اقتصاد يترنح.. انهيار السياحة التركية يضاعف أزمات الليرة
هوت الليرة التركية مجددا، اليوم السبت، مقابل الدولار، بعد بيانات سلبية بشأن تراجع عائدات السياحة.
وهبطت العملة التركية إلى مستوى 8.3 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، قبل أن تتعافى قليلا لتبقى عند مستوى 8.28 ليرة مقابل الدولار.
وفقدت العملة أكثر من 9% من قيمتها منذ بداية العام، وشهد الشهر الماضي نزولا حادا بعد الإطاحة بمحافظ البنك المركزي.
وأمام اليورو الأوروبي تهاوت العملة التركية لتسجل 10.02، قبل أن تتحسن نسبيا لتسجل 9.9618 ليرة لكل يورو.
- الإفلاس يغلق أكبر متاجر "التكنولوجيا" في تركيا
- الليرة التركية تنحدر بفعل "الإقالة الصادمة".. فقدت 15% من قيمتها
ويعيش الاقتصاد التركي واحدة من أعقد أزماته الاقتصادية وسط انهيار الليرة لمستويات متدنية، حيث دفعت أزمة هبوط الليرة التركية منذ أغسطس/آب 2018 إلى تراجع مؤشرات اقتصادية كالعقارات والسياحة والقوة الشرائية، فيما قفزت نسب التضخم؛ ما أدى إلى تراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين بالاقتصاد المحلي.
تراجع السياحة
وتكبد قطاع السياحة في تركيا خسائر كبيرة خلال الربع الأول من عام 2021، في ظل تراجع عدد الزائرين والعائدات بشكل ملموس، حسبما أفادت وكالة الاحصاء التركية (توركستات) أمس الجمعة.
وذكرت وكالة الإحصاء التركية أن عدد السائحين الأجانب الذين زاروا البلاد خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى مارس/آذار الماضيين، تراجع بنسبة 53.9% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وكشفت البيانات تراجع عائدات السياحة في تركيا بأكثر من 40% خلال نفس الفترة، ومن جهة أخرى، تراجع عدد الأتراك الذين سافروا إلى خارج البلاد خلال الربع الأول من العام بنسبة 84%.
وترتب على القيود الرامية لاحتواء جائحة كورونا في تركيا آثار ضارة على النشاط السياحي الذي يمثل مصدرا رئيسيا للدخل بالنسبة لاقتصاد البلاد.
وبحسب بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، شكلت عائدات السياحة 3.8% من إجمالي الناتج المحلي في تركيا عام 2018، كما وفرت فرص عمل لـ7.7% من قوة العمل في البلاد خلال نفس العام.
وكانت إيرادات السياحة في تركيا قد هبطت في العام الماضي 65% إلى 12.059 مليار دولار، مما يسلط الضوء على أثر قيود السفر واسعة النطاق المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا.
تركيا تكافح كورونا
وتزامن هذا الضعف مع محاولات الحكومة التركية السيطرة على تفشي فيروس كورونا في البلد، الذي يسجل تصاعدًا غير مسبوق، حيث بدأت تركيا إغلاق يستمر لثلاثة أسابيع، وسيكون هذا الإغلاق هو الأشد صرامة في البلاد منذ ظهور فيروس كورونا بها.
وتشمل الإجراءات، إغلاق المدارس ومراكز التسوق وتقييد السفر بين المدن، التي بدأت في السابعة من مساء 29 أبريل/نيسان وتستمر دون انقطاع حتى الساعة الخامسة من صباح يوم السابع عشر من مايو/أيار.
وتجدر الإشارة إلى أن الإغلاق سيمتد ليشمل عطلة عيد الفطر.
وأعادت تركيا في نهاية مارس/آذار فرض قيود بسبب الزيادة السريعة في الإصابات. ووصلت معدلات الإصابة لمستويات قياسية، حيث تم تسجيل أكثر من 60 ألف إصابة في يوم واحد خلال هذا الشهر.
وسجلت تركيا، التي يبلغ عدد سكانها 84 مليونا، أكثر من 4.7 مليون حالة إصابة بكورونا، وأكثر من 39 ألف حالة وفاة.
التضخم
بسبب أزمة الليرة وتذبذب وفرة النقد الأجنبي، وضعف احتياطات الذهب، وهو ما دعا بنك سيتي جروب، منتصف الشهر الفائت، لخفض تقديراته لنمو اقتصاد تركيا في 2021، إلى 3.4% من 4.0%، متوقعا هبوطا في النشاط الاقتصادي.
ورفع البنك التوقعات للتضخم بحلول نهاية العام إلى حوالي 15% من 11.7% في أعقاب أحدث هبوط في قيمة الليرة التركية.
وقال إنه لا يتوقع تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام ما لم يحدث "تحسن كبير" في التضخم والتدفقات الاستثمارية إلى البلاد.