نجاح COP28 مصدر إلهام لقمة المناخ بأذربيجان 2024.. باكو تتسلم الراية
النجاح الاستثنائي لمؤتمر الأطراف COP28 سيكون بلا شك مصدر إلهام كبير للنسخة القادمة بأذربيجان، لاسيما فيما يخص ملف الطاقة.
الاختراق الإماراتي الكبير لمؤتمرات المناخ الدولية، المتمثل في إثبات قدرة قطاع الطاقة حول العالم على إدارة التحول تدريجياً بعيداً عن الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة لحماية مناخ الأرض، سيرعى المؤتمر القادم في أذربيجان 2024.
- القمامة كنز لا يفنى.. السعودية تستهدف تدوير نفايات بـ120 مليار ريال
- «مهندس اتفاق باريس».. جون كيري يخلع عباءة «المبعوث المناخي» لدعم بايدن
أذربيجان، مهد إنتاج النفط،لديها الآن الفرصة للتعلم من الخبرة الإماراتية الملهمة في كسر حلقة الاتهامات المتبادلة بين قطاع الوقود الأحفوري وأنصار حماية البيئة والمناخ.
الاستفادة الأولى تأتي من استلهام نموذج رئاسة د. سلطان الجابر ، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، مع شغله منصب رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية بالإضافة لتأسيسه شركة الطاقة المتجددة "مصدر"، التي استثمرت مليارات الدولارات في تقنيات الطاقة الخالية من الانبعاثات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية في 40 دولة.
وفي تصريح سابق، أشار الدكتور سلطان الجابر إلى قيامه باستشارة الجميع، من الأكاديميين إلى الممولين إلى زعماء السكان الأصليين إلى زملائه المديرين التنفيذيين في مجال النفط لفهم سبب عدم تحقيق مؤتمرات المناخ السابقة النجاح المطلوب، وكان استنتاجه أن صناعة الوقود الأحفوري لم تأخذ حقها في لعب دور محوري لمكافحة تغير المناخ.
أذربيجان والنفط
استخدم النفط في أذربيجان منذ حقبة طويلة. ويعتقد المؤرخون أن رواية المستكشف ماركو بولو التي تعود للقرن الثالث عشر تشير إلى باكو عاصمة أذربيجان حيث كتب "بالقرب من الحدود الغورغية، يوجد نبع يتدفق منه نهر من النفط بكميات غزيرة لدرجة أنه يمكن تحميل مائة سفينة هناك في وقت واحد.. هذا الزيت ليس صالحاً للأكل؛ ولكنه صالح للحريق".
وكتب ستيف ليفين، مؤلف كتاب "النفط والمجد: سعي الأباطرة وطلاب الثروات على بحر قزوين" كانت أذربيجان معروفة بالنفط الذي يتدفق من الأرض من تلقاء نفسه". في القرن التاسع عشر، أصبحت أذربيجان موقعًا لبروز صناعة النفط الحديثة، من خلال أولى آبار النفط المحفورة ميكانيكيًا وأول ناقلة نفط.
البداية الطريفة
تم بناء صناعة النفط في أذربيجان إلى حد كبير على يد روبرت نوبل، شقيق مخترع الديناميت ألفريد نوبل، إلى جانب شقيق آخر، لودفيج. وفي عام 1873، تم إرسال روبرت جنوبًا من روسيا للعثور على أشجار الجوز لاستخدامها في صنع بنادق لبيعها لجيش القيصر، لكنه بدلاً من ذلك تعثر في صناعة النفط الوليدة في باكو.
ويقول التاريخ إن روبرت نوبل أنفق "أموال شراء أشجار الجوز" لشراء مصفاة صغيرة، حصد روبرت نوبل وعائلته أرباحًا هائلة، ساعد بعضها في النهاية في تخصيص المال الموقوف على جائزة نوبل، الأشهر عالمياً.
في عام 1884، ذكرت صحيفة التايمز الأمريكية أن باكو كانت تزود روسيا بأكملها بالنفط، و "سوف تزود بلا شك جزءًا كبيرًا من أوروبا والهند والصين". وبحلول عام 1900، كانت باكو توفر حوالي نصف نفط العالم، ومعظم الباقي يأتي من الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن ينضب النفط الأذربيجاني، الذي يتدفق منذ آلاف السنين، في غضون 25 عامًا تقريبًا. لكن البلاد لا تزال تمتلك احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي، وتخطط لزيادة إنتاجها منه بمقدار الثلث في العقد المقبل. يمثل قطاع الوقود الأحفوري في البلاد 90 بالمائة من صادراتها وثلثي دخلها القومي.
النفط والغاز والمناخ
من المقرر أن تسلط قمة COP29 المقبلة الضوء على اعتماد أوروبا المستمر على النفط والغاز، لتحريك عجلة اقتصادات القارة العجوز، حتى في الوقت الذي تسعى فيه إلى أن تصبح رائدة عالمية في سياسة المناخ. بعد الحرب الروسية الأوكرانية، اكتسبت صادرات الغاز الأذربيجانية إلى أوروبا أهمية كبيرة. والتي تصل إلى القارة عبر خطوط الأنابيب عبر تركيا واليونان وإيطاليا. وسيقرر المسؤولون الأوروبيون والأذربيجانيون ما إذا كانوا سيضاعفون كمية الغاز القادمة عبر خط الأنابيب خلال العام الجاري.
طموحات نشطاء المناخ
تهدف قمة COP29 إلى التركيز على قضية شائكة تتمثل في تحديد ما تدين به الدول الأكثر ثراءً في العالم، والمسؤولة عن معظم الانبعاثات التاريخية التي تسببت في تغير المناخ، للدول الأكثر فقراً، والتي تعاني بشكل غير متناسب من آثاره السلبية.
وقد كشف العديد من مناصري ومؤيدي حماية المناخ عن أملهم وطموحاتهم في أن يكون البلد الذي كان موطناً لبدايات صناعة النفط سيستضيف مفاوضات دولية قد تؤدي ذات يوم إلى إنهاء عصر النفط والبناء على الإنجاز الإماراتي في النسخة السابقة ديسمبر الماضي، حيث أتى صناع قطاع النفط حول العالم للجلوس لطاولة المفاوضات الدولية للمناخ، الآن طاولة دبي المناخية ستذهب إلى باكو، العاصمة الأذريبجانية، لاستدامة الإنجاز الإماراتي لإنقاذ مناخ العالم.
الإمارات تعلم أذربيجان أن تحول الطاقة بعيداً عن النفط والغاز ، سيحدث ، إذ إن الوقود الأحفوري محدود، وستصبح مصادر الطاقة النظيفة والجديدة هي المستقبل.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg جزيرة ام اند امز