مليار شخص في قبضة المناخ القرن المقبل.. ما الذي يجب فعله؟
إذا وصل الاحتباس الحراري إلى درجتين مئويتين أو تجاوزهما بحلول عام 2100، فإنه من المحتمل وفاة ما يقرب من مليار شخص، معظمهم من الفقراء خلال القرن المقبل.
وذلك وفق الدراسة الجديدة المنشورة بدورية " إينرجيس Energies " لباحثين من جامعة "ويسترن أونتاريو " الكندية.
وتقترح الدراسة الجديدة سياسات قوية في مجال الطاقة من شأنها أن تتيح تحقيق تخفيضات فورية وجوهرية في انبعاثات الكربون، وتوصي بمستوى عالٍ من الإجراءات الحكومية والشركات والمواطنين لتسريع عملية إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، بهدف تقليل عدد الوفيات البشرية المتوقعة.
ويقول جوشوا بيرس، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والابتكار في جامعة ويسترن، والمؤلف الرئيسي للدراسة:"من الواضح إن مثل هذا الموت الجماعي غير مقبول.. إنه أمر مخيف حقا، خاصة بالنسبة لأطفالنا، وعندما يدير علماء المناخ نماذجهم ثم يقدمون تقريرا عنها، يميل الجميع إلى أن يكونوا محافظين، وهذا الأمر لا يبدو جيدا".
ووجد بيرس ورفاقة في الدراسة، أن الأدبيات التي راجعها النظراء حول تكاليف الوفيات البشرية الناجمة عن انبعاثات الكربون تتقارب مع "قاعدة الألف طن"، وهو تقدير مفاده أن حالة وفاة مبكرة واحدة تحدث في المستقبل في كل مرة يتم فيها حرق ما يقرب من 1000 طن من الكربون الأحفوري.
ويقول "أرقام الطاقة مثل الميغاوات تعني شيئًا لمهندسي الطاقة مثلي، ولكن ليس لمعظم الناس، وبالمثل، عندما يتحدث علماء المناخ عن أجزاء في المليون من ثاني أكسيد الكربون، فإن هذا لا يعني شيئًا بالنسبة لمعظم الناس، ولكن عدد الوفيات هو شيء نفهمه جميعا".
ويضيف: "إذا أخذت الإجماع العلمي على قاعدة الألف طن على محمل الجد، ونظرت إلى الأرقام، فإن الاحتباس الحراري العالمي الناتج عن النشاط البشري يعادل مليار جثة ميتة مبكرا خلال القرن المقبل، ومن الواضح أنه يتعين علينا أن نتحرك، ويتعين علينا أن نتحرك بسرعة".
ويأمل بيرس، وهو خبير في سياسة الطاقة، من خلال تغيير وتحدي لغة ومقاييس الاحتباس الحراري العالمي، أن يتمكن المزيد من صناع السياسات وقادة الصناعة من فهم الحقائق الصعبة حول اعتماد العالم على الوقود الأحفوري بشكل أفضل.
ويقول: "بينما أصبحت تنبؤات النماذج المناخية أكثر وضوحا، فإن الضرر الذي نلحقه بالأطفال والأجيال القادمة يمكن أن يعزى بشكل متزايد إلى أفعالنا، وعندما يتم الاعتراف بهذا الارتباط المباشر، فلن يكون من الممكن تجاهل التزامات انبعاثات غازات الدفيئة".
ووجدت الدراسة أنه للحد من هذه المسؤوليات المستقبلية الهائلة وإنقاذ العديد من الأرواح البشرية، تحتاج البشرية إلى التوقف عن حرق الوقود الأحفوري في أسرع وقت ممكن من خلال اتباع نهج أكثر تقدما في كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة.
ووفقا للدراسة، ينبغي إعطاء الأولوية لسياسة الطاقة للتخفيف من تغير المناخ في المجالات الرئيسية التالية:
- تحسين الحفاظ على الطاقة وكفاءتها والاستخدام الرشيد للطاقة، بدعم من البرامج الحكومية للمستخدمين الصناعيين والزراعيين والنقل والسكنيين والمنزليين.
- الاستبدال الكامل للوقود عالي الكربون (الفحم والنفط والغاز الطبيعي) بأنواع الوقود الخالية من الكربون (مثل الهيدروجين والكهرباء وما إلى ذلك) من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية والطاقة الشمسية، على نطاق واسع وتوزيعها لخلق مرونة شبكات الطاقة.
- تطوير تقنيات إدارة نفايات الكربون والاحتجاز الطبيعي وتخزين ثاني أكسيد الكربون بما في ذلك عزل الكربون والزراعة المتجددة.
- استبدال إعانات الكربون بضرائب الكربون.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA=
جزيرة ام اند امز