أجهزة التشويس بسجون الاحتلال تنذر بانتفاضة للأسرى الفلسطينيين
متخصصون فلسطينيون يحذرون في تصريحات لـ"العين الإخبارية" من خطورة أوضاع الأسرى في سجون إسرائيل بعد تركيب أجهزة تشويش جديدة.
ما بين التخوفات من الآثار الصحية، ورفض حرمانهم من الاتصال بذويهم، ينتفض الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية رفضًا لأجهزة التشويش التي وضعها الاحتلال ويرون فيها وسائل تعذيب وتنكيل جديدة.
ومنذ عدة أيام يخوض الأسرى في سجن النقب تحديدا ما يشبه انتفاضة واسعة احتجاجًا على تركيب الاحتلال الإسرائيلي أجهزة تشويش وسط مخاوف بأن لها تأثيرات صحية خطيرة وأن موجاتها تتسبب بأمراض سرطانية للأسرى.
إشعاعات خطيرة
ووفق عبدالناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، فإن هذه الأجهزة ليست جديدة، إنما سبق أن وضعت إدارة سجون الاحتلال أجهزة مشابهة في عدة سجون خصوصا في نفحة ورامون، مؤكدًا أنها تصدر إشعاعات خطيرة وتسبب أمراضا مختلفة منها السرطان.
وأوضح فروانة وهو أسير محرر في حديثه لـ"العين الإخبارية" أنه منذ تركيب الأجهزة في ريمون شعر الأسرى بالخطر، وتأثيرات مرضية حادة من صداع الرأس وضربات القلب وأوجاع غير معهودة في أجسادهم.. وهناك اعتقاد لدى الأسرى أن تلك الأجهزة تؤدي للإصابة بالسرطان.
ونهاية الشهر الماضي أعلن الأسرى في سجن النقب الذي يضم 1500 أسير فلسطيني أن قوات الاحتلال بدأت تركيب أجهزة مسرطنة ومسلطة فوق رؤوس الأسرى وعلى غرفهم، وهو ما رأوا فيه "جريمة قتل وإعدام ممنهج مع سبق الإصرار والترصد".
وقال الأسرى في بيان لهم إنهم لن يسمحوا بفرض واقعٍ اعتقالي جديد، من شأنه أن يقضم مكتسباتِ الأسرى وحقوقهم التي حصلوا عليها بالدم والإضراب.
وأكد فروانة وجود احتجاجات وإضرابات من الأسرى لكن إدارة السجون لا تبالي بتلك التحركات وتبقي الأجهزة، في تحدٍ صارخ لكل القوانين الدولية التي تمنع ما يهدد صحة الأسرى، متوقعا قرب الصدام بين الأسرى وإدارة السجون، خصوصا مع حل الأسرى للهيئات التنظيمية، التي تعد رسالة لإدارة السجون بأن الأمور وصلت لمستوى خطير.
حل الهيئات التنظيمية
وفي 28 فبراير الماضي أعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، حل كل الهيئات التنظيمية في سجن النقب وسجن نفحة وسجن ريمون وسجن إيشيل، في خطوة تعني عدم وجود جسم تمثيلي للأسرى أمام إدارة السجون وهي خطوة تعني توجهات لبداية تصعيد رفضا للأجهزة الإسرائيلية.
وتدعي قوات الاحتلال أن الهدف من أجهزة التشويش هو وقف الاتصالات التي يجريها الأسرى عبر هواتف مهربة مع خارج السجون.
وبخلاف ما تدعيه قوات الاحتلال بعدم وجود مخاطر من وراء الأجهزة يؤكد فروانة وجود تخوفات حقيقية لدى الأسرى لا سيما ما يتعلق بمرض السرطان.
وذكر أن 34 أسيرا، يعانون من مرض السرطان معظمهم في سجون الجنوب الأربع (النقب، ريمون، بئر السبع، نفحة) التي يوجد فيها 3 آلاف أسير يمثلون نصف الأسرى الفلسطينيين في كل سجون الاحتلال.
ويؤكد فروانة أن هذه السجون الأربعة يشكل وجودها في منطقة غير آمنة من كل النواحي الصحية والبيئية والعسكرية مخالفة واضحة للقوانين الدولية ولاتفاقيات جنيف، فهذه السجون قريبة من مفاعل ديمونا النووي، وهو يصدر إشعاعات خطيرة على صحة الإنسان وفق ما أكدت وزارة البيئة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن العديد من الأسرى المصابين بالسرطان لا تعلمهم إدارة السجون بإصابتهم بالسرطان، وتبقي الأمر طي السرية إلى حين تفشي المرض واشتداد آلامه على الأسير تضطر للإفصاح عن إصابته.
وتابع أن عشرات الأسرى توفوا بعد إطلاق سراحهم بأسابيع أو أشهر محدودة في السنوات الأخيرة، نتيجة اكتشاف إصاباتهم بالأمراض خصوصا السرطان، بعد خروجهم من السجن ويكون السرطان قد تفشى في جسد الأسير وبالتالي لا ينفع معه العلاج.
واستشهد في 6 فبراير الماضي الأسير فارس بارود (51 عاما)، وهو عميد أسرى غزة، المعتقل منذ 23 مارس/آذار 1991، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد، نتيجة الإهمال الطبي في حين لا يزال عشرات الأسرى يعانون من المرض خاصة السرطان.
ويحذر فروانة من أن قائمة الشهداء الأسرى التي تبلغ 218 شهيدا، بينهم 63 أسيرا استشهدوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي، معرضة للارتفاع في ظل هذه التوجهات الإسرائيلية.
أجهزة مسرطنة
عيسى قراقع وزير الأسرى السابق قال إن أجهزة التشويش تأتي ضمن سلسلة إجراءات تقوم بها إدارة سجون الاحتلال ضد الأسرى، بتوجيه مباشر من وزير الأمن الإسرائيلي أردان للتضييق على الأسرى، مشيرا إلى وجود مخاوف من تركيب الأجهزة في كل السجون.
وأوضح قراقع لـ"العين الإخبارية": "الأمور الآن توتر شديد مع إدارة سجون الاحتلال، وقد يصل الأسرى لمرحلة العصيان العام في السجون وعدم الخروج للساحة ويلجؤوا للإضرابات المفتوحة أو الجزئية، ويعيدوا الطعام، وغيرها من الخطوات إن لم تفكك إدارة السجون تلك الأجهزة الخطيرة".
وأكد أنه حسب الفحوصات الطبية فإن هذه الأجهزة قد تسبب السرطان؛ لأنها تصدر إشعاعات خطيرة، مبينا أن حكومة الاحتلال تستهدف الأسرى بالتضييقات الخطيرة لتأخذ من تلك الإجراءات ورقة في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز