إيران "المأزومة" تراوغ باقتراح معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج
في تصريحات تعكس رضوخ نظام ولاية الفقيه، اقترح وزير الخارجية الإيراني إبرام "معاهدة عدم اعتداء" بين بلاده ودول الخليج العربي.
جاء اقترح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إبرام ما وصفها بـ"معاهدة عدم اعتداء" بين بلاده ودول الخليج العربي، بمثابة مراوغة ورضوخ من نظام ولاية الفقيه أمام عاصفة الضغوط الدولية الساعية لردعه بسبب سياساته العدائية.
وأضاف ظريف، على هامش زيارة له إلى العراق بالتزامن مع زيادة التوتر بين بلاده والولايات المتحدة التي عززت وجودها عسكريا في منطقة الشرق الأوسط، أن هذا المقترح لا يزال على الطاولة، على حد تعبيره.
وخلافا لسياسات بلاده الرامية إلى بث الفوضى وتنفيذ مخططات تخريبية في دول الجوار، زعم وزير الخارجية الإيراني أن طهران تريد إقامة أفضل العلاقات مع دول منطقة الخليج، وترحب كذلك بجميع مقترحات الحوار ونزع فتيل التوتر، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
ظريف الذي قدم استقالة معربا عن سخطه علنا قبل أشهر بسبب ما وصفت بـ"تدخلات فجة" من مليشيا الحرس الثوري الإيراني في صميم عمل الجهاز الدبلوماسي، لم يفصح صراحة عن مزيد من التفاصيل التي تتعلق بالمعاهدة المذكورة، فضلا عن توضيح المقصد من مقترحات الحوار.
يذكر أن معاهدة عدم الاعتداء هي مجرد ميثاق توقعه دولتان أو أكثر بحيث يضمن عدم الاعتداء المباشر في الحروب والنزاعات المسلحة بالنسبة للموقعين عليها، إضافة إلى تجنب الحرب بالوكالة.
طهران نقلت أيضا على لسان وزير خارجيتها رغبتها في وجود ما وصفتها بـ"علاقات متوازنة" مع الجوار الخليجي، لكنها تتناقض مع الإجراءات المدمرة التي تنفذها مليشيات عسكرية تقاتل بالوكالة لصالح مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وتساءلت إذاعة صوت أمريكا (ناطقة بالفارسية ومقرها الولايات المتحدة) عن أسباب دعوة طهران لإبرام معاهدة عدم اعتداء مع الخليج العربي في ظل أزماتها الداخلية المختلفة التي يتصدرها التدهور الاقتصادي.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يرون في وجود مليشيات مدعومة إيرانيا مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق تهديدا لمصالحهم في المنطقة.
وأوضحت الإذاعة الأمريكية أنه من غير المعروف كيف سيكون دور هذه المليشيات المسلحة، وأيضا كيفية السيطرة عليها حال توقيع معاهدة عدم اعتداء بين طهران والدول الخليجية.
وأعلن مسؤول بارز بالجيش الأمريكي، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة تعتبر إيران والجماعات الموالية لها مسؤولة عن الهجمات التخريبية ضد ناقلات نفطية قرب ميناء الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة وشن هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء في العراق التي يقع بها مقر السفارة الأمريكية.
ويبدو جليا أن ظروف إيران الراهنة تجبرها على إبداء مواقف إلى الوراء على مستوى سياستها الخارجية، مثلما دعا قبل أيام رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه إلى عقد مائدة مستديرة بين بلاده وواشنطن إما في قطر أو العراق بهدف خفض التوتر بين الجانبين.
إيران لديها تاريخ طويل من التدخلات التخريبية فضلا عن الإشراف عن هجمات إرهابية لاستهداف أمن دول الخليج العربي، حيث تمول مليشيات الحوثي بالسلاح والعتاد والتدريب في اليمن منذ سنوات كأداة لاستهداف المصالح السعودية بشكل مباشر.
وتركز طهران جهودها عبر مؤسسات موازية على نشر أفكار هدامة داخل بعض المجتمعات الخليجية، في حين توفر الملاذ الآمن داخل أراضيها لعشرات الإرهابيين الفارين من مملكة البحرين، ودولة الكويت على سبيل المثال.
وأحبطتا كل من المنامة والكويت عدة هجمات إرهابية بدعم مباشر من طهران على مدار سنوات مضت، في حين فككتا العديد من التنظيمات المتطرفة التي سعت لزعزعة الأمن والاستقرار داخليا.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز