الاعتبار رغبة الناس في بيئة أفضلـ مشيرا إلى ضرورة العمل وفقًا للقوانين الدولية وأن نلتزم باتفاقات الأمم المتحدة واتفاق باريس للمناخ
وأبدت القوى الرئيسية المشاركة التي تمثل مجتمعة 80% من الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون، تجاوبا.
وأكدت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري برغبتها في "التعاون" لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري مع الولايات المتحدة ثاني أكبر الملوثين على الكوكب. فقد قررت القوتان العظميان وضع خلافاتهما الأخرى جانبا في هذه المناسبة، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية اليوم الخميس.
اتفاق أوروبي
أما الاتحاد الأوروبي، فقد توصل في اللحظة الأخيرة إلى اتفاق على خفض "لا يقل عن 55%" لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 مقارنة بما كانت عليه في 1990.
لكن، هناك ترقب لما سيصدر عنه خلال القمة التي ينظمها بمناسبة يوم الأرض. وهو قبل الضغط على الدول الكبرى الأخرى المسببة للتلوث لترفع مستوى طموحاتها في مكافحة الاحتباس الحراري، عليه أن يؤكد تصميم بلاده في هذا المجال.
فقد شبهت الخارجية الصينية الأسبوع الماضي عودة واشنطن إلى اتفاق باريس "بعودة طالب سيئ إلى المدرسة بعد تغيبه عن الدروس".
في غياب الولايات المتحدة في عهد ترامب، قوبل شي جينبينغ بالتصفيق في نهاية 2020 بإعلانه أن بلاده ستبدأ في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل 2030، لتحقيق "الحياد الكربوني" - أي المساواة بين حجم الغازات التي تنبعث والتي يتم امتصاصها - بحلول عام 2060.
يجب أن يسمح التزام جو بايدن الجديد للاقتصاد الأمريكي بتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2050..
فهذا الهدف الطموح هو المساهمة الأمريكية أملًا في المشاركة في الحفاظ على الاحترار العالمي ما دون درجتين مئويتين وإن أمكن +1,5 درجة مئوية، مقارنة بما قبل عصر الصناعة، كما هو وارد في اتفاقية باريس للمناخ الموقعة في عام 2015. وهو هدف بعيد المنال نظرا للوضع الحالي للالتزامات الوطنية للدول على مستوى العالم.