مقهى إثيوبي ينشر الفن.. علبة ألوان مع كل فنجان قهوة
ألم غيتاجو أنشات مقهى يحمل اسمها في وسط العاصمة الإثيوبية يقدم لعشاق الرسم والموسيقى والقراءة مساحة للاسمتاع بالفن وإنتاجه
على أعتابه لا تدري أهو مقهى أم مرسم أم مكتبة، لكن بمجرد دخول المكان تدرك أنه الثلاثة في واحد، إذ تغطي جدرانه لوحات خطتها ريشة صاحبة المقهى، وتتوسطه مكتبات تساعد كل من يحب التثقف على ارتشاف فنجان القهوة بصحبة كتابه المفضل.
"ألم" مقهى بوسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يقف فريدا وسط المقاهي المحيطة، فهو يقدم لرواده الشاي والقهوة مع أوراق الرسم البيضاء وقلم الرصاص وعلبة ألوان، ولمزيد من المتعة تقف بعض المكتبات في وسط وأركان المكان، تسهل الاطلاع وتمضية الوقت.
ألم غيتاجو، صاحبة فكرة المقهى الذي جذب كثيرين من عشاق الرسم والموسيقى والقراءة، وبدأته قبل عامين بهدف نشر الفن وسط المجتمع الإثيوبي وتعريف الزبائن بالفن التشكيلي، الذي تحبه وتعبر من خلاله عن تطلعاتها وآمالها للعالم بجانب الاسترخاء وشرب الشاي والقهوة.
برعت غيتاجو (34 عاما)، من أصحاب الهمم، في فن الرسم ولها لوحات تزين جنبات المقهى، وتقدمت بهذه المبادرة الرائعة لإسعاد زبائنها وتنمية مهارات الرسم لدى المهتمين وأصحاب المواهب.
وعبرت غيتاشو عن فخرها وسعادتها بنجاح فكرة تحويل المقهى، الذي يحمل اسمها ويعني "العالم" باللغة الأمهرية، إلى مكان للفن والرسم والاطلاع والاسترخاء بالاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية التي لا يملها مرتادو المقهى.
وقالت صاحبة المقهى لـ"العين الإخبارية" إن هناك العديد من المقاهي في المنطقة لكنها أرادت أن يتميز المكان بتقديم أوراق الرسم البيضاء والأقلام الرصاص واللوحات المقوسة للرسم بجانب فنجان القهوى وكوب الشاي، موضحة أن أغلب من يقدمون الخدمة بالمقهى لديهم خلفية في مجال الرسم.
وأضافت: "لا نطلب من الزبائن أسعارا أو تكاليف هذه الأدوات والخدمات المميزة فهي مجانية، بهدف توعية المجتمع وتشجيعه على القراءة والرسم بطريقة رائعة وسهلة".
وأوضحت أن المبادرة في بداياتها لم ترق للكثير من الزبائن، فكان هناك نوع من التحفظ نحوها، لكن بعد مرور أشهر من العمل الجاد أصبح أغلب زبائننا يرسمون لوحاتهم الخاصة ويرتادون المقهى بشكل دائم.
وتابعت ألم: "نقدم للزبون الشيء الذي يروق له بعد سؤاله، فإن كان من هواة الرسم نقدم له أدوات الرسم، وإن كان من هواة القراءة نوصله للمكتبة ليأخذ ما يلائم ميوله"، واستطردت: " بهذه الطريقة اكتشفت كثيرين في مجال الرسم، وأصبح لنا زبائن لديهم رسومات ومشاركات جميلة".
ورأت أن المقهى أقيم "من أجل أن نتقاسم الخبرات مع المجتمع حولنا؛ لتعزيز مستوياتهم واهتماماتهم العلمية"، حسب قولها، مشيرة إلى أنها تخطط لإنشاء مركز يحتوي على مقهى ومعرض رسم بعد موافقة الحكومة على منحها قطعة أرض.
المقهى الذي يقع بمنطقة "بولي غرجي" وسط العاصمة، أغلب زبائنه من الشباب ومحبي فن الرسم والقراءة، تديره السيدة ألم من على كرسي آلي لأصحاب الهمم، تتحرك به بين زبائنها وطلابها، إذ تهتم بتعليم الراغبين وأصحاب المواهب في مجال الرسم.
قال سغاي حرجوين لـ"العين الإخبارية": "فكرة تقديم الشاي أو القهوة مع اللوحات البيضاء وكامل أدوات الرسم تأخذك إلى عالم الفن بشكل كامل، وتنسي جميع الهموم والأفكار الأخرى. أراها فكرة رائعة ومبتكرة في إثيوبيا".
وأضاف سغاي، وهو من زبائن المقهى الدائمين: "هنا تفكر فقط كيف ترسم أي فكرة تجول في ذهنك مع شرب قهوتك، وحتى لو لم يمكن لديك أي خلفية عن الرسم فإن أصحاب المقهى يساعدونك في التعلم والاستمتاع بهذا الفن".
فرتونا جبرتنساي، زبونة "ألم"، عبرت عن سعادتها لوجود مقهى بهذه الامتيازات في إثيوبيا، وقالت: "أتردد على هذا المكان باستمرار منذ 6 أشهر، حيث تقضي وقت فراغها مستمتعة بالموسيقى والرسم".
وأوضحت فرتونا لـ"العين الإخبارية"، أنها من محبي الموسيقى وفن الرسم ووجدت هذه الأشياء بمقهى ألم، مضيفة: "وجدت مكاني المناسب ولا أمله حتى لو قضيت كل وقتي هنا حيث تمتزج الموسيقى الكلاسيكية مع فن الرسم".