مئات المتظاهرين يحتشدون وسط العاصمة الجزائرية في الجمعة الـ11
جمعة "لا للاستسلام" تطالب برحيل رموز نظام بوتفليقة، وسط غياب شبه تام للأمن الجزائري.
احتشد مئات الجزائريين منذ الصباح الباكر بساحة البريد المركزي في الجزائر العاصمة للجمعة الـ11 على التوالي، مطالبين برحيل رموز نظام بوتفليقة، وسط غياب شبه تام للأمن الجزائري.
- أسبوع الجزائر.. التحقيق في قضايا الفساد يتسع والجيش يدعو للحوار
- محللون لـ"العين الإخبارية": بوادر انفراجة للأزمة السياسية في الجزائر
ولم يثن تساقط الأمطار على العاصمة الجزائرية المتظاهرين عن التوافد على ساحة البريد المركزي في الجمعة التي أطلقوا عليها "جمعة لا للاستسلام"، للتأكيد على استمرار حراكهم حتى تحقيق مطالبهم كما برز في لافتاتهم.
وردد المتظاهرون شعارات عدة، أبرزها "الجزائر حرة ديمقراطة" و"حرروا الجزائر" "ولاش ولاش السماح" (لا للتسامح مع رموز النظام)، كما جددوا مطالبهم برحيل "الباءات الثلاث" في إشارة إلى رئيس الجزائر المؤقت ورئيسيْ الحكومة والبرلمان.
كما ارتدى شباب أقمصة سوداء كُتب عليها مجموعة من المطالب، تتعلق برفضهم الالتفاف على ما أسموها "ثورة الابتسامة"، و"نريد جزائر نوفمبرية باديسية" و"اقلع جذور الخائنين فمنهم كل العطب" و"تبدأ الحرية حيث ينتهي الجهل" وغيرها.
وأعربوا عن رفضهم ممارسات "تقييد الحراك" من قبل جهات مجهولة، كما ظهر في تلك الأقمصة، من خلال كتابات حذرت من محاولات تقسيم الجزائريين و"بث الشك واللعب على الأوتار الحساسة للمجتمع الجزائري" مثل "الأمازيغية والجهوية (العشائرية) والجيش".
وأبرز وأكبر لافتة حملها المتظاهرون أمام مقر البريد المركزي والتي نددت بمحاولة تقسيم الجزائريين كُتب عليها "حراكنا من أجل العدالة والحرية، أما الهوية فقد فصل فيها بيان نوفمبر، شعار واحد، راية واحدة، مطلب واحد"، في إشارة إلى بيان الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي الذي يعتبره كثير من شباب المظاهرات بالجزائر "مرجعية حراكهم السلمي".
وحمل متظاهرون آخرون صوراً لشهداء الثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي من بينهم الشهيد العربي بن مهيدي وكُتب أسفل الصورة "الشهيد عمرو ما يموت، نحن الموتى".
وتتزامن الجمعة الـ11 من الحراك الشعبي السلمي الذي بدأ في 22 فبراير/شباط الماضي مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وسط توقعات بانخفاض مشاركة الجزائريين في المظاهرات، في وقت تراجع زخم الحراك الشعبي في الجمعتين الأخيرتين خاصة بالعاصمة الجزائرية.
وعلى غرار الجمعات السابقة، أغلقت قوات الشرطة والمداخل جميع المداخل المؤدية إلى الجزائر العاصمة، وتحولت الطرق إلى طوابير طويلة، فيما فرض الأمن إجراءات مشددة على حافلات نقل المسافرين، وقامت بتفتيش ركابها.