فندق ترامب.. سر الانهيار "المرعب" في مبنى "تضارب المصالح"
بعد أن انفضت الهالة الإعلامية عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، انهالت الخسائر على فندقه الكائن بمدينة واشنطن.
الليلة في فندقه الآن لم تعد هي الليلة في في الفندق ذاته، عندما كان يجلس ترامب على كرسي البيت الأبيض، وقتها كان المبنى قبلة للعديد من السياسيين والمشاهير الذين يبحثون عن مصالحهم مع رئيس أقوى دولة في العالم.
وانخفضت أسعار غرف فندق "ترامب إنترناشيونال أوتيل"، في واشنطن العاصمة، في 6 يناير/كانون الثاني 2022، لتخسر نحو 7500 دولار مقارنة بنفس التاريخ العام الماضي، عندما اقتحم أنصار الرئيس السابق مبنى الكابيتول "مجلس الشيوخ" الأمريكي.
أسعار الغرف
كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد نوه قبل ذلك اليوم، في ديسمبر/كانون الأول 2020، عن نيته القيام باحتجاج كبير في العاصمة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغرف وقتها من 476 دولارا إلى 1999 دولارا على الفور.
وبعد أسبوع، ازدادت الأسعار لتصل إلى 3600 دولار، قبل أن تصل للذروة عند 8 آلاف دولار للغرفة الأقل تكلفة، حسب موقع مجلة "فوربس" الأمريكية.
ويبدو أن الفندق كان مكتظا، ما جعل أحد مديري الفندق، يصرح متفاخرا في وقت لاحق بأن خدمة الغرف تمتعت بأرقام قياسية في ذلك الأسبوع.
سر تراجع الأسعار المرعب
وحسب تقارير وسائل إعلام أمريكية يبدو أن سر تراجع تكلفة الإقامة المرعب بالفندق، كان وراءه ترك ترامب منصبه الرئاسي، مما دفعه للإعلان نهاية العام الماضي للتخلي عنه.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، تم الإعلان عن استعداد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتخلي عن فندقه الشهير، المكون من 12 طابقًا، إذ سيُغلق "ترامب إنترناشونال هوتيل" أبوابه قريبا ويتحول لاسم جديد.
لكن هذا العام كانت القصة مختلفة، إذ يمكن الحصول على غرفة في فندق ترامب بمقابل زهيد يصل إلى 446 دولارًا.
وهذا هو معدل كل الليالي تقريبًا في الفندق على مدار الشهرين المقبلين.
ولم يرد ممثلو منظمة ترامب، على الفور على الاستفسارات.
الإقامة بالفندق للتأثير علي ترامب
وظهر الكثير من كبار شخصيات الحزب الجمهوري في الفندق في الفترة بداية من 6 يناير/كانون الثاني 2021، من أمثلة السناتور، تومي توبرفيل، ومستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، ودونالد ترامب الابن، وإريك ترامب، وغيرهم ممن ظهروا في العقار العام الماضي.
أما في 2022، فلا يبدو أنهم مهتمون بزيارة المكان.
وأوكل ترامب السيطرة على إمبراطوريته العقارية لنجليه بعد تولّيه رئاسة الولايات المتّحدة، واعدًا بألّا يتدخّل في نشاطات عقاراته.
وكان يجتمع فيه مانحون ومجموعات ضغط وحكومات أجنبية، أملا في أن يُكسبهم إغداق المال تأثيرًا على الرئيس الأمريكي السابق.
وخلال عهده الرئاسي، زار 150 مسؤولًا من 77 دولة أجنبية، عقارات الملياردير الجمهوري، بحسب المنظمة غير الحكومية "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن".
وأنفقت مجموعات سياسية أمريكية، ما مجموعه 3 ملايين دولار لتنظيم نحو 40 مناسبة في الفندق الواقع في شارع بنسلفانيا.
وبحسب المنظمة، نظّمت مجموعات مؤثّرة مثل "أميركان بتروليوم انستيتيوت" مناسبات في الفندق في أعقاب اجتماعات في البيت الأبيض.
وغالبًا ما كانت نتائج هذه المناسبات إيجابية على المستوى السياسي.
ودافع ترامب عن نفسه عام 2016، حين سئل عن مزج صلاحياته الرئاسية مع أعماله العقارية قائلًا: "القانون إلى جانبي تمامًا، والرؤساء لا يمكنهم أن يكون لديهم تضارب مصالح".
خسائر 70 مليون دولار
وكشفت تقارير في وسائل إعلام أمريكية، أن نسبة النزلاء في الفندق انخفضت في ظلّ معاناته في مواجهة تفشي جائحة كوفيد-19.
وحسب وكالة فرانس برس، كشف تحقيقًا قام به الكونجرس الأمريكي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن الفندق خسر أكثر من 70 مليون دولار خلال عهد ترامب الرئاسي، وأن الرئيس السابق "بالغ بشكل كبير" بأرباح الفندق.
ووصفت "منظمة ترامب"، التحقيق "بالخادع عمدًا، وغير المسؤول، والخاطئ بشكل جلي" وبأنه "مضايقة سياسية.
وبُني المبنى عام 1890 وتحولّ لاحقًا إلى مكتب بريد، ويقع في ثالث أعلى برج في العاصمة الأمريكية، وأنقذه ترامب من الهدم عام 2011 حين التزم باستثمار 200 مليون دولار في ترميمه.
وافتُتح الفندق في خريف 2016 قبل أشهر قليلة من وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xMCA= جزيرة ام اند امز