إعادة تدوير البلاستيك في مصر.. ألياف للملابس وبدائل لمواد البناء
أفكار جديدة تظهر في مصر للاستفادة من نفايات زجاجات البلاستيك مثل الألياف التي تدخل في صناعة الملابس، وبدائل مواد البناء التقليدية
اختار مرفق البيئة العالمي "التغلب على البلاستيك" ليكون شعارا للاحتفال باليوم العالمي للبيئة العام الماضي، لما يسببه من تلوث، حتى إن الخبراء يضعونه على قائمة الملوثات.
وتكمن مشكلة البلاستيك في عدم قابليته للتدوير، حيث يحتاج إلى أعوام طويلة لكي يتحلل، وتنتهي كميات كبيرة منه في البحار والأنهار مما يهدد التنوع البيولوجي بالخطر، كما أن حرقها يؤدي إلى انبعاثات جسيمات سامة تؤثر على الغلاف الجوي.
ورغم أن "الصندوق العالمي للطبيعة" (WWF) أصدر في أواخر يونيو/حزيران الماضي تقريرا دق فيه ناقوس الخطر، وأعلن خلاله أن البحر المتوسط يتركز فيه 7% من مجموع جزيئات البلاستيك في العالم، لكن في المقابل أشاد بالمبادرات التي بدأت تظهر لإعادة التدوير، وكان الأمر المحزن أن مصر التي كانت حاضرة في المشكلة بنسبة مساهمة في تلويث المتوسط بحوالي 77 طنا يوميا، كانت غائبة عن الجزء المتعلق بمبادرات إعادة التدوير.
ربما لفت ذلك انتباه البعض إلى ضرورة إيجاد الحلول لهذا المصدر الملوث للبيئة، وظهرت مؤخرا في مصر محاولات نجحت في تحويله من عبء على البيئة إلى مصدر مهم في كساء المصريين، بل في بناء منازلهم.
وظهرت محاولات إدخاله في الكساء من خلال شركة ناشئة حملت اسم "الفراعنة"، تخصصت في إنتاج ألياف البوليستر من زجاجات البلاستيك الفارغة.
وتوصف ألياف البوليستر بأنها "بديل للقطن"، وتزايد الطلب عليها بعد انحسار مساحات زراعة القطن في مصر، وتستورد مصر هذا المكون الهام في صناعة النسيج من الخارج، ولكن الشركة الجديدة تهدف إلى توفيره محليا من خلال زجاجات البلاستيك.
ويقول أحمد حسن مدير الإنتاج بالمصنع في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن عملية إنتاج ألياف البوليستر من زجاجات البلاستيك تمر بعدة خطوات تبدأ بجمعها ثم صهرها وتحويلها إلى خيوط، ثم تمر هذه الخيوط على آلة تسكب عليها ماء ساخنا لتنظيفها، ومن ثم تتحول إلى ألياف تشبه الفراء.
وكما كان إنتاج البوليستر من زجاجات البلاستيك جديدا على المصريين، كانت التجربة التي أقدم عليها المواطن المصري تيمور الحديدي قبل سنوات جديدة أيضا، إذ أدخل زجاجات البلاستيك الفارغة مع الطوب والخشب أثناء عملية البناء، ليتمكن من بناء أول منزل باستخدام زجاجات البلاستيك.
وقال تيمور في تصريحات صحفية إن هدفه الأساسي هو الحفاظ على البيئة، ومن أجل ذلك تحمل طول مدة البناء، والتي وصلت إلى 4 سنوات لم تخل من الصعاب والأخطاء.
وأوضح أن هذه التقنية في البناء تحتاج إلى عامل بناء لديه قدرة على الإبداع لوضع بصمته الخاصة، مشيرا إلى أن استخدام زجاجات البلاستيك لا يوثر على المبنى من ناحية الأمان، بل يزيد من صلابته.
وكانت هذه التقنية انطلقت للمرة الأولى قبل نحو 10 أعوام في الهند والأمريكتين الوسطى والجنوبية، ووفرت لمستخدميها بديلاً جيداً عن قوالب الطوب المحروق إلى جانب تميزها بتكلفتها المنخفضة، ودورها في التخلص من مخلف بيئي.