كورونا في اليمن.. 2021 عام مواجهة الموجة الثالثة
طالت جائحة كورونا اليمن، كغيره من دول العالم، مع تسجيل أول حالة مؤكدة في العاشر من أبريل/نيسان 2020، بمحافظة حضرموت (شرق البلاد).
وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية للسلطات الصحية، حول عدد الإصابات بكورونا، فقد تجاوز اليمن حتى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، عشرة آلاف حالة.
وبلغ عدد الحالات المسجلة تحديدا 10,034 إصابة، منها 1955 حالة وفاة، و6917 حالة شفاء وتعافي، في مختلف المحافظات المحررة.
فيما تواصل مليشيات الحوثي رفضها الإفصاح عن أي معلومات عن حالات الإصابة والوفيات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
عام المواجهة
رغم ضعف التزام المواطنين في اليمن بالإجراءات الاحترازية، إلا أن عام 2021 كان عاما استثنائيا فيما يتعلق بجهود مكافحة الجائحة. فهذا العام شهد منعطفا مهما في إجراءات مواجهة الوباء، بدعم ومساندة المنظمات الصحية الأممية والدولية والإقليمية.
وتعددت أساليب المواجهة التي تبنتها الحكومة اليمنية، ممثلة بوزارة الصحة العامة، حيث شملت حملات توعية ميدانية، خلال شهر فبراير/شباط 2021، سبقتها دورات تأهيلية بدعم من منظمة اليونيسف.
هدف هذه الحملات التوعوية، بحسب وكيل وزارة الصحة، علي الوليدي، هو رفع الوعي المجتمعي بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الكمامات وعدم التجمع في الأماكن العامة.
مرحلة اللقاحات
ومن صور المواجهة أيضا، توفير لقاحات المضادة لفيروس كورونا، والتي حصلت عليها اليمن من منظمة الصحة العالمية، وتحالف "كوفكس العالمي".
ففي أواخر مارس/آذار 2021 حصل اليمن على 350 ألف جرعة من لقاح استرازينيكا البريطاني، مقدمة من منظمة الصحة العالمية، حيث أعلنت وزارة الصحة اليمنية أنها ستوزعه مجانا على مراكز العزل والتطعيم في 13 محافظة محررة.
وبالفعل، بدأت عملية التلقيح خلال شهر أبريل/نيسان 2021 في مختلف المناطق المستهدفة، واستمرت حتى شهر يونيو/حزيران 2021.
الأولوية في التلقيح كانت للكوادر الصحية العاملة في مراكز العزل، وذوي الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى كبار السن.
ورغم تخصيص وزارة الصحة اليمنية 10 آلاف جرعة للكوادر الصحية العاملة في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، إلا أن المليشيات رفضتها، منكرةً وجود إصابات في نطاق سيطرتها.
الموجة الثالثة
خلال أواخر شهر يوليو/تموز أعلن وزير الصحة اليمني الدكتور قاسم بحيبح أن اليمن يواجه موجة ثالثة من كورونا.
تصريحات الوزير جاءت بالتزامن مع ارتفاع أعداد الإصابات في عموم المحافظات المحررة التي ترصدها لجنة الطوارئ الحكومية، حيث وصلت الإحصائيات إلى مائة إصابة يوميا كمتوسط عام، خلال أغسطس/آب 2021.
في أعقاب ذلك، دعت الحكومة العالم إلى إنقاذ اليمن من تفشي الموجة الثالثة، وتوفير المزيد من اللقاحات.
لقاحات جونسون
وتحققت الاستجابة العالمية لليمن بتوفير تحالف "كوفكس العالمي" 151 ألف جرعة من لقاح "جونسون آند جونسون" الأمريكي، ذي الجرعة الواحدة.
وهذه الكمية من لقاح "جونسون" كانت الدفعة الأولى من كميات تبلغ أكثر من 500 ألف جرعة تم وعد اليمن بتوفيرها لاحقا.
ووصلت الدفعة الأولى أواخر أغسطس/آب وتم توزيعها على مراكز العزل، والمنافذ البرية والمطارات لتطعيم المسافرين، بالإضافة إلى العاملين الصحيين وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
التحالف يواجه كورونا باليمن
لم يكن بمقدور الحكومة اليمنية مواجهة الوضع الصحي وكورونا في اليمن بمنأى عن دعم ومساندة التحالف العربي، حيث اعتبر الأخير أن الجبهة الصحية لا تقل أهمية عن جبهات القتال.
وبناء على ذلك قام التحالف بمؤسساته وأذرعه الإنسانية والصحية، في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بتوفير المستلزمات الطبية بكميات كبيرة لمواجهة تداعيات كورونا.
كما تدخل التحالف العربي لدى المنظمات الدولية لتوفير اللقاحات، وتنسيق عمليات نقلها إلى الداخل اليمني.
وما كان لافتا في هذا الشأن، هو توفير دولة الإمارات العربية المتحدة 60 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا أواخر يونيو/حزيران 2021 خاصة بجزيرة سقطرى، لتصبح بذلك أول محافظة يمنية ينال أهلها بشكل كامل تلقيحا شاملا، وذلك عبر مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية.
انحسار الوباء
في يومي 22 و23 نوفمبر/تشرين ثاني 2021، لم تسجل في اليمن أي حالة إصابة بوباء كورونا، لأول مرة منذ إعلان الموجة الثالثة، بل إن الإحصائية ترجح أن تكون هذه هي المرة الأولى التي لا تسجل أي إصابة بالفيروس منذ أبريل/نيسان 2020، أي منذ بداية ظهور الوباء.
وأكدت مصادر في لجنة الطوارئ ومواجهة كورونا التابعة لوزارة الصحة أن هذا التراجع في أعداد الإصابات والوفيات يؤكد أن الجائحة في انحسار واضح.