هستيريا كورونا تنتج سما منزليا في الجزائر
جزائريون يرجون خلطات يزعمون أنها معقمات منزلية تقي من فيروس كورونا والأمن الجزائري يحذر منها وأطباء يؤكدون أنها "سم قاتل".
حذرت الجزائر مواطنيها من خطورة خلطة كيميائية سامة، روج لها بعض النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ادعوا فيها أنها "أحسن معقم" ضد فيروس كورونا.
- كورونا يتمدد إلى 17 محافظة جزائرية.. 90 إصابة و9 وفيات
- كورونا والجراد وأسعار النفط.. مصائب الجزائريين لا تأتي فرادى
وأكدت المديرية العامة للأمن الجزائري (الشرطة)، في بيان، اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله من خطورة تلك الخلطات الكيميائية، ودعت المواطنين إلى الحذر من تلك الخلطات والسوائل التي يتم الترويج لها عبر منصات التواصل، مشددة على أنها "مضرة بالصحة".
ونشر بعض رواد مواقع التواصل ادعوا أنهم "أطباء أو يعملون في مستشفيات" فيديوهات زعموا فيها تقديم "خلطات لإنتاج معقمات تقي من فيروس كورونا" يمكن استعمالها في تعقيم كامل المنزل.
وتمثلت الخلطة في مزج سائل كيميائي (كحول) ومحلول غذائي (خل) وسائل تنظيف (جافيل)، بينما أكد أطباء جزائريون لـ"العين الإخبارية" أن تلك الخلطات "سامة ناجمة عن تفاعل مواد لا يمكن مزجها وقد تؤدي إلى قتل صاحبها".
ودعا الأطباء كل من استعمل تلك الوصفات إلى عدم الخروج من المنازل كونها تستهدف مباشرة رئة الإنسان، وشددوا في حديثهم مع "العين الإخبارية" على أن "مستعمليها سيكونون فريسة سهلة لفيروس كورونا".
ومع بداية انتشار وباء كورونا في الجزائر، تحولت منصات التواصل إلى "منصة للنصائح" عن "حسن نية للمساهمة في إبعاد الخطر، أو سوء نية من بعض الأشخاص الباحثين عن الشهرة.
في المقابل، حرص كثير من الجزائريين خاصة الأطباء على نشر فيديوهات ومنشورات تحذر من تلك الخلطات، ودعت الجزائريين إلى اتباع النصائح المقدمة "فقط" من قبل وزارة الصحة أو المعاهد المعتمدة في البلاد.
والملاحظ في جميع المنشورات عبر مواقع التواصل "عدم إظهار أصحابها وجوههم" والاكتفاء بنقل طريقة تحضير الخلطة، فيما أكد قانونيون أن ذلك يعني "تحسبهم للمتابعات القضائية في حال حدوث ما لا يحمد عقباه".
ويؤكد الاختصاصيون أن "تصديق الجزائريين لكل ما ينشر" عبر مواقع التواصل إلى حد تطبيق الوصفات بحذافيرها وبشكل مبالغ فيه يعبر عن "هستيريا وفوبيا أصابتهم" من انتقال عدوى فيروس كورونا إليهم، ويلجؤون "بشكل لا إرادي" إلى البحث عن أي وسيلة تجنبهم خطر الإصابة من فيروس قتل الآلاف، بينما تعد تلك الوصفات "مدخلا سهلا للفيروس، كونها تعمل على تهييج الجهاز التنفسي وتجعله عرضة للفيروس المدمر للرئتين".
وبعد تصاعد التحذيرات من خطورة ما روج له على أنه "معقمات"، عبر جزائريون عن سخطهم وطالبوا سلطات بلادهم بتسليط أقسى العقوبات على مروجي تلك السموم ومتابعتهم قضائياً.
بينما سخر آخرون من لجوء البعض إلى تطبيق كل ما ينشر عبر منصات التواصل، وعلق البعض بالقول "إنها ليست وصفة جمال أو للأكل، هي وصفة لإنهاء الجمال".
بينما حذر البعض بسخرية بالقول "إذا استمر الجزائريون في تتبع الفيسبوك فإنهم سينتجون للعالم فيروساً جديداً اسمه كوفيد – 20".