"النفير العام".. مشروع تآمري للإخوان أفشله الأمن المصري
المشروع الإخواني هدف إلى إدخال عوام الإخوان في التنظيم لتنفيذ عمليات إرهابية في القاهرة والإسكندرية.
أجمع خبراء ومختصون في شؤون الحركات الإسلامية أن قوات الأمن المصرية نجحت في القضاء على خطة "النفير العام" التي كان ينتهجها تنظيم الإخوان الإرهابي، مشددين في الوقت نفسه إلى أن المواجاهات الحالية ضد ما هو أخطر وهو "الكتائب الإلكترونية".
ونجحت الأجهزة الأمنية المصرية في الكشف عن بنود مشروع تآمرى أعده تنظيم الإخوان يحمل اسم "النفير العام"، لإدارة قواعده في الفترة من منتصف مارس/آذار 2016، ومراحل تأسيس الجناح المسلح بقيادة محمد كمال، الذي تولى زعامة لجان العمليات النوعية لكنه قتل في مداهمة أمنية، وفقا لتقارير صحفية نشرتها صحيفة اليوم السابع المصرية.
وحسب التقارير فإن دور محمد كمال كان في إعادة ترتيب صفوف الإخوان، واستبدال التنظيم الخاص بلجان العمليات النوعية، كما أن الأمن المصري رصد أدق التفاصيل الخاصة بتنظيم العمل المسلح في محافظتي القاهرة والإسكندرية.
وتقول تقارير الأمن الوطني إن القيادي محمد كمال اضطلع في تكوين خلايا تعمل بشكل عنقودي في البداية بالعاصمة القاهرة والإسكندرية، شمال مصر، وكلف باعتباره زعيم الجناح المسلح، مسؤولي المكتب الإداري بمحافظة الإسكندرية بتنفيذ المخطط.
وبدأ محمد كمال التأسيس لجناح مسلح أكثر تطورا لمواكبة خطاب التنظيم، باستحداث لجنة استخباراتية تقوم بعدة مهام عدائية، في مقدمتها تجنيد عناصر من الموظفيين الحكوميين داخل المؤسسات والمنشآت المهمة والحيوية في مصر.
النفير العام.. خطة إخوانية لم تكتمل
وأوضح مختار نوح، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن "النفير العام" مصطلح إخواني قديم يقصد به نشاط الكتائب التي تتولى التدريب العسكري لعناصر إخوانية كل 3 أشهر، كي يكونوا على استعداد للمعارك التي يقررون خوضها ضد النظام والمجتمع الذي يكفرونه، وفق إيديولوجيتهم، خاصة أن هذا التنظيم يتبنى هذا الفكر وأعمدته من القطبيين.
وقال نوح إن بداية هذا المشروع التآمري كان مع محمد كمال، الذي أراد أن يدخل أفرادا من "عوام الإخوان" الذين لا ينتمون للتنظيم الخاص، وحاول التخطيط لتنفيذ عدة عمليات إرهابية غير أن الخطة لم تكتمل، حين قام الأمن بتصفية بعض تلك العناصر المسلحة خلال مقاومتهم أثناء القبض عليهم.
ويرى نوح أن "النفير العام ما هي إلا خطة إخوانية لم تكتمل، كما أنها فشلت بمقتل محمد كمال لأن التنظيم الخاص لم يكن راضيا عنها، فضلًا عن أن العناصر التي اتبعت كمال في خطته كانت أعدادها محدودة وكان ينقصها التسليح الكامل".
أما أحمد بان، المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، فقال إن خطة "النفير العام" كانت ضمن أفكار انتابت "مجموعة محمد كمال" وتصور معها إمكانية تعبئة كل طاقات الإسلامجية تحت عنوان واحد، وهو ما لم يكتمل وانتهى بمقتله، حتى المجموعات التي انتهجت العمل النوعي من بعده استطاع الأمن أن ينهيها قبل بدايتها.
وأوضح بان أن "خطة النفير العام لم يعد لها وجود كما لم يعد لها صدى داخل الأوساط المتطرفة أو الإخوان، الذين تشرذموا لحركات مثل العقاب الثوري وغيرها".
ضربات أمنية قاضية لإرهاب الإخوان
"ضربات أمنية قاضية وموجعة".. بتلك العبارة وصف المحلل مختار نوح ما حدث للعناصر الإخوانية التي اتبعت الفكر القطبي، قائلًا: عند موته تفرق كل من كان معه بعدما تبين لهم خطورة الأمر، وأن الأجهزة الأمنية لن تتركهم يفكرون في إرهاب الناس، بل إنها تقوم بضربات أمنية قاضية وموجعة وتصفي كل من يقاوم بالسلاح.
ويتابع نوح: انتهت خطة النفير العام قبل أن تبدأ واستبدلتها العناصر الإخوانية بعملياتها المتفرقة الفاشلة، وانكشفت كل مجموعة تحاول اللجوء للعمل المسلح المنفرد، فأصبح عموم الإخوان إما في انقسام أو اختلاف، والجميع في حالة تشرذم الآن، سواء من هم في السجون أو هربوا للخارج وثبتت عليهم قضايا قتل وارتكاب أعمال عنف وتحريض".
وكانت التقارير الأمنية كشفت أن قيادات جماعة الإخوان الهاربين خارج البلاد عقدوا اجتماعا سريا رصده الأمن الوطني منتصف مارس/آذار 2016، في أعقاب ضبط العديد من كوادر التنظيم النشطة داخل مصر، وإحالة البعض منهم في قضايا العنف والإرهاب للمحاكمات الجنائية، واتفقوا على تعديل المنهج الدعوي والتربوي لأعضاء التنظيم ليتناسب مع طبيعة المرحلة التي يمر بها التنظيم، وفق ما نشرته اليوم السابع.
ووفقا لنتائج رصد اجتماع قيادات التنظيم خارج مصر اتخذت الكوادر مسارا جديدا لوضع فرضيات العمل المسلح وتعميمها على قواعد الجماعة داخل مصر بشكل معلن، تحت اسم الجهاد وإقامة الحكم الإسلامي، حيث كانت تمارس عناصره الأنشطة العدائية وسط تنصل التنظيم من العمليات الإرهابية.
- مخطط التوسع الإخواني.. محاولة لتضميد الجراح تغذيها أطماع اقتصادية
- مصر.. تفاصيل شبكة تخابر الإخوان لصالح تركيا بأموال قطر
واتفقوا على تحقيق هدف استراتيجي تتلاقى فيه أهداف كل التنظيمات الإرهابية المتحالفة مع الإخوان، المتمثل في إشاعة الفوضى بالبلاد، وتنفيذ عمليات اغتيال لضباط الجيش والشرطة ورجال القضاء، بدعوى أنها أعمال تستهدف إسقاط النظام القائم وإقامة ما يسمى "الدولة الإسلامية" بالبلاد لخداع أنصار التنظيم.
الكتائب الإلكترونية.. حيلة بائسة
ومع كشف مخطط النفير العام ووأده سعى عناصر الإخوان للحفاظ على حيلة الكتائب الإلكترونية، من خلال اللجان الإخوانية التي تمتلك عددا من الصفحات والحسابات المزيفة من أجل نشر الشائعات.
ويعلق أحمد بان، قائلاً :"في رأيي حرب الشائعات نهج إخواني مكمل لفكرة العمل المسلح، على الرغم من أن من يراهن عليه في الأساس هم جبهة محمود عزت وليس أتباع محمد كمال، لكنها حيل ومسارات بائسة تنتهي بالفشل".
ويتابع بان: عوام الإخوان يدركون حاليا صعوبة القيام بالعمل المسلح، فيستمر البعض في سلاحه التكميلي من نشر الشائعات بينما ترى الغالبية ممارسة الانتظار، سواء لحل أزمة القيادة داخل التنظيم أو متابعة التغييرات السياسية التي يتأملون في انتهاز الفرصة آملا في الخلافة المزعومة.
والأسبوع الماضي، أصدرت الحكومة المصرية بيانًا فندت فيه الشائعات وأظهرت حقيقتها، كما وجه رئيس الحكومة المهندس مصطفى مدبولي متحدثي الوزارات بضرورة التواصل مع مختلف وسائل الإعلام، لبث الحقائق التي تهزم الشائعات، مشددا على أن إظهار الإنجازات التي تقوم بها الدولة من شأنه أن تطمئن المواطن على ما يتم تنفيذه على أرض الواقع.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA= جزيرة ام اند امز