صحيفة فرنسية: احتجاجات لبنان والعراق كشفت انحسار نفوذ إيران
تصاعد الرفض الشعبي في لبنان والعراق للنفوذ الإيراني بعد وثائق فضحت تجنيد طهران لجواسيس بالعراق منذ بداية الاحتلال الأمريكي.
كشفت صحيفة "لاكروا" الفرنسية عن وثائق استخباراتية إيرانية مسربة تؤكد فقدان طهران نفوذها في العراق ولبنان، راصدة كيفية تمكين التوغل الإيراني في المنطقة عبر وكلائها، وعملية تجنيد الجواسيس، خاصة في العراق لصالح إيران، منذ بداية الاحتلال الأمريكي للعراق.
وتحت عنوان "فقدان النفوذ الإيراني في لبنان والعراق وفقاً لتسريبات استخباراتية"، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى تصاعد الرفض الشعبي في لبنان والعراق للنفوذ الإيراني في البلدين.
- وثائق تكشف لقاء سريا بين "حرس إيران" و"الإخوان" للتحالف ضد السعودية
- وثائق إيرانية سرية غير مسبوقة تكشف عن هيمنة طهران على بغداد
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "وفقاً لتسريبات مئات الوثائق الإيرانية، التي تكشف "النفوذ الموسع" لإيران في العراق، فإن طهران فقدت جزءاً كبيراً من نفوذها في هذين البلدين، بسبب إدانة المتظاهرين خلال الاحتجاجات للنفوذ الإيراني في بلادهم، كما كشفت الوثائق عن عدم كفاءة قادتهم والتوغل الإيراني في بلادهم، بحسب رأيهم".
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وموقع "انترسبت" المتخصص في التحقيقات الاستقصائية، اللذان أكدا تلك الوثائق المسربة المكونة من 700 صفحة، يعود تاريخ معظمها إلى عامي 2014-2015، وصادرة عن وزارة الاستخبارات الإيرانية، وأرسلها مصدر "مجهل" إلى موقع "انترسبت".
وقال المصدر، الذي أرسل الوثائق للموقع الإخباري، إنه يريد أن "يكشف للعالم أن إيران تعبث في بلده (العراق)".
فقدان النفوذ اللبناني في العراق
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه، خلال السنوات الأخيرة، سعت إيران إلى تعزيز علاقتها مع دول المنطقة مستغلة ذريعة المجتمعات الشيعية، وهي سياسة نفوذ تم انتقادها في العراق ولبنان، خلال الاحتجاجات، وأيضاً حتى من قبل الإيرانيين أنفسهم.
وتبرز الوثائق الدور الفريد للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الجيش الإيديولوجي الإيراني، المسؤول عن العمليات الخارجية، بحسب الصحيفة.
وأشارت "لاكروا" إلى أن هذا الجنرال يسافر بانتظام إلى العراق، حيث ترأس، خلال الأسابيع الأخيرة، اجتماعات في بغداد والنجف في الجنوب، لإقناع المؤيدين بدعم رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي.
وتكشف الوثائق المسربة غير المسبوقة، بالتفصيل، سنوات التوغل الإيراني في العراق، وعمل الجواسيس الإيرانيين وتعاونهم مع قادة العراق، ورواتب العملاء العراقيين، والتصفيات السياسية والاقتصادية والدينية في العراق.
يشير محتوى الوثائق أيضاً إلى المشاعر التي عبر عنها العديد من المشاركين العراقيين بشأن الأحداث غير المسبوقة في العراق، تجاه الدول ذات الغالبية الشيعية مثل إيران.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد المتظاهرين في العراق، قوله إنه "سعيد لأن إيران كانت أيضاً مسرحاً للاحتجاجات منذ يوم الجمعة، بعد ارتفاع أسعار الوقود"، موضحاً أن "الشرارة التي بدأت في العراق وصلت إلى إيران".
