الاعتداء على "الحر الدستوري".. إجرام إخواني لترهيب التونسيين
محللون يؤكدون أن اعتداء أنصار حركة النهضة الإخوانية على اجتماع حزب الحر الدستوري دليل على عدم إيمان التنظيم الإرهابي بالديمقراطية.
أبحاث ودراسات كثيرة تربط بين عقيدة تنظيم الإخوان وسلوكه الإرهابي، وتجد مدلولاتها في الواقع السياسي التونسي في أي مكان يسعى فيه أنصار التنظيم للضغط على خصومهم لترهيبهم وتخويفهم لتحقيق مصالحهم.
- خبراء تونسيون: خطاب التقسيم للغنوشي للتغطية على إفلاس الإخوان سياسيا
- الغنوشي يغازل "يهود جربة" لإنقاذ الإخوان بانتخابات تونس
حادثة الاعتداء على الاجتماع الجماهيري للحزب الحر الدستوري (أنصار نظام بن علي) الذي تترأسه عبير موسى في محافظة سيدي بوزيد، أمس الأحد، من أنصار حركة النهضة الإخوانية، دليل على عدم إيمان الإخوانجية بالديمقراطية وحرية التعبير.
وشهد الاجتماع اعتداءات دامية وصفها الحاضرون بالسلوك الداعشي في قمع المعارضة، وإسكات الأصوات المناهضة لمنظومة الحكم الحالية، وهذه المنظومة التي ترزخ تحت السطوة الإخوانية المتحالفة مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
ويعتبر كتاب وباحثون في تاريخ الحركات الإسلامية، أن النهضة حركة "عنيفة" منذ تشكلها في سبعينيات القرن الماضي تحت اسم "الاتجاه الإسلامي".
تاريخ الحركة مليء بالشواهد الدموية من ساحات الجامعات الطلابية في الثمانينيات إلى عمليات تفجير النزل في محافظتي سوسة والمنستير (وسط) في صيف 1986 مروراً برشق المعارضين بالزجاجات النارية في شتاء 1991، ووصولاً إلى الاغتيالات السياسية وانتشار الجماعات المسلحة بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011.
ويربط المفكر التونسي عبدالوهاب المدب (2014-1946) في كتابه "أمراض الإسلام" العنف بالتاريخ الحديث للحركات الإسلامية، معتبراً أن مرجعيتهم القروسطية (نسبة إلى القرون الوسطى) لا تسمح لهم بالامتثال لتقاليد اللعبة الديمقراطية، وهذه اللعبة التي يتنزل فيها احترام الخصم السياسي كشرط جوهري وأساس متين.
العنف الإخواني
وقالت الأمينة العامة المساعدة للحزب الحر الدستوري ألفة العياشي في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "إن المواربة وازدواجية الخطاب، هو المنهاج الوحيد لحركة النهضة"، مشيرة إلى أن قياداتها تريد أن تظهر منزعاً سلمياً في حين يسكن الشيطان في قواعدها الجماهيرية التي تتحرك وفق تعليمات راشد الغنوشي وأجهزتهم السرية.
ووصفت العياشي الاعتداءات على الحزب الحر الدستوري بـ"الفضيحة الديمقراطية"، قائلة: "لقد استغل الإخوان اهتمام الرأي العام بأعمال القمة العربية في دورتها الثلاثين ليمارسوا وحشيتهم في سيدي بوزيد".
وخلال الاجتماع رشق رئيسة الحزب ومرافقيها بالحجارة، ما تسبب في إصابات نقلت على إثرها للمستشفى.
وصف الكاتب الصحفي عبدالرؤوف العياري، ما حدث بـ"الجهل المقدس" الذي لا يرى في العقل الإخواني فقط عنواناً للحقيقة، ومن أجل الحقيقة يصبح القتل شرعياً وجائزاً.
وأضاف أن التركيبة الذهنية لحزب النهضة وقواعدها المحافظة هي التي حرضت على شكري بلعيد، القيادي في الجبهة الشعبية، والتي دعت إلى سحل الشق العلماني في المجتمع التونسي سنة 2013.
مؤشرات خطيرة وموسم انتخابي ساخن
وشددت الناشطة الحقوقية والمحامية وفاء الشادلي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" على أن ما حدث لاجتماع عبير موسى، هو مؤشر خطير وتهديد قد يمس السلامة الجسدية في المستقبل للأصوات التي تبيع برامجها السياسية على الطرف النقيض للإخوان.
وذكرت الشادلي بما حدث لشكري بلعيد أيام قبل اغتياله في 6 فبراير/شباط 2013؛ حيث أقدمت جماعة متطرفة من السلفية الجهادية وأنصار الشريعة الإرهابية وما كان يسمى بروابط حماية الثورة القريبة من راشد الغنوشي بالاعتداء عليه وكل الحاضرين.
وقال الشادلي إن وزارة الداخلية يجب عليها ردع هذه الكائنات الجامحة، حتى تنجح تونس في تنظيم الانتخابات المقبلة، وهي الانتخابات التشريعية الثالثة بعد سنة 2011.
ويرى منتصر العامري، القيادي في حركة "تونس الإصلاح"، أن الاختلاف في الأفكار لا يجب أن يبرر العنف والسلوك البربري، وما حدث للحزب الحر الدستوري يعكس ضعف الدولة في تطبيق القانون.
ويسمح قانون الأحزاب في تونس الذي وقع عام 2011 على أن تحمي الدولة كل الاجتماعات السياسية وتوفر قوات الأمن الضرورية لحماية سلامة الأشخاص.
وعبّر العامري عن تخوفه من تغول الجماعات المتطرفة باسم الدين في الأيام المقبلة، والتي لا تخدم إلا طرفاً سياسياً واحداً وهو حركة النهضة الإخوانية.
aXA6IDMuMTQ3LjYwLjYyIA==
جزيرة ام اند امز