عصيان مدني في "الزاوية".. انتفاضة ليبية ضد المليشيات
سنوات عديدة عاشها سكان مدينة الزاوية غربي ليبيا تحت حكم المليشيات المسلحة التي تمارس العنف والخطف والحرابة والقتل ليل نهار.
وبعد تلك السنوات التي امتدت لأكثر من 12 عاما ضاق سكان المدينة ذرعا، خاصة بعد تصاعد عنف تلك المليشيات خلال الأشهر القليلة الماضية، ما دفع السكان اليوم الخميس لإعلان العصيان المدني.
عصيان جاء عقب احتجاجات شعبية واسعة في المدينة لم يكن بسبب عنف المليشيات فقط بل لزيادة سطوتها واستهتارها بدماء أهالي المدينة للحد الذي جعل مسلحين أفارقة غير ليبيين يعذبون الشباب.
سلسلة انتهاكات تم فضحها علنا خلال مقاطع فيديو مصورة تسربت هذه الأيام تظهر شبابا من مدينة الزاوية يتعرضون للتعذيب على يد مرتزقة أفارقة داخل مقر إحدى الميليشيات في المدينة.
وخلال اليومين الماضيين جرت في مدينة الزاوية تظاهرات عارمة خلال تطورات لإقدام المحتجين الغاضبين من تردي الوضع الأمني في المدينة بسبب المليشيات المسلحة المنتشرة هناك على إغلاق للطرق وحرق إطارات السيارات.
كما أغلق المحتجون أيضا بوابات رئيسية في المدينة وصمامات مصفاة الزاوية النفطية ومقري مديرية الأمن والمجلس البلدي، كما قطعوا الطريق الساحلي في النقطة المارة بمدينة الزاوية.
كذلك قام شباب من مدينة الزاوية، ليلة الأربعاء، باقتحام أحد أوكار المليشيات المسلحة في المدينة.
أما اليوم الخميس فقد تجمع شباب وأهالي مدينة الزاوية أمام مقر مديرية الأمن في المدينة لإلقاء بيان يعلن موقف السكان مما يجري.
مطالب السكان
بيان سكان مدينة الزاوية، الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، تضمن مطالب لعل أبرزها "إيقاف المجلس البلدي وأعضائه ومحاسبتهم وإجراء انتخابات بلدية جديدة وإيقاف مدير أمن الزاوية ومثوله أمام القضاء".
كما طالب بإنهاء ظاهرة السيارات المسلحة والمصفحة بشكل نهائي من المدينة ونقل المقرات العسكرية التابعة للميليشيات المسلحة خارجها.
وتمسكوا بـ"الشرعية غير القانونية الصادرة من وزارتي الداخلية والدفاع (بحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية) وإيقاف القوة الأمنية المشتركة الحالية (مليشيات مختلطة) وإعادة تشكيلها وإلقاء القبض على المرتزقة الأفارقة التابعين للعصابات والأجهزة الأمنية ومداهمة أوكار الهجرة غير الشرعية".
وتضمنت المطالب "ضبط جميع المجرمين المتورطين في عمليات القتل والمتورطين في الجرائم الجنائية ومداهمة أوكار تهريب الوقود ومنع بيعه على الطريق الساحلي وداخل المدينة وإغلاق المحطات غير المرخصة نهائيا ومحاسبة أصحاب محطات الوقود الذين أسهموا في إقفال محطاتهم وبيع طلبياتهم للمهربين وتفعيل جهاز مكافحة المخدرات ومداهمة أوكار بيع المخدرات".
ودعوا أيضا إلى "تشكيل لجنة بأسرع وقت ممكن من الأجهزة الأمنية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة تكون تحت توقيع مشايخ قبائل الزاوية لرفع الغطاء الاجتماعي عن المجرمين".
وضع مزرٍ
ومنذ ثلاثة أشهر تشهد مدينة الزاوية حالة أمنية مزرية تتمثل في وقوع اغتيالات بشكل شبه يومي دون معرفة الفاعل.
كما أن الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المدينة بشكل متكرر بين المليشيات هي سبب آخر لتردي الأوضاع الأمنية في المدينة.
وكان آخر تلك الاشتباكات هي التي وقعت يوم الأحد الماضي والتي راح ضحيتها 4 أشخاص وفق ما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي (حكومي) الذي أكد إجلاء 30 عائلة من منطقة الاشتباكات.
وتشهد مدينة الزاوية بين الحين والآخر اشتباكات بين المجموعات المسلحة المنتشرة في المدينة ومنها التي دارت.
وفي 27 فبراير / شباط الماضي وقعت اشتباكات أخرى في المدينة بمنطقة المطرد السكنية أسفرت عن مقتل شخصين، ثم في 6 أبريل/ نيسان الجاري شهدت مدينة الزاوية أيضا اشتباكات مسلحة بمنطقة ضي الهلال بين مليشيات مسلحة راح ضحيتها عدد من شباب المدينة وتسببت في إلحاق خسائر في البنى التحتية وممتلكات المواطنين.
ويعد ما تشهده مدينة الزاوية جزءا مما تشهده مناطق ومدن غرب ليبيا بشكل عام جراء انتشار المليشيات المسلحة التي تتناحر فيما بينها بشكل مستمر مخلفة عشرات القتلى ودمارا في الممتلكات العامة والخاصة وسط عجز حكومي عن التصدي لها.
aXA6IDMuMTQuMjUwLjE4NyA=
جزيرة ام اند امز