نظام غذائي لمرضى القولون التقرحي.. للحد من شدة أعراضه
التهاب القولون التقرحي هو حالة التهابية مزمنة، تتسبب في الإصابة بتقرحات في بطانة القولون، لذا يجب تطبيق نظام غذائي لمرضى القولون التقرحي للتعامل مع الأعراض.
يعتبر مرض القولون التقرحي مرضًا مناعيًا، حيث يقوم الجهاز المناعي بالهجوم على خلايا بطانة القولون، مما يتسبب في حدوث التهابات وتقرحات. وتختلف شدة الأعراض مثل الإسهال المزمن، والألم في البطن، والنزيف المستمر، وفقدان الوزن، وارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الشهية من شخص لآخر. وقد يتطلب علاج المرض إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي، بالإضافة إلى تناول الأدوية المضادة للالتهابات والمضادة للمناعة في بعض الحالات الشديدة. ويُعتبر التعايش مع مرض القولون التقرحي تحديًا كبيرًا. فما هو أفضل نظام غذائي لمرضى القولون التقرحي لإدارة الأعراض بشكل فعال؟
نظام غذائي لمرضى القولون التقرحي
وفقًا لموقع healthline هناك العديد من أنظمة التغذية العلاجية للقولون التقرحي التي يمكن اتباعها للحفاظ على صحتهم العامة وتقليل الأعراض المزعجة، ومنها:
1. نظام غذائي منخفض الفودماب (Low FODMAP Diet)
نظام غذائي منخفض الفودماب هو نوع من الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى تقليل استهلاك الأطعمة التي تحتوي على مكونات تسبب التهيج لدى بعض الأشخاص، ويشمل تقليل استهلاك الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الكربوهيدرات، مثل الحبوب الكاملة، والفاكهة الطازجة، والخضروات الخضراء، ومنتجات الألبان، وبعض البقوليات، والأطعمة التي تحتوي على سكريات. ويُنصح بتناول الأطعمة ذات المستويات المنخفضة من الكربوهيدرات، مثل الأرز الأبيض، واللحوم المعالجة، والسمك، وبعض الخضروات والفواكه المعالجة، والمكسرات.
ويمكن للأشخاص الذين يعانون من تهيج معوي أو حساسيات غذائية اتباع هذا النوع من النظام الغذائي وتجنب الأطعمة التي تسبب لهم اضطرابات هضمية. ولكن يُفضل استشارة الطبيب قبل تطبيق أي نظام غذائي جديد للتأكد من أنه يناسب الاحتياجات الفردية للمريض.
2. حمية باليو (Paleo Diet)
هي إحدى أنواع الأنظمة الغذائية التي تشجع على تناول الأطعمة الطبيعية والمغذية، لتحسين الصحة العامة والوزن، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب. وتتضمن حمية البايلو تناول اللحوم، والسمك، والفواكه والخضروات الطازجة، والمكسرات، والبذور، وبعض أنواع الزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند.
ويكمن الغرض من هذه الحمية في التخلي عن الأطعمة المصنّعة والمعالجة، والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والدهون المشبعة والمواد الحافظة والألياف. وبالرغم من فوائدها في تحسين صحة القلب وخفض مستويات السكر في الدم وتحسين الوزن، فقد يرى بعض خبراء التغذية أنها تحتوي على كميات زائدة من الدهون المشبعة والبروتينات، بينما تفتقر إلى بعض العناصر الغذائية الضرورية مثل الكالسيوم والفيتامينات والمعادن. لذا، يُنصح باستشارة أخصائي التغذية قبل اتباع أي نوع من الحميات الغذائية لضمان تلبية احتياجات الجسم الغذائية بشكل كامل وصحيح.
3. حمية البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean Diet)
تُعتبر حمية البحر الأبيض المتوسط واحدة من الحميات الغذائية الأكثر فعالية في تحسين صحة القلب والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطانات. وتشير بعض الدراسات إلى أن متبعي هذه الحمية يمكنهم العيش بشكل أطول وأصح مقارنة بأولئك الذين لا يتبعونها. لذا، يُنصح بتضمين عناصر حمية البحر الأبيض المتوسط في نمط الحياة اليومي.
وتتضمن حمية البحر الأبيض المتوسط تناول الأطعمة الطبيعية مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات وبذور الكتان وزيت الزيتون، بالإضافة إلى الأسماك والأطعمة البحرية بشكل معتدل، وتقليل تناول اللحوم الحمراء والمنتجات الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة.
4. نظام غذائي منخفض الألياف (Low fiber Diet)
النظام الغذائي المنخفض الألياف هو نمط غذائي يعتمد على الحد من تناول الألياف الغذائية، والتي تتواجد بكثرة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. ويُنصح باتباع هذا النوع من الأنظمة الغذائية في حالات معينة مثل أمراض الجهاز الهضمي، مثل القولون التقرحي أو بعض جراحات الجهاز الهضمي.
ويشمل النظام الغذائي منخفض الألياف تجنب بعض الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات الورقية الخضراء والبقوليات والحبوب الكاملة، والتركيز على تناول الأطعمة منخفضة الألياف مثل اللحوم قليلة الدهون والأطعمة المقشرة والمطهية بشكل جيد لتقليل محتوى الألياف.
5. نظام حمية خال من الجلوتين (Gluten-free Diet)
النظام الغذائي الخالي من الجلوتين هو نمط غذائي يستبعد تمامًا استهلاك الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين، وهو بروتين يوجد بشكل طبيعي في القمح والشعير والشوفان ومشتقاته. ويتم اتباع هذا النوع من النظم الغذائية من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية للجلوتين (مثل السيلياك) أو الحالات التي تستدعي استبعاد الجلوتين من النظام الغذائي.
وتتضمن الأطعمة التي يمكن تناولها ضمن النظام الغذائي الخالي من الجلوتين العديد من الأطعمة الطبيعية والصحية مثل اللحوم الطازجة والأسماك والدواجن، والفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب الخالية من الجلوتين مثل الأرز والذرة والبطاطا. والاعتماد على المنتجات الغذائية الخالية من الجلوتين، مثل الخبز والمكرونة والبسكويت، حيث لا يستخدم القمح أو الشعير أو الشوفان في تحضيرها.
أطعمة مناسبة لمرضى القولون التقرحي
هناك بعض الأطعمة التي تساعد في تخفيف أعراض القولون التقرحي وتحسين صحة الجهاز الهضمي، ومنها:
- الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان: مثل الشوفان والشعير والأرز والتفاح المطبوخ، حيث تعمل هذه الألياف على تليين البراز وتقليل تهيج في القولون.
- المصادر البروتينية الخفيفة: مثل الدجاج المسلوق والأسماك المشوية والبيض، ويُفضل تجنب اللحوم الدهنية والمصنعة.
- الخضروات المطبوخة: مثل الجزر والبطاطا واليقطين والبطاطا الحلوة، حيث يساعد طهي الخضروات في تقليل محتواها من الألياف، وبالتالي يمكن أن تكون أكثر سهولة على الجهاز الهضمي.
- الفواكه المنزوعة القشرة والمطبوخة: مثل الموز والتفاح المطبوخ، حيث تناسب الجهاز الهضمي أكثر من الفواكه الطازجة ذات القشرة السميكة.
- الحبوب الكاملة المنزوعة القشرة: مثل الأرز الأبيض والخبز الأبيض والمكرونة، والتي تعتبر أقل تهيجًا للقولون مقارنة بالحبوب الكاملة.
اقرأ أيضًا: هل يصيب القولون العصبي الأطفال؟.. تجنبوا 8 محفزات
أطعمة ممنوعة لمرضى القولون التقرحي
لمرضى القولون التقرحي، هناك بعض الأطعمة التي يُنصح بتجنبها لتجنب تفاقم الأعراض، منها:
- منتجات الألبان: مثل الحليب والجبن والزبادي.
- الألياف الصلبة: مثل الخضروات والفواكه ذات القشور السميكة.
- الحبوب الكاملة: مثل الشوفان والقمح، التي يمكن أن تزيد من الإسهال وتقلصات القولون.
- البقوليات: تحتوي البقوليات مثل الفاصوليا والعدس على الألياف صعبة الهضم، مما قد يزيد من الغازات والانتفاخات.
- الأطعمة الحارة والتوابل: التي يمكن أن تحفز من تهيج القولون لدى بعض المرضى.
كيفية التعامل مع أعراض القولون التقرحي
تعتمد طرق التعامل مع أعراض القولون التقرحي على شدة الأعراض التي يعاني منها المريض، وفقًا لما ورد على موقع WebMD كما يلي:
- يُنصح بتناول وجبات صحية ومتوازنة تحتوي على كميات كافية من الألياف والسوائل، وتقليل الدهون.
- تجنب الأطعمة المهيجة للقولون والمشروبات مثل الكافيين والكحول والمنتجات الغازية، بالإضافة إلى الأطعمة الحارة والتوابل.
- للتخفيف من التوتر يجب ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق واليوجا.
- ممارسة الرياضة بانتظام، لتخفيف الأعراض وتحسين صحة الجهاز الهضمي، وتقليل الانتفاخات.
- تجنب التدخين، لتجنب تفاقم الأعراض.
اقرأ أيضًا: لمرضى القولون العصبي.. 30 صنفاً غذائياً ابتعد عنها
نصائح غذائية لمرضى القولون التقرحي
من أبرز النصائح الغذائية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض لدى مرضى القولون التقرحي، ما يلي:
- تناول كميات كافية من الألياف مثل الخضروات الطازجة والفواكه والحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني، لتحسين عملية الهضم وتخفيف الإمساك أو الإسهال.
- يُنصح بتجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تثير القولون مثل القهوة والشوكولاتة والتوابل الحادة، بالإضافة إلى الأطعمة الدهنية والمقلية.
- الابتعاد عن تناول منتجات الألبان أو استخدام بدائل خالية من اللاكتوز.
- تناول وجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم، لتخفيف الضغط على الجهاز الهضمي وتقليل الانتفاخات والغازات.
- تناول كميات كافية من السوائل لترطيب الجسم وتخفيف الإمساك والتخلص من السموم، لذا يُفضل شرب الماء والعصائر الطبيعية والشاي الأخضر.
- تجنب الأطعمة المحفوظة والمعلبة والمصنعة بشكل كبير، حيث قد تحتوي على مواد حافظة أو مكونات قد تزيد من تهيج القولون.
وفي النهاية، في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، يُنصح باستشارة الطبيب للحصول على تقييم دقيق وخطة علاجية مناسبة، تشمل على الأدوية المناسبة وتوضيح لجميع التغييرات اللازمة في نمط الحياة.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA=
جزيرة ام اند امز