تقسيم سوريا.. اتهامات متبادلة بين الشمال والجنوب
بينما كان مؤتمر الأستانة حول سوريا يعلن فشله كانت روسيا وأمريكا تستعدان لإعلان صفقتهما في الجنوب
قبل 5 أيام من انطلاق أعمال مؤتمر أستانة أصدرت "الجبهة الجنوبية لتحرير سوريا" بياناً أعلنت فيه مقاطعة المؤتمر وعزت ذلك إلى 10 أسباب، كان من بينها أن غاية المؤتمر هو تقسيم سوريا، ووصفت أي شخص يحضره بأنه لا يمثل الجنوب السوري، وهو شاهد بل مبارك لعملية التقسيم.
وقتها عزا أعضاء من وفود المعارضة المشاركة في أستانة انسحاب "الجبهة الجنوبية" إلى وجود اتفاق أمريكي روسي أردني لإقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري، الأمر الذي أكده الاتفاق الذي أعلن الجمعة الماضية بعد يومين فقط من ختام الجولة الأخيرة من المحادثات السياسية المتعلقة بسوريا.
وإذا كانت الجبهة الجنوبية قد أعلنت عدم حضورها أستانة خوفا من سعيه لتقسيم سوريا فإن الفصائل المشاركة في أستانة بادلتهم الاتهام ذاته، وطالب وفد الفصائل المشارك في المحادثات فصائل الجبهة الجنوبية التابعة لـ"الجيش السوري الحر" بـ"سحب الخرائط" المتفق عليها مع روسيا وأمريكا والأردن وتوحيد العمل مع الشمال.
وأعرب الوفد، في بيان، عن قلقه من الاجتماعات السرية التي عقدتها "الجبهة الجنوبية" مع واشنطن وموسكو في الأردن، إذ تفضي بـ"فصل الجنوب عن الشمال للمرة الأولى، كما أنها قسمت سوريا والوفد والمعارضة.
وينظر المراقبون لهذه الاتهامات المتبادلة على أنها تجسيد لحالة التشرذم التي تعاني منها المعارضة السورية، والتي تعطي فرصة لتنفيذ صفقة أمريكية روسية في سوريا بدأت مع اتفاق الجنوب، الذي تم إعلانه الجمعة بعد ساعات من لقاء ترامب وبوتين في هامبورغ.
وتؤسس هذه الصفقة لما يمكن تسميته بـ"بمرحلة ما بعد داعش"، إذ تطمح أمريكا في أن تحكم قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على الرقة وتل الأبيض وحتى الفرات، بعد استعادة الرقة نهائيا من يد تنظيم داعش، وحتى تستطيع ذلك يجب عليها تحييد روسيا.
وحتى تقبل روسيا بذلك فإن واشنطن ستضمن بقاء حليفها الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، ولن تخوض معركة لأجل دير الزور ولا تكترث إذا سيطر عليها النظام السوري.
وبذلك فإن العنوان الرئيسي للصفقة هو ألا تغوص أمريكا في عمق الحرب السورية، في مقابل تحقيق أهدافها في سوريا، وأهمها تمكين قوات سوريا الديمقراطية وتقويتها في مقابل إضعاف إيران، ومحاربة تنظيمي داعش والقاعدة، اللذين باتا يشكلان خطرا على الحدود الأردنية مع سوريا.
والمفارقة أن هذه الصفقة الروسية الأمريكية كانت تعقد في عمان، بينما كانت وفود الدولتين تبحث في الأستانة مع المعارضة والنظام مناطق خفض التوتر في كامل الأراضي السورية.
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xNjYg جزيرة ام اند امز