دبي أثبتت للعالم قدرتها على تجاوز تداعيات الأزمة المالية حينها مع تدشين عدد من المشروعات الاستراتيجية الضخمة والعملاقة
لا عجب أن تتصدر دبي عناوين الصحف العالمية، سواء كان الخبر واقعياً أو مفبركاً، فهي المدينة التي اعتلت عرش الإنجازات، وأصبحت تضاهي كبريات المدن في ديناميكيتها العالية وجاذبيتها لقطاع المال والأعمال والاستثمار والسياحة.
وفي المقابل، وكما تقتضي المهنة تلجأ الصحف إلى استخدام أسلوب الإثارة في عناوينها لجذب القراء.. وهل من مادة دسمة مثل دبي؟!
دولة الإمارات العربية المتحدة عامة ودبي على وجه الخصوص تكونت لديها مناعة ضد تلك الحملات المغرضة التي أزعج أصحابها مؤخراً البروز العالمي للدولة كقوة يحسب لها ألف حساب
وهذا ما تستخدمه الصحف العالمية خصوصا البريطانية لاستخدام اسم دبي في عناوينها، حينما يتعلق الأمر بالمنطقة الخليجية لجذب القراء، لما تمثله هذه المدينة من شهرة ومقصد لرجال الأعمال والسياح عالمياً، ووضعت لها بصمة بين كبريات المدن، والمراقب يلاحظ أنها تستقطب معظم الأمريكيين والأوروبيين الذين يقصدونها للسياحة أو للإقامة بها، وهم يمثلون مئات الآلاف بالمقارنة مع منطقة الشرق الأوسط، ولذلك يهمهم تسليط الضوء عليها، كما أن لها ارتباطا أسريا مع عوائلهم فيها.
صحيح أن الإثارة المبنية على معلومات مغلوطة تتنافى مع أخلاقيات المهنة وتعمل على تشويه السمعة، كما فعل عدد من الصحف البريطانية، إلا أن ذلك لا ينفي عن دبي صفتها الاستثنائية التي جعلت منها نموذجاً في التحدي.
فدبي أثبتت للعالم قدرتها على تجاوز تداعيات الأزمة المالية حينها مع تدشين عدد من المشروعات الاستراتيجية الضخمة والعملاقة، ففي مطلع ٢٠١٠ افتتحت أعلى ناطحة سحاب على وجه الأرض.
وسبقها قبل نهاية ٢٠٠٩ قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتدشين الخط الأحمر من مترو دبي الذي كان يعد التحدي الأكبر في ذلك الوقت، مؤكداً سموه حينها أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ماضية في مواجهة التحديات، وهي أهل للتحدي وقادرة على تحقيق النجاح تلو النجاح في مختلف قطاعات التنمية والتحديث.
وبين ذلك وذاك، احتفت المدينة العالمية باكتشاف حقل جليلة النفطي لتعلن عودة مسارها القوي نحو تعزيز التنمية الشاملة في الإمارة مدعوماً بزيادة الإنتاج النفطي.. وتبعتها الإنجازات تلو الإنجازات على مختلف الصعد.
وكما هو معروف، فإن دبي مقصد السياح من مختلف دول العالم، ومن البديهي أن تستهدف في خاصرة نجاحها، وأن يقترن أي وضع وأزمة في المنطقة باسم دبي اللامع كإشارة إلى المحيط جغرافياً وليس هي بعينها.
ولعلني هنا أذكر ببعض الحقائق اللامعة لمسيرة النمو في دبي، فوسط تعدد مناطق الجذب فيها سجل إجمالي عدد السياح الأجانب الوافدين إلى الإمارة خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2019 ارتفاعا بنسبة 2.3%، إذ ارتفع بنحو 260.000، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018.
وعقارياً وحسب الفاعلين الكبار في هذا القطاع ترتفع مستويات التفاؤل والثقة لدى جميع الأطراف مع إصدار القرارات والمحفزات والقوانين التي أعلنت عنها حكومة دبي منذ بداية عام ٢٠١٩، إذ بلغت صفقات العقارات منذ بداية العام 77 مليار درهم.
وبطبيعة الحال دائماً، هناك بالمرصاد أعداء النجاح ممن يطلقون الشائعات على شكل أخبار وتقارير وصور من خلال الصحف والقنوات ووسائل التواصل الرقمية، ومع تكرار نشر تلك الأكاذيب يتضرر الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في أي مجتمع، وتدخل الدول أو المدن في حرب نفسية تتطلب تضافر الجهود والتشريعات لمواجهتها بشكل علمي وعملي بين كل الأطراف المعنية برسم السياسات والأكاديميين المختصين بعلم الاجتماع والنفس والأنثروبولوجيا وكذلك رجالات الإعلام ووسائلها الرسمية والمؤثرة.
وخلاصة القول أن دولة الإمارات العربية المتحدة عامة ودبي على وجه الخصوص تكونت لديها مناعة ضد تلك الحملات المغرضة التي أزعج أصحابها مؤخراً البروز العالمي للدولة كقوة يحسب لها ألف حساب، فنُشرت المقالات الكاذبة والمفبركة التي لم تكتفِ بجبل علي والأمن السيبراني والحقوق وغيرها، بل حاولت أن تطال الرموز الوطنية والقادة في إفلاس واضح من تلك الجهات التي لا تخفي أحقادها ومطامعها المشوهة والمتطرفة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة