4 أسواق وجهة جديدة لمستثمري أمريكا.. الدولار يمحو جاذبية بلاد العم سام
بدأ الدولار الأمريكي في الانخفاض مما جعل بعض أسواق الأسهم الدولية أكثر جاذبية للمستثمرين المقيمين بالولايات المتحدة، بحسب تقرير لفوربس.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الأجنبية بنسبة 28 ٪ منذ بداية عام 2021 إلى سبتمبر/أيلول 2022.
وكانت هذه القفزة مدفوعة بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة وتقليص ميزانيته العمومية، والتي تضخمت خلال فترة وباء كورونا.
وزاد الدولار بدعم من عوائد سندات الخزانة الأمريكية المرتفعة، لكن القوة التي اكتسبتها العملة الخضراء تسببت في إضعاف بعض الأسواق الناشئة.
السندات
وقال تقرير لمجلة فوربس الاقتصادية إنه في الوقت الحالي، تتوقع العقود الآجلة لسوق السندات الأمريكية أن الاحتياطي الفيدرالي سينهي سياسة التشديد النقدي خلال هذا العام.
ونتيجة لذلك، بدأ الدولار الأمريكي في الانخفاض خلال الأشهر العديدة الماضية، بشكل يجعل بعض أسواق الأسهم الدولية أكثر جاذبية للمستثمرين المقيمين في الولايات المتحدة.
وكانت أوروبا واليابان من الأسواق الرئيسية المتخلفة عن السوق الأمريكية، بحسب تقرير فوربس. ومن ثم فقد يمثل التغيير في اتجاه الدولار الأمريكي نقطة انعطاف مهمة في كل من أسواق الأسهم الأوروبية واليابانية للمستثمرين الذين يعتمدون على الدولار الأمريكي.
وارتفع صندوق الأسهم"آي آي في" الذي يتتبع مؤشر" إس أند بي أوروبا"، بنسبة 37٪ فقط عن طرحه في منتصف عام 2000 بالمقارنة مع مكاسب بنسبة 185٪ لمؤشر"إس أند بي 500".
وكان آخر مرة تحرك صعوديًا فيها نسبيًا لعدة سنوات مقابل إس أند بي 500 في الفترة من مارس/ آذار 2003 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2007، وذلك عندما تفوق بنسبة تزيد على 175٪ إلى مقابل مكاسب بنسبة 167٪ لمؤشر إس أند بي 500.
وهذه الفجوة يعتقد أنه من المحتمل حدوث بعض الارتداد بسبب ضعف الدولار الأمريكي وخاصة إذا كان الاتحاد الأوروبي قادرًا على تجنب الركود.
ويعتقد أيضًا أن تقييم الأسواق الأوروبية يتمتع بجاذبية تاريخية مقارنة بالولايات المتحدة. وتبلغ الفجوة حاليًا بين تقييم الأسهم الأوروبية مقابل نظيراتها في الولايات المتحدة أعلى مستوى لها منذ 30 عامًا.
وتقدم الأسهم المدرجة في مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي عائد توزيعات أرباح أعلى بنسبة 3,5% في 2023 من نظيراتها الأمريكية.
وانخفض صندوق الأسهم اليابانية "آي دبليو جي" الذي يتتبع الأسهم اليابانية، بنسبة 2٪ منذ طرحه في عام 1996 وهذا مقابل ما يقرب من 560٪ مكاسب لمؤشر إس أند بي 500 الأمريكي. وكان آخر أداء متفوق لصندوق الأسهم اليابانية "آي دبليو جي" لعدة سنوات على مؤشر إس أند بي 500 من يناير/ كانون الثاني 2001 إلى أبريل/ نيسان 2006، عندما ارتفع بنسبة 130٪ مقابل 35٪ ربح لمؤشر إس أند بي 500.
ويبدو أن اليابان متجهة بشكل خاص للعودة. فقد زار وارن بافيت اليابان مؤخرًا فيما استثمرت شركته بيركشاير هاثاواي في خمسة شركات يابانية. ولذلك فإن الدولار الضعيف هو الذي يقود استثمارات الرئيسية للمستثمرين الأمريكيين.
أسواق ناشئة
مع تزايد عدد سكانها وارتفاع دخل الفرد، تمثل الهند واحدة من أفضل قصص النمو في العالم. وتتمتع البلاد بأساسيات اقتصادية قوية، أبرزها نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4 ٪ على الأقل سنويًا في جميع السنوات الـ 35 الماضية باستثناء 6 أعوام، ونمو الناتج المحلي الإجمالي المتوقع بنسبة 7 ٪ في الأعوام المقبلة.
والهند هي الآن الدولة الأكثر سكانًا في العالم. وهي في طريقها لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030، من المركز الخامس حاليًا.
والمؤشرات الضخمة تشمل معدلات الشباب من السكان وارتفاع متوسط الدخل، وزيادة الإنتاجية، والإنفاق الضخم على البنية التحتية (ما يقترب من 1.8 تريليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة)، التوسع العمراني، وإزالة الكربون، والرقمنة، فضلا عن التحول الكبير في سلسلة التوريد العالمية عن الصين.
وتشمل سلبيات البلاد ارتفاع التكاليف، وركود الاستهلاك، والاستثمارات الأجنبية التي لا تزال مقيدة في بعض المجالات، وتقييمات الأسهم المرتفعة.
وكان أداء مؤشر بورصة الهند ممتازًا على المدى الطويل جدًا حيث، ارتفع بنسبة 1400٪ منذ عام 1995 مقابل مكاسب بنسبة 800٪ لمؤشر إس أند بي 500.
وجاء الكثير من الأداء المتفوق لمؤشر بورصة الهند في الفترة من 2000 حتي 2010، ورغم ذلك كان أداؤه أقل من مؤشر إس أند بي 500 بحوالي 50٪.
ومع ذلك، منذ مارس/آذار 2020، تفوق مؤشر بورصة الهند على مؤشر إس أند بي 500 بحوالي 40٪. لكن بمرور الوقت، أدى انخفاض قيمة العملة إلى تآكل المكاسب. ومنذ عام 1995، فقدت الروبية أكثر من 60٪ مقابل الدولار الأمريكي ومنذ عام 2010 فقدت حوالي 45٪.
ومثل الهند، تمتلك المكسيك قوى داخلية اقتصادية قوية وتستفيد من زيادة الاستثمار الأجنبي. هذا صحيح بشكل خاص حيث تقوم العديد من الشركات في الولايات المتحدة بتحويل الإنتاج من الصين إلى المكسيك. ونتيجة لذلك، فإن العوامل مواتية في المكسيك عام 2023.
وقد قام صندوق النقد الدولي بمراجعة توقعاته للنمو بالزيادة للناتج المحلي الإجمالي للمكسيك في عام 2023 إلى 1.8٪، صعودًا من 1.7٪ المقدرة في يناير/ كانون الثاني.
وتظل التوقعات لعام 2024 دون تغيير عند 1.6٪. ولدى الحكومة المكسيكية توقعات نمو أكثر تفاؤلاً بنسبة 3٪ لكل من 2023 و2024.
وفيما يتعلق بأسعار الفائدة، قرر البنك المركزي المكسيكي بالإجماع على رفع سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 11.25٪ في اجتماعه في أبريل/ نيسان، ليضفي بعض الاعتدال على سياسة التشدد النقدي التي يتبعها.
والتوقعات بنهاية دورة التشديد يدعمها تباطؤ التضخم. ففي النصف الأول من أبريل/ نيسان، وصلت أسعار المستهلك إلى أدنى مستوى لها في عام ونصف. وبلغ معدل التضخم السنوي العام حتى منتصف أبريل/نيسان 6.2٪.
واختتم تقرير فوربس بالتأكيد على أن الضعف الأخير في الدولار الأمريكي يوفر للمستثمرين الأمريكيين فرصة للاستثمار في الأسواق الخارجية التي تستفيد من انخفاض الدولار، وتحديداً في أوروبا واليابان والمكسيك، وكذلك الهند التي تعد الاقتصاد الرئيسي الأسرع نموًا في العالم.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز