طائرة سلاح الجو الأمريكي «إي-7».. هل تولد متهالكة قبل أن تُحلق؟

رغم عدم تسلم سلاح الجو الأمريكي طائرة إي-7 ويدجتيل، فإن الجدل حول مصيرها بدأ يُثار قبل أن تلمس عجلاتها مدارج العسكرية.
ووفقا لمجلة ناشيونال إنترست، تُوصف هذه الطائرة بأنها "جسر تكنولوجي" مؤقت، يُفترض أن تعبر به الولايات المتحدة نحو عصر المنصات الفضائية المُتوقع هيمنتها بحلول ثلاثينيات القرن الحالي.
هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان مصير طائرة إس آر-71 بلاكبيرد الشهيرة، التي أُحيلت للتقاعد في تسعينيات القرن الماضي بعد أن تفوقت الأقمار الاصطناعية على قدراتها الاستخباراتية، رغم تفردها بسرعات خارقة.
واليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه مع الـ"إي-7"، لكن بتعقيدات أكبر في عصر يتسم بالحرب الإلكترونية والتهديدات متعددة الأبعاد.
الأزمة التي أنتجت الحل المؤقت: تراجع أسطول إي-3 سنتري
بدأت قصة إي-7 كرد فعل عاجل لأزمة عملياتية طاحنة في سلاح الجو الأمريكي؛ إذ تعاني طائرات إي-3 سنتري إيواكس، التي تقوم بمهام الإنذار المبكر منذ سبعينيات القرن الماضي، من شيخوخة تكنولوجية ومادية كارثية.
يعود تصميمها إلى هيكل طائرة بوينغ 707 التجارية التي طُرحت في الخمسينيات، ما يجعلها أشبه بـ"تحفة متحفية" في سماء القرن الحادي والعشرين.
وتكشف وثائق سلاح الجو عن حقائق مذهلة، بدءا من تكاليف الصيانة الباهظة، إذ تستهلك الـ"إي-3" قرابة 40 ساعة صيانة مقابل كل ساعة طيران، وفق تقارير رسمية. إضافة إلى نقص قطع الغيار، حيث توقف إنتاج العديد من مكوناتها، ما اضطر الفنيين لاستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد لتصنيع قطع بديلة. وكذلك عجز أنظمتها عن مواكبة تهديدات الحرب الإلكترونية الحديثة والصواريخ فائقة السرعة.
هذا التدهور دفع البنتاغون لاعتماد خطة طوارئ لتسريع إنتاج الـ إي-7، مع تخصيص 2.56 مليار دولار لتسليم أول طائرتين في 2028، وهدف نهائي بالحصول على 26 طائرة، رغم أن العدد لا يمثل سوى 76% من أسطول الـ إي-3 السابق. لكن حتى هذا الحل المؤقت يحمل تناقضات، فالتسرع في التطوير أدى إلى إهمال دمج تقنيات حديثة، مما يجعل الطائرة "عجوزًا قبل أن تولد".
ترقيات عكسية: إصلاح ما لم يُكتمل
اللافت في قصة الـ"إي-7" هو سعي سلاح الجو لترقيتها قبل دخولها الخدمة، في خطوة تُشبه "تغيير إطارات سيارة في أثناء صنعها". فخلال التطوير، تم تجاهل تقنيات ناشئة لضمان الإسراع بالإنتاج، لكن المتطلبات المتغيرة فرضت إعادة النظر. وتشمل قائمة التحديثات المطلوبة:
- رادار MESA (رادار المصفوفة الممسوحة إلكترونيًا متعدد الأدوار) متعدد المهام الذي يشكل العصب الرئيسي للطائرة، لكنه يحتاج لتعزيز مداه وقدرته على تمييز الأهداف في البيئات المشوشة.
- أجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء.
- تدابير الدعم الإلكتروني (ESM).
- الحماية الذاتية للحرب الإلكترونية (EWSP).
- تكنولوجيا شبكة الاستهداف التكتيكي (TTNT).
- مضخم الصوت عالي القدرة Link 16.
- نظام الاتصال المشترك بين الاستخبارات العالمية (JWICS).
- تحديد هوية القتال.
- رابط البيانات التكتيكي من الجيل التالي (TDL).
- قدرات ربط بيانات الصواريخ المتقدمة.
بمعنى آخر، تسعى القوات الجوية إلى تحسين أو استبدال جميع المعدات المتخصصة تقريبًا المتعلقة بدور الإنذار المبكر المحمول جوًا لطائرة E-7.
وقد طلبت القوات الجوية طائرتين من طراز إي-7 للتسليم في السنة المالية 2028، بموجب عقد بقيمة 2.56 مليار دولار.
وفي المجمل، فإنه من المتوقع أن تقبل القوات الجوية تسلم 26 طائرة من طراز إي-7، وهو عدد أقل بكثير من 34 طائرة من طراز إي-3 التي كانت تستخدمها سابقًا. ومع ذلك، يُعد هذا قفزة نوعية عن قدرات القوات الجوية الحالية: اليوم، لا تزال 16 طائرة فقط من طراز إي-3 في الخدمة.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4xMzIg جزيرة ام اند امز