كيف نحمي مصابي كورونا من التنمر؟
المنظمات الدولية المعنية بشؤون الصحة حذرت من تفاقم الوباء نتيجة إخفاء المصابين إصابتهم خوفا من قسوة النظرة الاجتماعية
لا تنحصر خطورة فيروس كورونا في سهولة انتقاله وسرعة الانتشار فقط، بل تمتد إلى نظرة بعض الأشخاص السلبية إلى الحالات المصابة بالفيروس التي قد تصل إلى حد "التنمر".
ورغم تأكيد الأبحاث العلمية أن كورونا يصيب الكل دون تمييز، يلجأ البعض إلى إخفاء إصابته أو إصابة فرد من أسرته بالفيروس، تجنبا للوصم الاجتماعي الذي يتعرض له حتى بعد التعافي.
وحذرت المنظمات الدولية المعنية بشؤون الصحة من تفاقم الوباء الذي أصاب نحو 211 دولة حول العالم، نتيجة إخفاء المصابين إصابتهم خوفا من قسوة النظرة الاجتماعية لهم.
وفي حملتها التوعوية ضد كورونا، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن الوصم الاجتماعي يزيد من الرعب لتفاقم حالات الإصابة نتيجة إخفاء البعض إصابته.
غياب الوعي
وعن أسباب النظرة السلبية لمصابي كورونا، تقول أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس (حكومية) الدكتورة سامية خضر إن غياب الوعي لدى الكثيرين بخطورة الفيروس وأعراضه وطرق انتقاله يصبح كلمة السر وراء حالات التنمر التي شهدتها بعض المجتمعات عقب تفشي الفيروس.
وقالت خضر لـ"العين الإخبارية" إن حملات التوعية التي تحرص الجهات المعنية على نشرها حول كورونا، ربما لا تناسب جميع شرائح المجتمعات باختلاف ثقافتها والمستوى التعليمي، منوهة بغياب نقطة التواصل بين الحملات والجمهور المستهدف.
واعتبرت خبيرة علم الاجتماع المصرية أن قنوات بث حملات التوعية لا بد ألا تختصر على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل تشمل قنوات التلفاز الإخبارية والترفيهية والرياضية، لضمان وصول الرسالة إلى جميع الأعمار والفئات في المجتمع.
حالات تنمر
وخلال الفترة الماضية، شهد عدد من دول العالم حالات تنمر جراء انتشار فيروس كورونا، وتعرض طالب من سنغافورة لهجوم في أحد شوارع لندن، تحت مبرر أنه مصاب بفيروس كورونا.
وبمجرد إعلان أول حالة مصابة في نيوزيلندا، حذرت الصحة العامة من التنمر ضد المصاب وأسرته، مؤكدة أن هذه السلوكيات تدفع المصابين إلى إخفاء مرضهم، ما يعرض الجميع للخطر.
وفي مصر، أمرت النيابة العامة بحبس 4 أشخاص لاتهامهم بالتمييز بين الأفراد، بعد رصد واقعة تعرض آسيوي لسخرية من جانب سائق تاكسي، وادعائه أن الراكب مصاب بفيروس كورونا وأجبره على النزول من السيارة، ما تسبب في حالة من الهلع بين المارة.
وأشارت خضر إلى أن نحو 30% من المصريين لا يجيدون القراءة والكتابة، ما يحتم على الدولة المصرية إعادة صياغة الحملات التوعوية عن الفيروس بطريقة تلائم هذه الشريحة، وعرض طرق الوقاية والتعامل مع الحالات المصابة عبر فيديوهات مصورة أكثر جذبا للانتباه.
وأضافت: "أثناء الحجر الصحي يبحث الكثيرون عن مشاهدة المادة الترفيهية والابتعاد عن الأخبار، لذا يجب تسخير جميع القنوات الإذاعية والتلفزيونية إلى بث أخبار وتطورات الأزمة الحالية"، مشددة على أهمية توحيد الرسالة الإعلامية والابتعاد عن المنافسة.
وعن الجهات المنوط به لمواجهة "التنمر"، ترى أستاذ علم الاجتماع أن الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية يقع عليها العبء الأكبر لمحاربة الظواهر الاجتماعية السلبية التي تنجم عن غياب المعلومات الصحيحة حول طرق انتقال المرض.
وأكدت أن مضمون مبادرات التوعية يجب أن يحتوي على خطورة نتائج الوصم الاجتماعي على زيادة حالات الإصابة وانتشار الفيروس.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، أطلقت السلطات المصرية عدة حملات توعوية عبر معالمها السياحية، للتشجيع على البقاء في المنزل، منعا من تفشي كورونا.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg
جزيرة ام اند امز