ولم تتوقف مبادرات ومشاريع مجلس حكماء المسلمين عند هذه المواقف والبيانات فحسب، بل امتدت لتشمل أقصى بقاع العالم،
جدَّد مجلس حكماء المسلمين آمالنا في تحسين صورة الإسلام التي حاول الإرهاب اختطافه وعمل على تشويه صورته، من خلال مبادراته والمشاريع التي ينفّذها لنشر السلام في شتى أنحاء العالم.
وقد تابع الجميع الموقف الحازم لمجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، تجاه القدس قضية العرب والمسلمين الأولى، وذلك عبر البيان الذي صدر عن فضيلته بالإدانة الشديدة لقرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها للقدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، ودعوته لعقد اجتماع عاجل للمجلس، وتنظيم مؤتمر لنصرة الأقصى في يناير المقبل بالقاهرة.
كما تابع الجميع زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى مسجد الروضة في العريش، والذي تعرَّض لهجوم إرهابي جبان استهدف المصلين، حيث كان وقْع الزيارة إيجابياً على ذوي الشهداء، ومثّل ضربة قوية لقوى الإرهاب التي سعت إلى نشر الخوف والرعب في قلوب المصريين.
إن مجلس حكماء المسلمين، ومن خلال مشاريعه ومبادراته في نبذ التطرّف والإرهاب، إنما يبعث أملاً جديداً في إظهار الصورة الحقيقية لديننا الإسلامي الحنيف التي حاولت جماعات الإرهاب تشويهها وتخويف العالم من المسلمين ودينهم دين الرحمة والسلام.
وفي الوقت الذي تواجد فيه فضيلته في سيناء كانت قوافل الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين تضمد جروح لاجئي الروهينجا وتواسيهم، وتمد لهم يد العون والمساعدة في منطقة الحدود بين بنغلاديش وميانمار، والذين تجاوز عددهم مئات الآلاف، حيث اطّلع الوفد خلال تواجده هناك على أوضاع اللاجئين.
وقدّم الوفد الدعم المادي والمعنوي والإنساني لهؤلاء اللاجئين الذين تصفهم تقارير الأمم المتحدة بأنهم الفئة الأكثر حرماناً في العالم، والذين اضطروا للفرار إلى بنغلاديش المجاورة هرباً من القمع والاضطهاد في وطنهم، في كارثة تُعدُّ الأكبر من صنع الإنسان.
ولم تتوقف مبادرات ومشاريع مجلس حكماء المسلمين عند هذه المواقف والبيانات فحسب، بل امتدت لتشمل أقصى بقاع العالم، فقد أطلق المجلس منذ عامين مشروع "قوافل السلام" التي تؤكد حرصه على نشر قيم السلام والتسامح، وإيصال الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف في المجتمعات غير المسلمة.
ويشتمل المشروع على زيارة عدد من الدول على مستوى العالم، من خلال مجموعة من العلماء المتخصصين في الشريعة الإسلامية وعلومها، والذين يجيدون التحدث بلغات الدول التي يزورونها، حيث تتضمن الزيارات تنظيم أنشطة علمية وفكرية مكثّفة؛ تشتمل على ندوات دينية ومحاضرات في عدد من المؤسسات الدينية والأكاديمية، تهدف لتصحيح المفاهيم، وتخفيف حدة التوتر الديني الذي يحيط بكثيرٍ من المجتمعات المسلمة، ولنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك من خلال توضيح تعاليم الإسلام الصحيحة التي تحضُّ على ذلك، وتحصين هذه المجتمعات وبخاصة الشباب الذين يمثلون هدفاً لحركات التطرف والتضليل داخل هذه المجتمعات، والإجابة على أهم التساؤلات التي تشغل فكرهم، وتشجيع المسلمين على الاندماج بشكلٍ إيجابي وفعَّال في المجتمعات التي يعيشون فيها, والإسهام في بنائها ورُقيِّها.
كما تسعى هذه القوافل للالتقاء بالجاليات المسلمة التي تعيش في أوروبا والأمريكيتين وفي أفريقيا، وذلك لتوضيح أهمية دور المسلم في نقل الصورة الصحيحة لدينه خلال تعامله مع غير المسلمين.
كما نظّم المجلس، وبالتعاون مع الأزهر الشريف، العديد من المؤتمرات والمُلتقيات التي جمعت علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي في أبوظبي والقاهرة، وجنيف وروما وغيرها من المدن حول العالم، وذلك لفتح أبواب الحوار مع الآخر والتركيز على النقاط التي من الممكن أن تكون سبباً في نشر السلام، والتعايش المشترك بين شعوب العالم، وإنقاذ مجتمعاتنا والإنسانية جمعاء من شرور الإرهاب والتطرف.
إن مجلس حكماء المسلمين، ومن خلال مشاريعه ومبادراته في نبذ التطرّف والإرهاب، إنما يبعث أملاً جديداً في إظهار الصورة الحقيقية لديننا الإسلامي الحنيف، التي حاولت جماعات الإرهاب تشويهها وتخويف العالم من المسلمين ودينهم دين الرحمة والسلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة