التعليم يدخل قائمة ضحايا المناخ.. ماذا سيفعل العالم لإنقاذ الأطفال؟
أكد تقرير جديد نشرته اليونسكو أن تأثير التغير المناخي يؤدي بشكل متزايد إلى تعطيل أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم، مما يؤثر على النتائج الأكاديمية ويهدد بتراجع عقود من التقدم.
وتعد التأثيرات المرتبطة بالمناخ مثل الحرارة وحرائق الغابات والعواصف والفيضانات والجفاف والأمراض وارتفاع منسوب مياه البحر من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر على التعليم، وفقا لتقرير رصد التعليم العالمي لعام 2024.
ويصف تقرير اليونيسكو الوضع بالرهيب بشكل خاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث أصبح إغلاق المدارس بسبب المناخ حدثا سنويا، مما يزيد من خطر فقدان التعلم وارتفاع معدلات الرسوب.
كوارث طبيعية تدفع التعليم للخلف
وكشفت دراسة طويلة المدى ضمن التقرير أنه على مدى العقدين الماضيين، تم إغلاق المدارس خلال 75% من الظواهر الجوية المتطرفة، مما أثر على أكثر من 5 ملايين شخص من طلبة ومعلمين وأفراد ذوي صلة بالقطاع التعليمي.
ولم تؤد الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الفيضانات والأعاصير، إلى مقتل الطلاب والمعلمين فحسب، بل أدت أيضًا إلى إلحاق الضرر بالمدارس أو تدميرها.
وفي أعقاب فيضانات عام 2013 في جاكرتا تعطلت إمكانية الوصول إلى المدارس بشدة، حيث تم استخدام المدارس كملاجئ للطوارئ، وتم إغلاق بعضها بسبب الأضرار.
وقال التقرير إنه في عام 2019، دمر إعصار إيداي نظام التعليم في موزمبيق من خلال تدمير 3400 فصل دراسي وحرمان 305000 طفل من التعليم.
وكشف تقييم أجراه البنك الدولي في عام 2021 لأكثر من 6000 مبنى مدرسي في ساموا وتونغا وفانواتو عن أن 50 إلى 90% من المباني قد لا تصمد أمام أعاصير أو زلازل قوية.
ارتفاع الحرارة يؤثر على جودة التعليم
التقرير أوضح أيضا أن التعرض للحرارة له آثار سلبية كبيرة على النتائج التعليمية.
ووجدت دراسة تربط بين بيانات التعداد السكاني والمناخ من 29 دولة بين عامي 1969 و2012 أن درجات الحرارة الأعلى من المتوسط خلال مراحل ما قبل الولادة ومراحل الحياة المبكرة للأطفال ارتبطت بعدد من سنوات الدراسة، خاصة في جنوب شرق آسيا.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لدرجات حرارة تزيد عن المتوسط حصلوا على فترة دراسية أقل بـ1.5 سنة مقارنة بأولئك الذين تعرضوا لدرجات حرارة متوسطة.
كما أثرت درجات الحرارة المرتفعة على الأداء التعليمي في الصين، مما أدى إلى انخفاض معدلات التخرج من المدارس الثانوية والالتحاق بالجامعات.
وفي الولايات المتحدة أدت زيادة درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة في العام الدراسي دون وجود وسائل تبريد إلى انخفاض نتائج الاختبارات بنسبة 1%، الأمر الذي أثر بشكل غير متناسب على الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين، ويمثل نحو 5% من فجوة التحصيل العرقي.
وأوضحت الإحصائية أن ما يقرب من نصف المناطق التعليمية العامة في الولايات المتحدة تحتاج إلى تحديث أو استبدال أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء المتعددة.
تأثير تقلب الأمطار على أطفال جنوب آسيا
ويؤثر تقلب الأمطار، خاصة خلال الفيضانات، سلباً على التعليم بحسب تقرير اليونيسكو.
وأظهر تحليل فيضانات عام 2010 في باكستان أن احتمالات التحاق الأطفال والمراهقين في المناطق التي غمرتها الفيضانات بالمدارس خلال فترة الفيضانات كانت أقل بنسبة 4% مقارنة بأقرانهم في المناطق التي لم تغمرها الفيضانات.
ولوحظت آثار طويلة الأجل لانخفاض هطول الأمطار على إكمال الدراسة الابتدائية في 10 بلدان أفريقية، حيث أدت 6 أشهر من الجفاف إلى انخفاض معدلات إتمام الدراسة بنسبة 6.4%.
وأشار التقرير إلى أنه في الهند أثرت زيادة وتيرة هطول الأمطار خلال العمر المبكرة للأطفال على تنمية المفردات والمهارات غير المعرفية، مع آثار أكثر خطورة على الأولاد والأطفال من آباء أقل تعليما.
ووجد تحليل للكوارث التي تعرض لها أكثر من 140 ألف طفل في 7 دول آسيوية في وقت مبكر من حياتهم، وجود ارتباط سلبي بين هذه الكوارث وفرص الالتحاق بالمدارس، خاصة بالنسبة للبنين، ومع تعلم مهارات علوم الرياضيات، خاصة بالنسبة للفتيات، عند وصولهن إلى سن 13 إلى 14 عاما.
خطط للتخفيف من تأثير المناخ على التعليم
وشدد التقرير، الذي نقل هذه التفاصيل منه موقع "بيزنس ستاندرد"، على أن معالجة الآثار المباشرة وغير المباشرة للاضطرابات المرتبطة بتغير المناخ تتطلب اتباع نهج شامل للتكيف مع المناخ.
ويشمل ذلك التخطيط المنسق عبر قطاعات متعددة، وإصلاح المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين، ورفع مستوى الوعي المجتمعي ومشاركته.
وسلط التقرير الضوء على الطلب المتزايد على تعزيز مرونة البنية التحتية المدرسية لتحمل آثار تغير المناخ والتكيف معها، وقال إن الجهود الحالية "غير كافية".
aXA6IDE4LjExNy4xNDEuNjkg جزيرة ام اند امز