النفي لأماكن نائية.. إيران تخدع النشطاء المفرج عنهم بعقاب مضاعف
الإيرانيون المفرج عنهم أحكامهم في المنفى الداخلي في ظروف صحية ومعيشية صعبة، ويُطلب منهم الحضور إلى السلطات المحلية يوميا
قال ناشطون من أقلية جونابادي الدراويش الدينية الإيرانية إنهم أجبروا على العيش بعيدا عن ديارهم بعد الإفراج عنهم.
وذكر تقرير لموقع "فويس أوف أمريكا" أن تصريحات النشطاء تأتي ردا على نفي المتحدث باسم القضاء الإيراني، غلام حسين إسماعيلي، وجود قائمة بالأماكن التي يُنفى إليها من يطلق سراحهم من السجون الإيرانية.
وكان إسماعيلي يرد بدوره على تقارير إعلامية تشير إلى وجود 36 موقعا تستخدمها السلطات كمنفى إجباري للمدانين المفرج عنهم، للعيش فيها كجزء من الأحكام الصادرة بحقهم.
وعلى الرغم من عدم وجود قائمة رسمية علنية بالأماكن التي تعتبر مناسبة للنفي الداخلي، فإن السلطات في البلاد تقوم بنفي بعض المدانين المفرج عنهم إلى مناطق فقيرة ونائية لعقود.
وفي مقابلة مع الموقع قال أربعة من نشطاء الدراويش، الذين أُجبروا على العيش في مثل هذه الأماكن منذ إطلاق سراحهم من السجن في وقت سابق من هذا العام، إن ما قاله المتحدث باسم القضاء الإيراني غير صحيح.
وأشار التقرير إلى أن النشطاء الأربعة، سعيد دورنديش، ورضا عنتساري، وسينا عنتساري، وسعيد سلطانبور، اعتقلوا جميعا في فبراير/شباط 2018 خلال الاحتجاجات المناهضة لحكومة طهران.
وحكمت السلطات الإيرانية في وقت لاحق على كل منهم بالسجن خمس سنوات، قبل الإفراج عنهم في مارس/آذار ومايو/أيار من هذا العام لتخفيف الاكتظاظ في السجون جراء المخاوف من تفشي فيروس كورونا.
وأُجبر النشطاء الأربعة أيضا على العيش في المنفى الداخلي، بعد إطلاق سراحهم، بموجب أحكامهم.
ونفي دورانديش وسولطانبور إلى بلدتي زابول وزهاق شرقي إيران بالقرب من الحدود مع أفغانستان، فيما نفي رضا عنتساري إلى بلدة الخف (شمال شرق) قرب أفغانستان.
أما سينا عنتساري فقد نفي إلى مدينة ميرجافي (جنوب شرق) المجاورة للحدود الباكستانية.
وأشار التقرير إلى أن المدن الأربع فقيرة وتقع على بعد ما بين 1000 و1500 كيلومتر من طهران.
ويقضي الإيرانيون المفرج عنهم أحكامهم في المنفى الداخلي في ظروف صحية ومعيشية صعبة، ويُطلب منهم الحضور إلى السلطات المحلية يوميا، ويواجه البعض أيضا قيودا إضافية على قدرتهم على العمل والتفاعل مع أشخاص آخرين.
وكان الدراويش المشاركون في احتجاجات 2018 في طهران يطالبون بالإفراج عن أفراد مجتمعهم المعتقلين، وإزالة نقاط التفتيش الأمنية حول منزل زعيمهم المسن نور علي تابنده. الذي توفي في وقت لاحق في ديسمبر/كانون الأول 2019.
ويشكو أبناء هذه الطائفة الصوفية من مضايقة السلطات لهم والتي تعتبرهم كفارا.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز