يجب علينا أن نبحث عن الدواء، المتمثل في تعرية النظام القطري وكشف ألاعيبه في المنطقة وتذكيره بالمصير المشترك؛ لعله يعود إلى رشده وصوابه، وإلا، فسينقلب السحر على الساحر يا قطر
في أواخر القرن الماضي اتحدت إرادة قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتكوين كيان خليجي يحفظ أمن واستقرار المنطقة ضد التحديات المحيطة بها، ثم تحولت هذه الإرادة وبجهود مخلصة من قادة الدول الست إلى كيان سياسي وهو مجلس التعاون الخليجي الذي عقدت أولى جلساته في الإمارات دليلاً على دورها الفعال في توحيد دول المنطقة، وقد أثبت المجلس فعاليته في الدفاع عن الدول الأعضاء ووقف وقفة واحدة ضد العدوان العراقي على الكويت فأصبحت قوة في المنطقة يحسب لها ألف حساب، وسبب نجاح المجلس واستمراره رغم كل التحديات والظروف كان بسبب وعي القادة المؤسسين أن مصير الخليج واحد، فما يؤثر على شمال المملكة سيؤثر على جنوب عمان وهكذا كان الخليج كله كتلة واحدة حتى عام ١٩٩٥م؛ العام الذي انقلب فيه حمد بن خليفة على والده الشيخ خليفة آل ثاني.. وهنا كانت بدايات لقصة مظلمة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي.
تحولت قطر من دولة شقيقة إلى أفعى خبيثة تخرج من جحرها لتنفث سمها على أشقائها، سكت قادة دول المجلس عنها طويلاً لعلها ترجع إلى رشدها وصوابها، ولكن كانت الصدمة بطعنات من قطر في الظهر لإسقاط دول المنطقة.. نعم أخي القارئ هذا اختصار ما قامت به حكومة قطر منذ انقلاب حمد على والده، بل انقلاب حمد على جميع المبادئ العربية الأصيلة.
يجب علينا أن نبحث عن الدواء، المتمثل في تعرية النظام القطري وكشف ألاعيبه في المنطقة وتذكيره بالمصير المشترك؛ لعله يعود إلى رشده وصوابه، وإلا، فسينقلب السحر على الساحر يا قطر
وكما قالت العرب قديماً: إذا عرف السبب بطل العجب، فيا ترى ما كان سبب الحرب القطرية على إخوانها العرب؟ لو رجعنا قليلاً إلى عام ١٩٩٥ وبالتحديد عندما نجح حمد في تولي الحكم أصاب القادة السياسيون المحيطون بحمد جنون العظمة فظنوا أنهم يستطيعون قيادة العالم العربي والإسلامي بأموالهم، ولكن قبل البدء بمشروعهم واجهتهم أولى العقبات وهي وجود كيان خليجي وعربي وإسلامي قوي لا يمكن لدولة صغيرة في الحجم حديثة المنشأ كقطر أن تتطاول عليها وتتقدمها سياسياً، وتلك الدولة هي الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وهنا بدأت قطر بسلسلة واسعة من المؤامرات ضد السعودية باءت كلها بالفشل، ولكم في حديث حمد بن خليفة مع معمر القذافي أكبر دليل وبرهان على الدور الذي تلعبه قطر لتضرب المنطقة بالفتن، ثم انسلخت قطر من كل معاني العروبة بتطبيعها العلني للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ثم تتمادى دويلة الفتن قطر فتصرح بقوة علاقاتها مع إيران، ولم يقف الأمر عند هذا بل دعمت قطر الجماعات الإرهابية المتطرفة في العالم الإسلامي، واستغلت كذلك هذه الدويلة الخبيثة وجود قناة الجزيرة فحرضت شعوب المنطقة على قادتها ليخرجوا عليهم ويثيروا الفتن التي تخدم فقط المصالح الإسرائيلية في منطقتنا العربية.
فقطر اليوم هي الحاضن الأساسي للفتن والإرهاب والتطرف في المنطقة وهي داء القرن، فإذا عرفنا الداء يجب علينا أن نبحث عن الدواء، المتمثل في تعرية النظام القطري وكشف ألاعيبه في المنطقة وتذكيره بالمصير المشترك لعله يعود إلى رشده وصوابه، وإلا، فسينقلب السحر على الساحر يا قطر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة