قصة «Dropbox» الملهمة.. من نسيان USB إلى إمبراطورية بـ4 مليارات دولار

في عالمٍ تسارعت فيه الحاجة إلى حلول مبتكرة لحفظ الملفات والوصول إليها من أي مكان، وُلدت فكرة تأسيس منصة Dropbox لتُحدث تحولًا جذريًا في طريقة تفاعل الأفراد والشركات مع بياناتهم الرقمية.
ولم تكن Dropbox مجرد خدمة تخزين سحابي، بل كانت تجسيدًا لحلم شابين جامعيين أرادا تبسيط العالم الرقمي، وتحقيق قفزة نوعية في مفهوم مشاركة المعلومات، وفيما يلي نسلط الضوء على رحلة تأسيس هذه الخدمة من بدايتها.
فكرة بدأت من محطة قطار
كانت البداية في أحد أيام عام 2007، حينما نسي الطالب الأمريكي درو هيوستن (Drew Houston)، الذي كان حينها طالبا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، محرك "USB" الخاص به بينما كان يستعد لرحلة طويلة في القطار.
ووجد نفسه عاجزًا عن الوصول إلى ملفاته المهمة، فبدأ التفكير في حل تقني يسمح له بالوصول إلى ملفاته من أي مكان دون الحاجة إلى وسائط مادية.
وبينما كان القطار يشق طريقه، كتب هيوستن السطور الأولى من كود برمجي بسيط على جهازه المحمول، وهو ما كان نواة ما سيصبح لاحقًا Dropbox، بحسب ما أفاد موقع "تك كرانش".
تأسيس الشركة رسميًا
وفي أواخر عام 2007، قرر درو هيوستن مشاركة فكرته مع زميله في MIT، أراش فردوسي (Arash Ferdowsi)، الذي انبهر بالفكرة وانضم إليه كشريك مؤسس.
وسويًا، أسسا شركة Dropbox، وسجلاها رسميًا كشركة محدودة المسؤولية (LLC) في مدينة سان فرانسيسكو.
ولاحقًا، قررا تقديم الفكرة إلى برنامج "واي كومبيناتور" (Y Combinator) – وهو حاضنة أعمال ناشئة شهيرة – وتم قبولهما في البرنامج بعد أن أظهرا نموذجًا أوليًا واعدًا.
أول عرض عام للفكرة
وفي مارس/آذار 2008، شاركت Dropbox في فعالية Demo Day التابعة لـY Combinator، حيث قدما عرضًا حيًا للخدمة، مما أثار إعجاب المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال.
ولاحقًا، في يونيو/حزيران 2008، أطلق المؤسسان فيديو ترويجيا بسيطا على موقع Reddit يشرحان فيه مزايا الخدمة.
والمفارقة أن الفيديو ساعد بشكل كبير في نشر المنتج، ما أدى إلى قفزة مفاجئة في عدد المشتركين من بضعة آلاف إلى أكثر من 75,000 مستخدم في يوم واحد.
وفي سبتمبر/أيلول 2008، تم إطلاق النسخة العامة من Dropbox لعامة المستخدمين، وهي لحظة التحول الفعلية من مشروع ناشئ إلى منتج عالمي متاح للجميع.
توسع سريع ونمو استثنائي
وخلال هذه الفترة، شهدت الشركة نموًا مذهلًا في قاعدة المستخدمين، مع إضافة خصائص جديدة مثل المزامنة التلقائية بين الأجهزة ومشاركة الروابط.
وبحلول أواخر عام 2009، تجاوز عدد المستخدمين حاجز 2 مليون، ووصل إلى 25 مليون مستخدم بحلول منتصف عام 2011.
كما حصلت الشركة على عدة جولات تمويل ضخمة، أبرزها جولة تمويل في أكتوبر/تشرين الأول 2011 بقيمة 250 مليون دولار، رفعت قيمة الشركة إلى أكثر من 4 مليارات دولار.
بعد ذلك اتجهت Dropbox نحو القطاع المؤسسي، وأطلقت خدمات مثل Dropbox for Teams عام 2012، والذي تطور لاحقًا إلى Dropbox Business.
ومع دخول عصر العمل عن بعد، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، شهدت Dropbox طلبًا متزايدًا على خدماتها.
وفي 2020، أعلنت الشركة عن استراتيجية "Virtual First"، والتي تعني أن جميع الموظفين سيعملون عن بُعد بشكل دائم.
كما استمرت في تطوير خدماتها مثل Dropbox Paper، وأطلقت أدوات جديدة مثل HelloSign للتوقيع الإلكتروني، مما زاد من قدرتها على خدمة قطاع الأعمال بشكل شامل.
وبحلول عام 2024، بدأت Dropbox بتكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع، عبر أدوات مساعدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تنظيم الملفات، وتلخيص المستندات، واقتراحات ذكية للمستخدمين.
والشركة اليوم تخدم أكثر من 700 مليون مستخدم حول العالم، وتُعد واحدة من أكبر شركات التخزين السحابي إلى جانب Google Drive وMicrosoft OneDrive، لكنها تحافظ على تميزها من حيث البساطة والخصوصية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز