ابن سينا.. أول من تحدث عن علاج السرطان بكشفه المبكر

أحد العلماء البارزين الذين جمعوا بين الطب والفلسفة، عبر بسيرته حدود "بخارى" مسقط رأسه، حتى إن الغربيين أطلقوا عليه "أمير الأطباء".

"المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه".. واحدة من أقوال العالم الإسلامي الكبير أبو علي الحسين بن عبدالله بن سينا، المعروف بـ"ابن سينا"، وهو قول يشي بكثير من ملامح المثابرة التي ارتبطت بسيرة العالم الكبير. 

• الفارابي.. ساكن البساتين الذي فاضت سيرته علما وفلسفة

"ابن سينا" أحد العلماء البارزين الذين جمعوا بين الطب والفلسفة، وعبر بسيرته حدود "بخارى" في أوزبكستان مسقط رأسه، حتى إن الغربيين أطلقوا عليه "أمير الأطباء" و"أبو الطب الحديث في العصور الوسطى"، فهو أول من وضع مؤلفات في علم الطب في التاريخ مقتفيا نهج أبقراط وجالينوس.

يعد ابن سينا ، مواليد 370 هـ (980م)، من أبرز العلماء المسلمين الذين وضعوا مؤلفات في شتى المجالات وليس الطب فقط، ويشار إلى أن مجموع مؤلفاته وحده جاوزت 200 كتاب، في مجالات العلوم العلمية والعلوم النظرية والرياضيات والفلسفة وحتى الموسيقى، إلا أن مشروعه في الطب كان عابرا لحدود العقل آنذاك.

فكتابه "القانون" على سبيل المثال واحد من دُرر كتب الطب والدواء في التاريخ، وظل مرجعا طبيا رئيسيا لأكثر من 7 قرون متتالية، جمع فيه ما عرفه الطب القديم من نظريات، وما ابتكره هو من جديد، وجمع فيه كذلك أكثر من 760 عقارا مع أسماء النباتات التي يستحضر منها العقار.

اقتفى ابن سينا أثر اليوناني "أبقراط" ولكنه كان تتبعا لا يفتقر للتحليل والبحث، فكان العالم الإسلامي ابن سينا أول من تحدث عن وجوب التصدي لعلاج السرطان، وكان صاحب نظرية "السرطان إذا استؤصل في أول أعراضه شفي المريض منه"، في الوقت الذي كان أبو الطب أبقراط يتحدث عن وجوب الامتناع عن علاجه.

أبحر ابن سينا في الطب كما لم يبحر غيره، فله أبحاث عن السكتة الدماغية، والتهاب السحايا، والسل الرئوي، ومغص الكلى ومغص المثانة، وكيفية استخراج الحصاة منهما، علاوة على درس الحواس وبين ارتباطها ومكانها في الدماغ، كما استفاض في دراسة العين وكيفية الإبصار والرؤية معتمدا في أبحاثه على الملاحظة الدقيقة، والمشاهدة، والاستطلاع والتحليل والوصف والمنطق.

كان "ابن سينا" مؤمنا بنص حديثه أن "العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها"، وملأ العصر الذي زامنه في أواخر القرن الرابع الهجري وبدايات القرن الخامس من الهجرة بإضاءات علمية لافتة، جعلت من حوله يطلقون عليه "الشيخ الرئيس" حتى وافته المنية وتوفي في همدان سنة 427 هـ (1037م).