أسوأ أنواع الذكاء هو التذاكي، اعتقاد أن الحيلة البدائية -أو القديمة- يمكن تمريرها على الناس. ظلما أن نختزلها في سوء الذكاء، إنها أعلى مراتب الغباء..
أسوأ أنواع الذكاء هو التذاكي، اعتقاد أن الحيلة البدائية -أو القديمة- يمكن تمريرها على الناس. ظلما أن نختزلها في سوء الذكاء، إنها أعلى مراتب الغباء.. يمكن أن تكون ذكيا لو عرفت ما لدى الآخر، أنه قادر على كشف ألاعيبك بسبب محدودية أدواتك وضحالة تفكيرك ومراهقاتك الواضحة.
يقوم الإعلام القطري والإخواني بطريقة هجوم قديمة ومضحكة، تتمثل في تحوير محور المشكلة، ومن خلالها يتم تجنيد المرتزقة والسطحيين، والقائمة على السؤال عن أمر آخر تماما، يوهمون المتلقي أنه شيء مشابه، يصب في ذات السياق، متجاهلين الظروف الأخرى، وطبيعة اختلاف القضيتين.
كل ما حدث، وما أعلن عنه، أقل ما يمكن، وإن لم تعد قطر إلى رشدها فستكون النتائج كبيرة عليها على المدى القصير والبعيد أيضاً
هذا التكنيك، أو هذه الألعوبة، إحدى أهم البروباغاندا التي صنعها "الاتحاد السوفيتي"، والمعروفة بمصطلح ( whataboutism ماذا عن..)، أو بالعامية "وينكم عن.."، وكان الروس يستخدمونها في التعامل مع العالم الغربي في الحرب الباردة، وهي "مغالطة منطقية، تحاول أن تشوه موقف الخصم، من خلال تأكيد فشل الخصم في التصرف، بشكل ثابت وفقا لهذا الموقف"، بينما الموقف مختلف، مختلف تماما.
خلال الأيام الماضية، نشطت حسابات وهمية، وأفراد يتم شحنهم بالريال القطري، في محاولة لبث الفتنة بين المملكة ودول شقيقة وصديقة، مستخدمة الطريقة الروسية القديمة، عبر خلق مواقف تهدف لتشتيت الانتباه، عن القضية الأساسية، خيانة قطر للخليج والارتماء في حضن الملالي.. وتمويل الجماعات الإرهابية، وهو مرصود من قبل جهات محايدة. أتوقع أن يكون هناك موقف دولي قريبا، قد يأتي على هيئة عقوبات، أو تجريم رسمي، أو أي صيغة أخرى.
في سياق متصل، بالخيارات الغبية، تم ادعاء ما وصفوه باختراق البريد الإلكتروني، للسفير الإماراتي في واشنطن، وبثوا لاحقا بعض المعلومات التي زعموا أنها من غنائم "الهكرز"، الذين اتهموهم بدم "قنا"، لكن الحيلة فشلت، بعدما أثبتوا -لأنفسهم قبل العالم- أن المواقف الإماراتية متسقة مع السعودية، وتدافع عن مصالح المملكة.. فلم تأتي الـ"بشارة" رغم (عزمهم)!
كل هذه الممارسات الصبيانية اتضحت بإعلان الموقف الرسمي.. سحب السفراء وقطع العلاقات جراء دعم الإرهاب والمليشيات، وخلق التنظيمات التي تسعى للخراب والدمار في الدول. كل ما حدث، وما أعلن عنه، أقل ما يمكن، وإن لم تعد قطر إلى رشدها؛ فستكون النتائج كبيرة عليها، على المدى القصير والبعيد أيضاً.
يتوقع أن يستخدموا خلال الأيام المقبلة كل أنواع العمل الاتصالي والإعلامي، غير المشروع قبل المشروع، للتشويه والاختراق والتهديد، والاعتداء أيضا في الوقت نفسه، لكن كل هذا سيكون وقتيا.. ستحسم الأمور في الوقت المناسب. وستمتلئ مزبلة التاريخ. والسلام..
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة