من أهم ما يلفت الانتباه في التعاطي مع تخبطات الحكومة القطرية، هو برنامج "كأس لبن" على منصة "يوتيوب"، الذي شرح الحقائق الكبيرة
معروف، وشبه شائع، أن الخطابات الإعلامية والتواصلية في الأزمات؛ تأتي بصيغ مختلفة، وتستهدف شرائح متنوعة، ولها طرائق متباينة من حيث المضمون والإخراج والتأثير، المشكلة هي محاولة محاكمة إحداها بشروط أخريات.. لابد أن نعي ماهية المتلقي وماذا يريد.
من الواضح لأي مراقب أو متابع مدى قوة تأثير الإعلام في الأزمة القطرية، ولي عودة لهذا لأناقشه بالتفصيل لاحقا، لكن اللافت هو بزوغ أدوات جديدة، بفنون حديثة، مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ومازجت بين الإعلام والسياسة والتقنية، وظهرت مؤسسة لقوالب سباقة، تعد بمثابة الأرضية الأولية لمثل هذه الممارسات.
من أهم ما يلفت الانتباه في التعاطي مع تخبطات الحكومة القطرية، هو برنامج "كأس لبن" على منصة "يوتيوب"، الذي شرح الحقائق الكبيرة، بطرق بسيطة، وبأداء ساخر، وحاد في الوقت نفسه، وأظنه الأول من نوعه، من برامج الـ"توك شو" الساخرة، التي تتعاطى مع الملفات السياسية، وحتى العميقة منها.
من أهم ما يلفت الانتباه، في التعاطي مع تخبطات الحكومة القطرية، هو برنامج "كأس لبن" على منصة "يوتيوب"، الذي شرح الحقائق الكبيرة، بطرق بسيطة، وبأداء ساخر، وحاد في نفس الوقت.
مثل أي شيء، يؤخذ منه ويرد، وتوجد بعض الملاحظات البسيطة، من وجهة نظري الخاصة، لكني في الوقت ذاته، أجده برنامجا نوعيا مؤثرا، خاطب شرائح منسية، قد لا تستوعب السياسة بشكلها الذي يجب، وبسط المفاهيم الكبيرة، وعرض الحقائق التي تدين الدوحة بالإرهاب، بأسلوب قريب ومحبب.
يبدو لي، أن الكاتب والمخرج ثامر الصيخان وفريقه في الإعداد نجحوا في قياس الاحتياج لدى بعض المجتمعات غير المهتمة بالسياسة، وكتبوا وأخرجوا لهم شيئا يتحدث اللغة التي يفهمون، مستفيدين من الإقبال الكبير على المنصات الرقمية، وفي مدة زمنية قصيرة جدا، بحيث لا يتململون.
بالتأكيد، جزء من نجاح العمل يعود لشهرة وكاريزما مقدم البرنامج طارق الحربي، صاحب الحضور النوعي، والجماهيرية الكبيرة، بعدما خاض تجربة تقديم العديد من البرامج المشابهة من حيث طريقة العرض، ليكمل نجاحاته في دهاليز السياسة.
من الضروري -كما أعتقد- أن يستمر هذا البرنامج، مع الأزمة وبعدها، ويكون مشجعا لخلق سوق إعلامية جديدة، ومنصة تأثير مهمة، توظف من أجل الوطن، وتطور إمكانياته ومحتواه، ويناقش الكثير من القضايا، ويتفرع منه عدد من البرامج الأخرى.
النقطة الأخيرة، والمهمة أيضا، هي أن معايير المحاسبة الإعلامية التقليدية قد لا تعمل هنا، لوجود متغيرات جوهرية، لا يمكن أن تتعاطى مع بعض النظريات القديمة، لذا من الواجب إدراك تأثير مثل هذه البرامج، واستيعاب فكر المتلقي، واحتياجاته أولا. والسلام
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة