السيطرة على حرائق كورسيكا العليا بعد التهامها أكثر من 400 هكتار من الغابات

حرائق ضخمة تجتاح منطقة نِبيو في كورسيكا العليا مساء الأحد، وتلتهم أكثر من 400 هكتار من الغابات قبل السيطرة الكاملة عليها صباح الاثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول.
عاشت منطقة نِبيو في كورسيكا العليا يومًا مأساويًا مساء الأحد، بعد اندلاع سلسلة حرائق واسعة التهمت مئات الهكتارات من الغابات والأراضي الطبيعية، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة عليها تمامًا صباح الاثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول.
وذكرت صحيفة كورسيكا ماتان المحلية أن النيران انتشرت بسرعة غير مسبوقة، ما أثار حالة من الهلع بين السكان في بلدتي سان فلوران وأوليتا.
حرائق مفاجئة وانتشار سريع للنيران
خلال أقل من ساعتين، اندلع حريقان منفصلان في المنطقتين المذكورتين، مما أدى إلى تصاعد كثيف للدخان شوهد على بعد عشرات الكيلومترات.
بدأ الحريق الأول قبل الساعة الحادية عشرة صباحًا في منطقة تُعرف باسم فرومنتيكا، الواقعة غرب بلدية سان فلوران، حيث دفعت الرياح القوية ألسنة اللهب إلى الامتداد بسرعة عبر التلال المجاورة.
اقتربت النيران بشكل خطير من المناطق السكنية، ما استدعى تدخلاً عاجلًا من فرق الإطفاء التي هرعت إلى المكان مزوَّدة بآليات ومعدات خاصة للسيطرة على الحرائق المتعددة.
وشارك بول كوستا، النائب الأول لعمدة سان فلوران، في جهود تأمين المنطقة، إذ ساعد قوات الدرك في إغلاق الطرق وتنظيم حركة المرور، حرصًا على سلامة الأهالي ومنع وقوع إصابات.
السيطرة الكاملة على النيران دون خسائر بشرية
أعلنت محافظة كورسيكا العليا صباح الاثنين أن فرق الإطفاء نجحت في السيطرة الكاملة على الحرائق، مؤكدة عدم تسجيل أي إصابات أو خسائر بشرية.
وأوضحت السلطات أن النيران أتت على نحو 226 هكتارًا من الأراضي في سان فلوران، و210 هكتارات أخرى بين أوليتا وأولميتا دي تودا.
كما واصلت الفرق الميدانية عملها طوال النهار لمعالجة البؤر الصغيرة المتبقية، ضمانًا لعدم اشتعالها مجددًا بفعل الرياح.
الخطر اقترب من المنازل والمزارع
على طول الطريق الإقليمية رقم 81، التي اندلع على مقربتها أحد الحرائق، وقف السكان بوجوه يكسوها القلق وهم يشاهدون ألسنة اللهب تقترب من منازلهم على بعد أمتار قليلة.
ورغم تأكيد رجال الإطفاء أن المساكن ليست في خطر مباشر، فإن حالة الخوف كانت واضحة في أحاديث الأهالي.
سيدة مذعورة اقتربت من رجال الدرك وهي تسألهم بلهفة: "هل تعرفون إلى أين وصلت النار؟ حصاني هناك في الحقل بعد موقع التخييم!"
وقد زادت سرعة الرياح من صعوبة المهمة، إذ دفعت النيران باتجاه منطقة التخييم "لا بينيد" القريبة من طريق أوليتا، ما صعَّب عمليات الإطفاء لعدة ساعات قبل أن تتم السيطرة الكاملة على الحريق.
خسائر بيئية كبيرة ونجاح إنساني لافت
رغم الدمار الواسع الذي أصاب الغطاء النباتي، اعتُبر نجاح فرق الإطفاء في احتواء النيران دون خسائر بشرية إنجازًا مهمًا، في واحدة من أعنف موجات الحرائق التي شهدتها كورسيكا هذا العام.
وأكدت السلطات المحلية استمرار التحقيق لتحديد أسباب اندلاع الحرائق، فيما تستعد فرق الطوارئ لمواجهة أي احتمالات لتجدُّدها في ظل الظروف المناخية الجافة التي تشهدها المنطقة.