بعد الحرب الأهلية الإسبانية خرجت مقولة شعبية إسبانية مجهولة المصدر تقول: «الحرب كاللوحة جمالها -فقط- عن بُعد».
كل الذين خاضوا الحروب وذاقوا مرارتها ودفعوا فاتورتها البشرية والمادية يعرفون أكثر من غيرهم أنها أسوأ اختراعات النفس البشرية منذ العصر الحجري حتى الآن.
هناك أنواع متعدّدة من الحروب: حرب الأطماع والتوسع، حرب فرض الأيديولوجية أو الإرهاب الديني، حرب الخطأ أو الصدفة، التي تنفلت فيها الأمور وتفتح أبواب جهنم.
هنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه على ضمائر وعقول الجميع: هل يمكن تحت أي ظرف إقناع إيران بأن تصبح ذلك الصديق؟
وهناك أيضاً حرب لا بديل عنها، وهي حرب شرعها الله والمنطق والعقل والطبيعة البشرية، وهي حرب الدفاع عن النفس وردع العدوان، إنها حرب الضرورة التي إذا هرب الناس منها يكونون قد فرطوا في واجب أخلاقي، والتزام إنساني، وفريضة شرعية.
وما نعايشه هذه الأيام في المنطقة هو حرب الضرورة ضد من يريد فرض فكرة أو مشروع أو دويلة علنياً بالقهر المسلح، وإرهاب الفكرة الشريرة.
أفضل الحلول دائماً هو السلم، وأبشعها هو الاستسلام.
يكون السلم هو أفضل الحلول حينما ينزع الأسباب الجوهرية التي خلقت حالة الصراع، من هنا يصبح الاتفاق الذي يمكن أن يكتب له النجاح هو ذلك الاتفاق الذي يقتلع «محركات الصراع».
مثلاً، لو كان «أوباما» قد أصر على ضرورة ربط الاتفاق النووي بـ5 أمور:
1 - تعهد إيران بحسن الجوار.
2 - تعهد إيران بعدم الاعتداء على جيرانها.
3 - إيقاف إيران دعم وتحريك ما يعرف بامتداداتها في المنطقة.
4 - احترام الحدود والسيادة الوطنية لجيرانها في المنطقة.
5 - إيقاف إيران تجارب الصواريخ الباليستية ضد المنطقة والعالم.
لو أصر «أوباما» المتخاذل دائماً على ذلك لما كنا نعيش هذه الأيام القلقة والمضطربة.
فاتورة الحرب: بشر ومال وانهيار قيم ونازحون ولاجئون.
كان نابليون بونابرت يقول: «وقود الحرب هو ثلاث: المال والمال والمال».
وكان «مترنيخ» يقول إن «الحرب مكلفة لذلك هي معقدة للغاية، حتى إنها يجب ألا يترك قرارها للجيوش وحدها».
بعد الحرب الأهلية الإسبانية خرجت مقولة شعبية إسبانية مجهولة المصدر تقول: «الحرب كاللوحة جمالها -فقط- عن بُعد».
من هنا لا بد أن نفكر دائماً في كلفة الحروب القائمة على المغامرة، ولكن لا نهرب أبداً من حرب الضرورة.
ومن هنا أيضاً يجب أن نسأل في كل مواجهة أو صراع أو حرب ما هو هدف الحرب؟
خير من أجاب عن هذا السؤال هو «إريك هوفر»، وهو أحد أهم فلاسفة الاجتماع والأخلاق في أمريكا والعالم حينما قال: «إن لم تحول عدوك المنهزم إلى صديق، فأنت لم تنتصر في الحرب».
هنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه على ضمائر وعقول الجميع: هل يمكن تحت أي ظرف إقناع إيران بأن تصبح ذلك الصديق؟
نقلاً عن "الوطن" المصرية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة