بعد أن وصل إلى الشعب النبأ بقصيدة شعرية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث قال في جزء منها:
وصبر محمد ونور له يا رب الدرب
نعم الخلف للسلف ريس الدولة
للي له نبايع على الطاعة بصدق وحب
وطاعة ولي الأمر بالحق مكفولة
في اليوم التالي اجتمع المجلس الأعلى للاتحاد وانتخب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً لدولة الإمارات، وقائداً رمزًا لمسيرتها، بإيمان عميق بقدرة سموه على حمل الراية، ومواصلة مسيرة العزة والتنمية والبناء.
وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قائد تاريخي من الطراز الرفيع، صنع الفارق على المستوى المحلي والدولي، وسطر إنجازات عظيمة يشار إليها بالبنان على مستوى تعزيز الاستقرار وًالسلم بالمنطقة والعالم، ونشر مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والمجتمعات، وهو رائد العمل الإنساني على مستوى العالم.
وكان لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دور فاعل في المشاركة في تطوير إمارة أبوظبي لأكثر من ثلاثة عقود، شهدت تحولاً اقتصادياً واجتماعياً متسارعاً، وعُرف عن سموه منذ فترة طويلة من تعيينه ولياً للعهد أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي أسهمت في تدعيم وتعزيز أمن إمارة أبوظبي، وتحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها، وإرساء نهضتها التعليمية والثقافية والسياحية، هذا فضلاً عن الطفرة العمرانية التي حققتها الإمارة على مستوى إسكان المواطنين، أو على مستوى المنشآت الخدمية والصحية والترفيهية وغيرها.
وعلى المستوى الاتحادي، أسهمت الرؤية الثاقبة لسموه، وقيادته الحكيمة، في نهضة دولة الإمارات الحديثة، وترسيخ مكانتها وجهة عالمية مثالية في مختلف الصعد، وتعد مظلة الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي، التي رسخها سموه واحدة من أهم وأبرز الإنجازات التي تخدم الوطن والمواطن، حيث عمل سموه ليلاً ونهاراً من أجل رفعة ومكانة الإمارات وأبنائها.
ورغم مسؤوليات سموه، السياسية والتشريعية والاقتصادية في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام، حظيت الثقافة -بمفهومها الشامل- بجانب مهم في فكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إطار رؤيته الاستراتيجية الشاملة لمستقبل دولة الإمارات، وقد عبَّر سموه عن جزء من هذه الرؤية بقوله خلال لقاءٍ مع الفائزين بجائزة الشيخ "زايد" للكتاب عام 2016: "نحن في دولة الإمارات نعتبر العلم والثقافة جزءاً لا يتجزأ من إرثنا الحضاري، ومن العملية التنموية، ومن بناء الإنسان والهوية المنفتحة الواثقة بنفسها، دون أن تتنكر لقيمها وأصالتها وتراثها".
وتنعكس الرؤية الخاصة لسموه في أنه جمع بين "الثقافة والعلم"، حيث يؤكد سموه الارتباط بينهما، ويمكن أن نرى ترجمة واضحة لهذه الرؤية المتسعة للثقافة في المحاضرات التي تُعقد في مجلس سموه منذ سنوات، حيث يحتل فيها العلم والتطبيقات التكنولوجية موقعاً بارزاً، وبقدر ما نجد فيها حضوراً للقضايا الفكرية، نجد حضوراً ملحوظاً لموضوعات في الطب والكيمياء والفيزياء والهندسة الحيوية والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، وهذا التصور يُعيد الثقافة إلى معناها الحقيقي، الذي يشمل المعرفة في كل المجالات.
ويسعى سموه دائماً، إلى إحياء قيم الدين الإنسانية النبيلة، وتعزيز روح الأخوة بين بني البشر، وبرؤيته الثاقبة، وعزيمته وحكمته الرشيدة، نجح في مد جسور التواصل والسلام مع جميع القيادات العالمية، ونشر ثقافة التسامح ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والإرهاب.
ومنذ إقرار الإمارات عام 2019 "عام التسامح"، تصدّر سموه المشهد العالمي بمواقفه وأقواله، ومن أبرزها استقباله اثنين من أهم القادة الدينيين في العالم، هما بابا الكنيسة الكاثوليكية، قداسة البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقد أثمر اللقاء العالمي في العاصمة أبوظبي عن توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، لتكون دليلاً على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل، وتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر.
