احذروا الطرد من رحمة الله.. "العين الإخبارية" تكشف رأي الدين في استغلال التجار

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر تسجيل التضخم السنوي معدل 21.9% لشهر ديسمبر/كانون الأول 2022، مقابل 6.5% لنفس الشهر من العام السابق.
في الأشهر الأخيرة ومع ارتفاع التضخم في مصر وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، ظهرت عمليات تلاعب كبيرة بالأسعار، ويقوم بعض التجار بتخزين أو احتكار السلع فترة لبيعها بأسعار أغلى من أثمانها، والبعض الآخر يتلاعب بالسعر دون أي ضوابط، وآخرون يقومون بالغش في الأوزان وتقليل الكميات للربح من هامش السعر.
تلك التحركات غير الشرعية وغير المسؤولة أثقلت كاهل المواطن المصري البسيط، ورفعت التضخم المصري لمستويات غير مسبوقة منذ أكثر من 5 سنوات.
"العين الإخبارية" تواصلت مع بعض رجال الدين المصريين، وسألتهم عن رأي الدين في تلك التحركات؟ وما نصيحتهم ورسالتهم إلى التجار؟
لغة المكسب والخسارة
يقول الشيخ السيد شبل، الداعية الإسلامي، في تصريح خاص لــ"العين الإخبارية"، إن التجار لا يعرفون إلا لغة المكسب والخسارة، فلا بد من مخاطبتهم بنفس لغتهم، وإخبارهم بما سيكسبونه أو سيخسرونه من تصرفاتهم.
وضرب شبل مثالا بقافلة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وكيف عرض عليه التجار أمثال ثمنها مرة واثنتين وثلاثا وأربعا وخمسا وهو يرفض، وأخبرهم في النهاية أنه قبل بالتجارة مع الله، فالحسنة بعشرة أمثالها، وتصدق بها على فقراء المسلمين في عام المجاعة.
ووجه شبل رسالة للتجار قائلا: "لا بد من وجود أخلاقيات تحكم المكسب والخسارة، واعلموا أن رضاءكم بالمكسب القليل سيعوضكم الله أضعافه، أما إصراركم على أكل قوت الفقراء فسيجعل الله ينتقم منكم وينزع البركة عن تجارتكم".
المحتكر ملعون
ويقول الدكتور عبدالسلام عبدالمنصف لاشين، من علماء الأزهر الشريف، إن احتكار السلع أمر تشوبه اللعنة، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "المحتكر ملعون"، موضحا أن اللعن هو الطرد من رحمة الله.
وأضاف لاشين، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن احتكار سلعة عن الناس ستقابله لعنة من الله وتضييق على المحتكر، وسيطوله العناء بسبب احتكاره.
وقال لاشين: "من يوسع على الناس سيوسع الله عليه، وما كان ربك نسيًا، ومن يحتكر عليهم يلعنه الله ويخرجه من دائرة رحمته، لأن الاحتكار كبيرة من الكبائر وحرمته الشريعة".
من غشنا فليس منها
ويؤكد الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، أن التجارة من أفضل الكسب وأفضل الأعمال إن كانت حلالا، وأن التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء.
ويقول سليمان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن النبي (ص) حذر من الغش أو التلاعب في التجارة أو في البيع والشراء، وقال: "من غشنا فليس منا"، مضيفا أن الغش من أشد الأمراض الفتاكة فخطره كبير، وجرمه عظيم، وصوره متعددة.
وعدَّد سليمان أشكال الغش، قائلا: "الغش قد يأتي في عناصر السلعة أو في ذات السلعة، ومن الأساليب التي تستخدم في العصر الحديث أن يقوم التاجر بتغيير بلد المنشأ أو الصنع، فيدعي أن هذه السلعة صنعت في بلد معين مشهور بالجودة والاتقان وهو على غير ذلك".
ويضيف: "كما يأتي الغش في خلط التجارة الطيبة بأخرى خبيثة حتى تزيد الكمية، مثل خلط اللبن، وخلط أنواع الأرز، وقد يكون الغش عن طريق الترويج لبعض المميزات التي ليست موجودة، وقد يكون الغش في الميزان أو الكيل.
ويؤكد سليمان أن الله سبحانه وتعالى حذر الذين يغشون الناس في سورة المطففين، وقد افتتح السورة بالويل، أي الهلاك والوعيد الشديد لذي يتلاعبون بالموازين.
aXA6IDE4Ljk3LjE0Ljg2IA== جزيرة ام اند امز