كيف يساعد "التسعير الديناميكي" للغذاء في منع تغير المناخ؟ (مقابلة)
بينما تكتسب سياسات حظر النفايات العضوية والسماد العضوي شعبية، كأداة للتخلص من الأطعمة التالفة، وجدت دراسة جديدة من كلية رادي للإدارة بجامعة كاليفورنيا بسان دييغو، أن "التسعير الديناميكي" يمكن أن يكون الطريقة الأكثر فاعلية لسلاسل البقالة.
وذلك لإبقاء المواد سريعة التلف بعيدا عن مدافن النفايات، مما يقلل من هدر الطعام بنسبة 21% أو أكثر.
وأثناء التحلل، تطلق النفايات العضوية غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة القوية، وعلى الصعيد العالمي، تطلق مخلفات الطعام ما يصل إلى 10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي لفت انتباه المشرعين الذين يعملون على إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي العام الماضي، أطلقت ولاية كاليفورنيا برنامج سماد سكني للاستفادة من مخلفات الطعام.
ويأتي أكثر من 10% من نفايات الطعام من تجار البقالة بالتجزئة الذين يتخلصون من فائض المواد سريعة التلف بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها، غير أن التسعير الديناميكي يساعد في تقليل تلك النسبة، وبالتالي نتخلص من مشكلة انبعاثات غاز الميثان أثناء تحلل الطعام التالف.. فماذا يعني التسعير الديناميكي.. وهل يحقق مزايا اقتصادية للبائع؟.. وهل يمكن أن تتدخل الدولة بقرارات ملزمة لتنفيذه؟.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها د.روبرت ساندرز، أستاذ مساعد التسويق والتحليلات بكلية رادي للإدارة في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، والباحث الرئيسي بالدراسة.
ماذا يعني "التسعير الديناميكي"؟
التسعير الديناميكي، يمكن للبائعين من خلاله تغيير سعر الطعام عدة مرات في اليوم، مقارنة بالأسعار الثابتة التي يكون فيها للمنتجات نفس السعر طوال اليوم، عادةً من لحظة وصولها على الرف حتى انتهاء صلاحيتها.
إذا كان هذا "التسعير الديناميكي" يحقق فوائد للبيئة، كما كشفت دراستكم، فهل يحقق فوائد اقتصادية للبائع؟
نعم ، لقد أفاد البائع، فهذا النمط يساعد في ارتفاع هوامش الربح الإجمالي بنسبة 3%.
كيف يمكن إقناع البائعين بتطبيق التسعير الديناميكي؟
هذا سؤال رائع، ولدي ورقة بحثية أعمل عليها تحاول الإجابة على هذا السؤال، فنحن نريد في هذه الورقة معرفة لماذا لا نرى أسعارا أكثر ديناميكية في متاجر البقالة الأمريكية؟، وبعد العمل مع العديد من تجار التجزئة وحلول التسعير، فإن تفسيرنا الجديد هو أن الرموز الشريطية القياسية (الباركود) التي لا تتبع تواريخ انتهاء الصلاحية، تجعل تجار التجزئة في البقالة يفتقرون إلى بيانات المخزون في الوقت الفعلي والجودة لتنفيذ التسعير الديناميكي، وتوجد رموز شريطية أفضل، ولكن قد يكون من الصعب تغيير معايير الصناعة وقد تستغرق سنوات، ويمكن أن يوفر التحول إلى أفضل الرموز الشريطية فوائد كبيرة ليس فقط لتجار التجزئة، ولكن للمناخ أيضا، وتوضح ورقة العمل الخاصة بنا (التي لم تتم مراجعتها بعد) هذا الأمر من الناحية النظرية والتطبيقية.
هل يمكن للدولة التدخل بقرارات ملزمة لإلزام البائعين بتسعير ديناميكي يحقق أهدافًا بيئية؟
ربما لا، ليس لأن التنفيذ سيكون صعبًا، ولكن نظرًا لأن تبني التسعير الديناميكي أمر مربح، وبالتالي، الدولة ليست مضطرة إلى فعل الكثير للمساعدة في التنسيق بين تجار التجزئة لتبنيه.
برأيك، هل يؤثر المستوى الثقافي والاقتصادي للمستهلكين على قبول سياسة التسعير الديناميكية؟
لا أعتقد أن الثقافة تفسر حقًا سبب عدم رؤيتنا لتسعير أكثر ديناميكية، فالجميع يحب الخصم الجيد، وإذا تم تأطير المسألة بشكل صحيح، فلن يكون لها أي ارتباطات سلبية.
ماذا تتوقع من قمة المناخ "COP 28" للمساهمة في لفت الانتباه إلى خطورة التغير المناخي، وما هي رسالتك إلى القادة الذين سيشاركون في القمة؟
أتوقع أن نسمع دعوات للعمل، وتعهدات، وبعض المحاولات لنرى كيف يتم تنفيذ تلك التعهدات، ما أود أن أسمعه هو تقييم صادق للسياسات الناجحة، كما أود أيضا أن أسمع أفكارًا جديدة ومبتكرة، وتتمثل رسالتي للمشاركين، هي التفكير في تحفيز تجار التجزئة على اعتماد رموز شريطية موسعة تتعقب تواريخ انتهاء الصلاحية، حتى يتمكنوا من دمج التسعير الديناميكي في أنظمة نقاط البيع الخاصة بهم وجعل هذه الممارسة تعمل وتصبح أكثر انتشارا، فالجميع فائز من تطبيقها، حيث سيفوز المستهلكون، ويفوز تجار التجزئة، والأهم من ذلك، أن المجتمع سيفوز.