حرب "داعش" بـ"دير الزور".. صراع على القطعة الشهية بـ"الفطيرة السورية"
لم تكن قوات "قسد" تخطط للسيطرة على دير الزور، غير أن نجاحهم في الشمال فتح شهيتهم لاغتنام القطعة الشهية في الفطيرة السورية
لم يكن الجيش السوري حاضرا في الاتفاقية التي خرج بموجبها أمس السبت مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي من مدينة الرقة، باستثناء بعض الفلول من التنظيم التي لا تزال تقاتل هناك، ولكن في المقابل فإنه حاضر وبقوة في محافظة دير الزور، التي تحولت إلى معقل التنظيم الأساسي.
- "سوريا الديمقراطية" تسيطر على حقل الجفرة النفطي بدير الزور
- دير الزور تحت نيران الأطراف المتحاربة في أسبوع
وتنص الاتفاقية التي أبرمت بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والتحالف الدولي من جانب، وقيادات داعش من جانب آخر، على إجلاء المسلحين من ذوي الجنسية السورية من الرقة إلى مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم بـ"دير الزور"، وأصر التحالف على استثناء الدواعش الأجانب من نص الاتفاق.
وإذا كان الجيش السوري لم يعلق كثيرا على الدور الذي لعبته "قسد" في الرقة، فإنه قد استبق النوايا المعلنة منها على اقتحام محافظة دير الزور بتحذير شديد اللهجة، لاسيما بعد إعلانها عن تشكيل مجلس مدني.
وأطلقت قسد عملية فى دير الزور شهر سبتمبر الماضي وتمكنت من السيطرة على ريفها الشمالي وتقدمت إلى الشرق من نهر الفرات، الأمر الذي أثار مخاوف الجيش السوري من تحقيقها مزيد من التقدم في تلك المحافظة الغنية بالنفط شرق سوريا، لاسيما بعد أن تمكنت في 23 سبتمبر الماضي من السيطرة على حقل غاز كبير كان يسيطر عليه الدواعش وذلك قبل قوات الجيش السوري التي كانت تتقدم في اتجاه هذا الحقل أيضا.
وحدثت هذه المنافسة بين الجانبين في اتجاه حقل الغاز، على الرغم من أن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا توصل في 14 سبتمبر الماضي بوساطة روسية إلى اتفاق تمخض عنه تحديد خط للفصل بين مناطق تواجد الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور لمنع وقوع التصادم بينهما.
ويرى مراقبون أن ارسال "قسد" لمقاتلي داعش إلى دير الزور عبر اتفاقية الرقة سيعمل على تقوية شوكة داعش في دير الزور، وقد تظل حينها تراقب المعارك الدائرة بين الجيش السوري وداعش إلى أن يتمكن الاثنان من إنهاك بعضهما، لتدخل في الوقت المناسب لتفوز بالقطعة الشهية من الفطيرة السورية وهي محافظة دير الزور.
ويكشف سير العمليات العسكرية في سوريا أن قوات " قسد" لم تكن تخطط في البداية للسيطرة دير الزور، حيت كانوا يخططون للبقاء في شمال البلاد من أجل إنشاء دولتهم المزعومة، غير أن نجاحهم في الشمال فتح شهيتهم لاغتنام القطعة الشهية في الفطيرة السورية لتوفير الموارد لمساعيهم الانفصالية في سوريا.
وتمتلك المحافظة 40% من ثروة سوريا النفطية، و30% من القطن والمحاصيل الزراعية المختلفة، كما أن بها مخزوناً استراتيجياً كبيراً من الحبوب.