قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر بجانب اليمن وليبيا بقطع العلاقات مع قطر وغلق المعابر ومنع دخول القطريين بلادهم، كان بمثابة إعلان صريح بأن صبر الخليج العربي قد نفد تجاه سلوك الحكومة القطرية ورسالة واضحة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد هي "لقد نفد رصيدكم"
قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر بجانب اليمن وليبيا بقطع العلاقات مع قطر وغلق المعابر ومنع دخول القطريين بلادهم، كان بمثابة إعلان صريح بأن صبر الخليج العربي قد نفد تجاه سلوك الحكومة القطرية ورسالة واضحة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد هي "لقد نفد رصيدكم لدينا"، إن كان هناك رصيد غير علاقة الأخوة والمحبة والود بين شعوب الخليج والعالم العربي وبين الشعب القطري الشقيق.
إن قرارات الحزم العربية اليوم تجاه قطر كانت الخيار الوحيد أمام الدول العربية لوقف الممارسات القطرية الخطيرة التي لم يعد ممكناً الصمت عليها أو القبول بها.
وأدعو القارئ إلى قراءة بيانات الدول الخليجية والعربية التي قطعت علاقتها مع الدوحة فهي تكفي في بيان صحة القرار الحازم الذي تم اتخاذه بعد مشاورات طويلة بين هذه الدول وبعد صبر واضح من قياداتها تجاه تصرفات الحكومة القطرية.
ففي بيان المملكة السعودية كان الحديث الواضح عن الانتهاكات الجسيمة سراً وعلنا التي أقدمت عليها السلطات في الدوحة طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية بهدف ضرب استقرار المنطقة ومنها جماعة الإخوان الإرهابية وداعش والقاعدة، والترويج لأدبيات هذه الجماعات عبر وسائل الإعلام القطري ودعم نشاط الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في القطيف بالمنطقة الشرقية من المملكة.
إن الصبر السعودي قد نفد بالفعل، فما هو معلن من محاولات قطر لشق الصف السعودي والتحريض للخروج على الدولة كثير، ولكن ما تعرفه القيادات السعودية أكثر بكثير. ولعل أسرار التدخلات القطرية في السعودية ستخرج للعلن خلال الفترة المقبلة.
فتحريض قطر لجماعة الإخونجية والسرورية للدعاية ضد الحكومة السعودية لا يتوقف ليل نهار، بل إن الدوحة تحتضن وترعى وتمول شيوخ الفتنة من الإخونجية وفي مقدمتهم سلمان العودة وناصر العمر والذين لا يتوقفون عن محاولة إثارة القلاقل في السعودية.
ولعل اتهام الرياض لقطر بتمويل "داعش" في بيان رسمي لهو أكثر من دليل على تورط الدوحة في دعم الإرهاب. ووفقاً لبيانات المتوفرة فإن قطر أنفقت أكثر من 64 مليار دولار في تمويل الجماعات الإرهابية خلال الفترة من 2010 إلى 2015 فقط. ونلاحظ من البيانات أن ذروة التمويل القطري للإرهابيين كانت في 2014 عقب سقوط الإخوان الإرهابية في مصر بأكثر من 12,6 مليار دولار.
البيان السعودي لم يتحدث عن أزمة عابرة بل عن انتهاكات جسيمة استمرت لسنوات. وهنا ترسل الرياض رسالة واضحة للجميع أن قرار قطع العلاقات وغلق المعابر ليس قرار أزمة عابرة بل قرار رداً عن فعل مستمر لوقت طويل وسياسة لا تتوقف قطر عنها.
ومن السعودية إلى مصر، والمشترك الرئيسي واضح وهو الدعم القطري للتنظيمات الإرهابية من الإخونجية وداعش والقاعدة. ويشير البيان المصري بوضوح إلى دعم الدوحة لعمليات إرهابية في شمال سيناء.
قرارات الحزم العربية اليوم تجاه قطر كانت الخيار الوحيد أمام الدول العربية لوقف الممارسات القطرية الخطيرة التي لم يعد ممكناً الصمت عليها أو القبول بها.
وبحسب معلومات يعرفها الكاتب من أشقاء في مصر بشأن الكشف عن مسارات لتمويل الدوحة لإرهابيين في سيناء ومدهم بالسلاح من خلال عملاء قطر في غزة وعبر الأنفاق، فإن مسؤولا مصريا تحدث لي بكل صراحة قائلاً إن الصبر المصري على قطع العلاقات نهائيا مع قطر جاء انتظاراً للموقف الخليجي طوال السنوات الماضية واحتراماً لدول الخليج العربي وخاصة السعودية والإمارات.
وأما البحرين ففقد كان بيانها بمثابة نفاد الصبر بعد أن صارت الدوحة بمثابة خنجر مسموم في ظهر المملكة الخليجية طوال السنوات الماضية. فتحدث البيان صراحة عن ممارسات قطرية خطيرة لم يقتصر شرها على البحرين فقط وامتد لدول شقيقة لا يمكن الصمت عليها..
هل نتحدث عن الممارسات القطرية الخطيرة في البحرين أم أن ما لدى ذاكرة القارئ يكفي، فالدوحة عبر "الجزيرة" كانت البوق الرئيسي لعصابات الفتنة الطائفية في 2011 إلى اليوم. وبينما كانت البحرين تحارب الفتنة بكل قوتها ومعها دول الخليج كان المحرضون على الفتنة يظهرون على شاشات "الجزيرة" وتنقل شاشتها صوراً مغلوطة للأحداث في قطر.
وكشفت قطر عن وجهها الحقيقي في ضرب الاستقرار بالبحرين عندما رفضت أن تنضم إلى قوات درع الجزيرة في 2011 واكتفت بدور خجول خارج ميدان مواجهة الفتنة.
ونصل إلى الإمارات، فحديثنا عن محاولات السلطات القطرية في زعزعة استقرار وأمن المنطقة والتهرب من التزاماتها هو حديث له شجون ومستمر. وهنا شددت الإمارات على ضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية لما فيه مصلحة دول مجلس التعاون.
فالإمارات احتملت قيادة وشعباً طويلاً التجاوزات القطرية وسموم "الجزيرة" ومحاولات أذرع قطر الإعلامية تشويه الدور الإماراتي في كافة الميادين،
هذه هي البيانات المعلنة والتي أعتقد أنها تكفي، ولكن هل يجب أن ننتقل لما لم يصرح به في البيانات في سياق الحفاظ على شعرة معاوية مع شقيق خليجي؟
قطر أنفقت أكثر من 64 مليار دولار في تمويل الجماعات الإرهابية خلال الفترة من 2010 إلى 2015 فقط. ونلاحظ من البيانات أن ذروة التمويل القطري للإرهابيين كانت في 2014 عقب سقوط الإخوان الإرهابية في مصر بأكثر من 12,6 مليار دولار.
هل نتحدث عن الدور الخطير لقطر في اليمن؟ أم نترك للقارئ الاستنتاج عبر قرار قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بإنهاء مشاركة قطر في العمليات؟ علينا أن نستعيد ذاكرة ما تم الكشف عنه عن تعاون الدوحة مع الحوثيين سراً والذي تحول للعلن فور القرارات بإعلان الانقلابيين الحوثيين عن رغبتهم في التواصل والتعاون مع الدوحة هذا البيان الذي كشف السر المعلن لأكثر من عامين. فقطر كانت تلعب دور العميل المزدوج في التحالف الذي قد تكشف الأيام المقبلة عن جرائم شارك فيها جواسيس قطريون لصالح الحوثيين في الحرب لدعم الشرعية باليمن كما أن دور قطر في دفع الإخونجية لزعزعة استقرار وأمن المناطق المحررة في اليمن لا يخفى على أحد.
هل وصلت الرسالة إلى تميم أم أن المواطن القطري الشقيق سيدفع بمفرده فاتورة سياسات مدمرة وشريرة لحكومته؟
هل نتحدث صراحة عن دور قطري لقلب أنظمة الحكم في الخليج العربي ومصر ودول المنطقة لصالح الإخونجية وعملائها. فقد أشار البيان السعودي للمرة الأولى في تاريخ الدبلوماسية السعودية إلى تورط الدوحة في محاولات شق الصف السعودي، ولعل الأيام المقبلة ستكشف عن الوجه الحقيقي لهذه المحاولات القطرية التي كانت وفقا لما نعرفه هدفها هو تغيير الأنظمة الخليجية وفي قلبها ومقدمتها النظام السعودي..
هل نتحدث عن دور قطر في محاولات مستمرة لإضعاف الموقف الخليجي الموحد من إيران والسعي المستمر للعب بورقة طهران للضغط بل ولتمرير مصالح الملالي في المنطقة؟
إن الحديث والأسرار كثيرة وسيأتي الوقت التي سنسرد فيه للقارئ بعضا منها، ولكن في النهاية فقد بعثت الدول الخليجية والعربية بالرسالة إلى تميم؛ وهي "لقد نفد رصيدكم" ويبقى السؤال، هل وصلت الرسالة إلى تميم أم أن المواطن القطري الشقيق سيدفع بمفرده فاتورة سياسات مدمرة وشريرة لحكومته؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة