أردوغان بانتظار نتيجة إسطنبول..خياران كلاهما مر
خياران رصدتهما مجلة "دير شبيجل" الألمانية، معتبرة فوز "إمام أوغلو" المرتقب في انتخابات إسطنبول "إهانة لنظام أردوغان"
فيما يترقب الأتراك والعالم من حولهم، نتائج انتخابات الإعادة لبلدية مدينة إسطنبول، اعتبرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، سيكون أمام خيارين كلاهما مر.
خياران، يتمثل أحدهما في رفض الاعتراف بفوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو وعرقلة تسليمه مقر البلدية، أما الثاني فهو إقرار أردوغان بالهزيمة.
أمران سيجد أردوغان نفسه من جهة، أمام احتجاجات وفوضى عارمة في البلاد، في حال رفض الاعتراف بفوز إمام أوغلو، ومن جهة أخرى أمام انشقاقات داخل حزبه الحاكم، إن أقرّ بالهزيمة. وفق المجلة الألمانية.
وفي ساعات الصباح، بدأ ملايين من سكان إسطنبول الإدلاء بأصواتهم في إعادة انتخابات رئاسة البلدية التي باتت استفتاء على سياسات أردوغان واختبارا للديمقراطية المتعثرة في تركيا.
ورغم كل الضغوط والجهود التي بذلها أردوغان منذ إلغاء نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول التي جرت أواخر مارس/آذار الماضي، وفاز بها أكرم إمام أوغلو، لا يبدو أن النصر سيكون حليفه هذه المرة، وفق محللين واستطلاعات رأي تشير إلى تقدم مرشح المعارضة في استحقاق المدينة الاستراتيجية التي لطالما كانت معقلا للعدالة والتنمية.
- كاتب تركي: خسارة أردوغان لإسطنبول سيطلق سلسلة تغييرات جذرية
- انطلاق التصويت في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية إسطنبول
وقالت مجلة "دير شبيجل"، إن فوز إمام أوغلو، سيكون إهانة لنظام رجب طيب أردوغان وانتصارا للديمقراطية.
وأضافت "من عاش في إسطنبول، خلال العقدين الأخيرين، لم يستطع في أي وقت الهروب من ظل أردوغان، حيث كانت صوره تغطي الجدران ولوحات الإعلانات، وصوته يخرج بشكل دائم من الراديو، لكن هذا الوضع تغير بشكل غريب خلال الأيام الماضية، حيث حلّت صور مرشح العدالة والتنمية بن على يلدريم".
ولم يخف على أحد أن أردوغان تلقى تحذيراً واضحاً من مستشاريه المقربين يفيد بأن ظهوره المكثف في المدينة؛ سبب خسارة الانتخابات الأولى التي جرت في ٣١ مارس/أذار الماضي، وفقاً لما أكدته المجلة.
وتابعت: "كما أن تراجع أردوغان لصالح يلدريم، يعد حيلة للرئيس التركي، حيث يستعد لإلقاء اللوم الكامل على مرشح الحزب في الخسارة الثانية المتوقعة بالمدينة".
وقالت المجلة الألمانية في تقريرها: "لقد حسم أكرم أوغلو انتخابات مارس/آذار بفارق ١٣ ألف صوت، ولم ينجح يلدريم في قلب الطاولة، خلال الأشهر الماضية".
ورجحت أن أكرم أوغلو "سيحسم جولة اليوم لصالحه، ليوجه إهانة ثانية لأردوغان الذي راهن على الفوز بهذه الانتخابات"، معتبرة أن انتصار مرشح المعارضة سيكون انتصارا للديمقراطية.
وحول تداعيات النتيجة المنتظرة، رأت أنه "سيكون أمام أردوغان خياران كلاهما مر؛ الأول يتمثل في رفض الاعتراف بفوز إمام أوغلو أو عرقلة تسليمه مقر البلدية، ما سيؤدي لاحتجاجات وفوضى عارمة في البلاد".
أما الخيار الثاني، فهو الإقرار بالهزيمة، ولكنه لن يؤدي فقط إلى تقوية المعارضة، بل لانشقاقات داخل العدالة والتنمية، ما سيؤثر على مستقبل أردوغان السياسي.