وأضافت الصحيفة أن العراقيين يغزون شوارع بغداد وعدة مدن أخرى، كما أغلقت المدارس والمكاتب الحكومية في النجف والديوانية والناصرية، والمدن على الحدود الإيرانية، للتنديد بالتدخل الإيراني في شؤونهم.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى الشعارات التي دونها المتظاهرون على جدران العاصمة العراقية بغداد، ومدن جنوب العراق أبرزها؛ "إيران برة"، موضحة أن هذا الشعار أصبح سمة الثورة في العراق، وحتى في لبنان، وهو وضع لا يمكن تصوره من قبل.
وأشارت "لاكروا" إلى أن النفوذ الإيراني بدأ عندما أصبحت طهران حليفاً مهماً للعراق، خاصة في الأعوام الأخيرة، بعد فترة تقريباً من الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003، مشيرة إلى أنه منذ ذلك التاريخ ارتبطت إيران بعلاقات وثيقة مع السياسيين العراقيين والمليشيات المسلحة مثل "الحشد الشعبي"، التي بدت كأنها تتخلص من "داعش" ولكنها في حقيقة الأمر ذريعة للسيطرة على البلاد لصالح إيران.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن العراق أصبح شريكاً تجارياً رئيسياً لإيران يبيع الكهرباء والغاز الطبيعي لطهران، موضحة أنه لهذا السبب أصبحت بغداد تشكل أولوية كبرى لدى طهران، وتحرص لضمان بقاء العراق عميل مهم لها، ويتم ذلك عبر الفصائل الموالية في طهران في السلطة".
ووفقاً للوثائق، فإن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي تربطه علاقة خاصة ووثيقة بإيران، منذ عام 2014 حين كان وزيراً للبترول.
في المقابل، حاولت الصحيفة التواصل مع مكتب عبدالمهدي للتعليق على تقرير الصحيفة، ولكنه رفض التعليق على التقرير.
وفقًا للصحيفة فإن رئيسي الوزراء العراقيين السابقين، حيدر العبادي وإبراهيم الجعفري، والرئيس السابق للبرلمان العراقي سالم الجبوري، كانوا على اتصال بأجهزة المخابرات الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن طهران تمكنت من الوصول إلى المؤسسات العراقية بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011، بتجنيد العملاء السابقين للمخابرات المركزية الأمريكية، الذين أصبحوا عاطلين بعد رحيل القوات الأمريكية، فاستغلتهم طهران لتجنيدهم لصالحها، موضحة أنه تم تحويل هؤلاء الجواسيس للعمل لصالح إيران.
وتابعت: "إنهم يقدمون معلومات حول عمليات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العراق مقابل المال".
وبحسب الوثائق فإنه "في أواخر عام 2014، التقى ضابط من المخابرات العراقية مع نظيره الإيراني في مدينة كربلاء العراقية، وأخبره أن قائده رئيس المخابرات العراقية اللواء حاتم المقصوسي، طلب منه أن ينقل الرسالة التالية إلى إيران: "اعتبر أن كل المعلومات الاستخباراتية العراقية ملككم" الأمر الذي يكشف مدى التعاون بين المخابرات العراقية والإيرانية.
فقدان النفوذ الإيراني في لبنان
وبحسب الصحيفة، فإن تحدي النفوذ الإيراني قد امتد إلى لبنان أيضاً، حتى أصبح المتظاهرون أمام مواجهة وجهاً لوجه مع مليشيا حزب الله الممولة من لبنان، التي تعد إحدى الأذرع الإيرانية في لبنان.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن إيران اصطدمت بالواقع بانتشار الاحتجاجات في لبنان، وامتدادها إلى المناطق ذات الأغلبية الشيعية في الجنوب، مثل صور ونيطية.
وأشارت "لاكروا" إلى أن الاحتجاجات في بعلبك التي تعد معقل "حزب الله" أحرجت المليشيا.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز