24 ديسمبر.. ذكرى المجد الروسي ضد الغزو التركي
التاريخ يعيد نفسه مع تركيا التي تسعى دائما وأبدا على التوسع على حساب الشعوب في سوريا أو العراق أو ليبيا
منذ فجر التاريخ والغزو التركي لا يتوقف عن انتهاك سيادة الدول والتدخل في شؤونها، واليوم يعيد التاريخ نفسه مع العثمانيين بقيادة أردوغان، والذي يسعى بانتهازية مفرطة إلى التوسع على حساب الشعوب في سوريا أو العراق أو ليبيا.
وتمر اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري ذكرى مرور نحو 228 عاما على استيلاء روسيا على قلعة إسماعيل التركية، في هزيمة مدوية لحقت بالعثمانيين.
انتصار روسيا في حربها ضد تركيا من 1768-1774 جعلت موسكو ذات نفوذ في البحر الأسود، لكن وفقا لشروط اتفاقية "كوتشوك كيناردجي" بقيت "قلعة إسماعيل"، الواقعة عند مصب نهر الدانوب، تحت السيطرة التركية.
في عام 1787 طالبت تركيا بدعم من حلفائها -إنجلترا وفرنسا- من روسيا مراجعة المعاهدة، أي إعادة شبه جزيرة القرم والقوقاز، وإبطال الاتفاقيات اللاحقة، وبعد أن تم رفض الطلب العثماني بدأت العمليات العسكرية.
وخططت تركيا للاستيلاء على مدينتي "كينبورن وخيرسون"، وهبطت قوة هبوط كبيرة في شبه جزيرة القرم ودمرت قاعدة الأسطول الروسي "سيفاستوبول"، لشن عمليات عسكرية على ساحل البحر الأسود في القوقاز وكوبان، كما أرسلت قواتها إلى سوخوم وأنابا، لضمان نجاح خططها.
كما أعدت تركيا وقتها جيشا قوامه 200 ألف جندي، وأسطولا يتكون من 19 سفينة حربية، و16 فرقاطة و5 طرادات قصف، وعددا كبيرا من سفن الدعم والسفن.
روسيا من جانبها نشرت جيشين، أحدهما في ميدان "يكاترينوسلاف" بقيادة المشير جريغوري بوتيمكين ويتكون من 82 ألف شخص، والآخر في ميدان "أوكراني" بقيادة المشير بيوتر روميانتسيف بعدد 37 ألف شخص.
وبدأ الهجوم في صباح يوم 11 ديسمبر/كانون الأول بعد التحضير الأولي للمدفعية الروسية، وقرب نهاية اليوم سقطت "قلعة إسماعيل" المعقل التركي، الذي زعم العثمانيون أنه لا يقهر، حيث أثبت الروس أمام العالم أنه لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة للجندي الروسي.
خسائر الدولة العثمانية
ويمثل الاستيلاء على "حصن إسماعيل" قلعة الحكم التركي على نهر الدانوب، ذات أهمية خاصة أثناء الحرب الروسية التركية بين عامي 1787-1791.
القلعة تم بناؤها تحت إشراف المهندسين الألمان والفرنسيين، وفقا لأحدث متطلبات التحصين.
وتعتبر قلعة إسماعيل منيعة، إذ جدرانها مبنية من الحجر الصلب من الجنوب، وخط دفاعها نهر الدانوب، الذي يبلغ عرضه نصف كيلومتر، ونحو 6 أعمدة مرتفعة، وخندق بعرض 12 مترا وعمق 6 إلى 10 أمتار حول العمود، وفي بعض الأماكن كان هناك مياه يصل عمقها إلى مترين.
وداخل المدينة كان هناك العديد من المباني الحجرية المناسبة للدفاع، وبلغ مجموع حماة القلعة 35 ألف شخص و265 بندقية.
وشملت خسائر الدولة العثمانية "تركيا" وقتها 26 ألف قتيل و9 آلاف سجين، و265 بندقية و42 سفينة، فيما كانت خسارة الجيش الروسي 1815 قتيلا و2455 جريحا.
وبعد كل هذه السنوات لم تتغير النزعة الاستعمارية لدى النظام التركي، حيث قام بغزو شمال سوريا عام 2019 تحت ذريعة الإرهاب وقبلها انتهك الأراضي السورية، بحثا عن مطامع وجلب خيرات الدولة والشعب السوري.
كما دأب النظام الحالي بقيادة رجب طيب أردوغان على مساندة الجماعات الإرهابية في غرب ليبيا ومدها بالسلاح والجنود، في محاولة واهية من نظام لا يعرف إلا لغة الإرهاب والاستعمار والانتهازية منذ بدايته، إلى توسيع نفوذه عبر السيطرة على مقدرات الأمم والشعوب.