ورسخ سموه منهج إطلاق المبادرات الإنسانية من أرض الإمارات لنشر الخير في العالم، ومنها توجيهه بتشييد بيت "العائلة الإبراهيمية" في أبوظبي، تخليداً لذكرى الزيارة التاريخية المشتركة لبابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، وتعبيراً عن حال التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني، الذي يعيشه مجتمع دولة الإمارات، وإطلاق "صندوق زايد العالمي للتعايش"، دعماً لجهود تعزيز ثقافة التعايش السلمي والأخوة الإنسانية بين شعوب العالم.
ومثلما لم يدخر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جهداً لنشر قيم التسامح، تفانى "فارس الإنسانية" في خدمة البشرية جمعاء، وتقديم العون للدول الشقيقة والصديقة، سواء بعقد الاتفاقيات التي تحمل بإعلانها معاني السلام والتعايش والتعاون، أو إسهام حكومة الإمارات، وتوجيه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها من الجمعيات الخيرية، لتقديم يد العون للشعوب المنكوبة من الحروب أو من آثار الكوارث والأزمات.
وفي الإطار ذاته.. تبرز مبادرة سموه على استئصال مرض شلل الأطفال في دول عدة، حيث يستفيد من حملة الإمارات لمكافحة شلل الأطفال نحو 400 مليون طفل سنوياً، فيما يعد جهداً عالمياً لحماية الأجيال الجديدة من هذا المرض.
صناعة القرارات المصيرية
أثمرت المبادرة التي أطلقها سموه في عام 2011، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، شراكة استراتيجية، حيث قدمت المبادرة منذ إطلاقها مبالغ تقدر قيمتها بنحو 310 ملايين دولار أمريكي، خصص منها 167 مليون دولار دعماً لجهود استئصال شلل الأطفال من العالم، إضافة إلى إسهامات أخرى لمصلحة التحالف العالمي للقاحات والتحصين.
وتحوّلت الإمارات بفضل رؤية سموه إلى مركز ثقل حقيقي في صناعة القرارات المصيرية، وإطلاق المبادرات تجاه كل التحديات التي شهدتها المنطقة والعالم خلال السنوات الماضية.
دعم الاستقرار الإقليمي
تحفل مسيرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالمواقف التاريخية التي صبت في مصلحة تعزيز التعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة، والوقوف إلى جانبها، كما لم يتوانَ سموه عن دعم الاستقرار الإقليمي والتصدي لكل التحديات والتهديدات التي تمسّ أمن المنطقة، وفي مقدمتها الإرهاب والفكر المتشدد، أما دولياً فقد كان سموه المبادر الدائم لإيقاف الصراعات بين الدول، وإخماد الفتن وإطفاء النزاعات، والساعي إلى المصالحات، بحثاً عن السلام العالمي، وسعياً لحقن الدماء، وحفظاً للإنسان وصوناً لكرامته.
لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي لعبه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في تعزيز تصدي الإمارات والعالم لأزمة "كورونا" وتداعياتها، حيث أسهمت جهود سموه في أن تكون دولة الإمارات من أوائل الدول التي تنجح في تخطي هذه الجائحة والانتقال إلى مرحلة التعافي التام، وفي الوقت ذاته برزت توجيهات سموه المباشرة في مد يد العون، وإرسال مختلف صنوف المساعدات المادية والعينية للأشقاء والأصدقاء خلال الجائحة.
مشروعات ثقافية كبرى
يقف صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وراء التطور الهائل الذي شهده العمل الثقافي في الإمارات، وفي إمارة أبوظبي تحديدا، والمشروعات الثقافية الكبرى التي جعلت من الدولة وعاصمتها مركز الثقل في العمل الثقافي العربي، وصاحبة التأثير الأكبر فيه، وأصبحت الدولة وعاصمتها المتألقة قبلة المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب في كل المجالات، يجدون فيها المجال الرحب، والأرض الخصبة التي تسمح للأفكار الخلاقة بالنمو والنجاح، ويلقون فيها الاهتمام والاحتفاء والتقدير.
أغلى استثمار
يؤمن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بأن الاستثمار في تعليم أبنائه أبناء الوطن هو أغلى استثمار، لأنهم أمل ومستقبل هذا الوطن المعطاء، ومن هذا المنطلق حرص سموه كل الحرص على تميز المؤسسات التعليمية الوطنية، من خلال توفير أحدث الوسائل وأكثرها تطورًا في التعليم والبحث العلمي، لرفد مسيرة الوطن ونهضته بأفضل مخرجات التعليم المواكب للتطور الحضاري العالمي.
محمد بن زايد يسطر تاريخاً جديداً في مسيرة التنمية والنهضة والتقدم والازدهار والاستقرار والسلام العالمي، حفظ الله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة