رفعت مصر راية السلام العالمي في العام الماضي، معلنة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وتتفرج على ما يحدث حولها ويؤثر فيها وفي جيرانها.
في شرم الشيخ مدينة السلام اجتمع 5 آلاف شخص من حول العالم إيماناً منهم بفكرة تم الإعلان عنها في مصر، وما حضور هذا العدد الضخم من الشباب في توقيت واحد إلا دليل على أن هذه الفكرة تستحق الدعم بالانخراط فيها وجعلها مناسبة يصبو إليها كل محب للسلام.
رفعت مصر راية السلام العالمي في العام الماضي، معلنة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وتتفرج على ما يحدث حولها ويؤثر فيها وفي جيرانها وفي أمن وسلام الكوكب.
المنتدى والمنتديات الإقليمية التي سبقته في الإمارات والسعودية والبحرين والأردن هي أفضل وسيلة لاستشراف المستقبل والاستعداد له بأفكار وخطط ورؤى عشرية وخمسية العقود، لذا فإنه من الضروري الاستمرار في إقامتها وتكرارها في دول أخرى.
سيقول قائل هنا أو هناك ما الذي يمكن لمصر أن تفعله للعالم في أيام معدودات مرة كل عام.. وهل سيستجيب العالم لما تنادي به مصر أو سيتم اقتراحه في مصر؟
في الحقيقة يكفي مصر فخراً أنها تبنت هذ الفكرة المذهلة التي من خلالها سيتاح لكل صاحب فكرة أن يستفيد من هذه المنصة العالمية لإيصال صوته وفكرته للعالم وقادته، حيث ما عليه سوى إعلان رغبته بمشاركة فكرته مع العالم ليجد نفسه بين خيرة شباب العالم وقادته.
منتدى شباب العالم نسخة فريدة ومطورة من نوعها من المؤتمرات الموسمية الإقليمية، والذي يميزها أن الشباب هم من يصنعون أجندته مسبقاً بأفكارهم الخلاقة، وقد شاهد الجميع كيف أصبح المنتدى منصة مهمة لصناعة التغيير الذي يقود إلى سلام عالمنا بأيدي الشباب.
نجحت مصر في خطب ود العالم عبر استضافته بكرم فياض، وهي تعلم جيداً أن هذا المنتدى سيمسي قريباً أفضل وسيلة لبناء شبكة من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية، فالمشاركون ما هم إلا سفراء المستقبل وقادته المنتظرون.. فرق كبير بين أن تدفع الملايين لتحصل على صورة إيجابية تريد إيصالها للعالم عن بلادك وبين أن يأتي العالم إليك ليشكلوا بأنفسهم هذه الصورة التي تريدها أن تصل إليهم، فليس من رأى كمن سمع.
فرق كبير بين من يدفع مليارات لتدمير الأوطان والاستثمار في الإرهاب والقتل والدمار وبين من يستثمر في المستقبل وصناعة السلام، بين من يدفع ليصنع أخباراً مؤقتة مليئة بالدماء، ومن يستثمر بذكاء ليكون الخبر ذاته اليوم وغداً وبعد غد.
المنتدى والمنتديات الإقليمية التي سبقته في الإمارات والسعودية والبحرين والأردن هي أفضل وسيلة لاستشراف المستقبل والاستعداد له بأفكار وخطط ورؤى عشرية وخمسية العقود، لذا فإنه من الضروري الاستمرار في إقامتها وتكرارها في دول أخرى مع توزيع الأدوار بينها بما يحقق نوعاً من التكامل والتنافس الخلاق في آن معاً لضمان استثمار خلاق في مستقبل منطقتنا لمواجهة "الفوضى الخلاقة" التي حرض عليها البعض يوماً.
هنئياً لمصر نجاح نسختها الثانية من هذا المنتدى، وما يظهر من ردود أفعال على وسائل التواصل الاجتماعي ترصد كيف نجحت، وهذه بحد ذاته إحدى حسنات هذا المنتدى فكم من صورة تم رفعها من مدينة السلام (شرم الشيخ) هذه المدينة الجميلة كانت لتكلف ملايين الدولارات لمجرد نشرها دون ضمان عائد منها في حين أن من ينشر الصور ومقاطع الفيديو عبر حساباته سيضمن أن يتفاعل معها ويعيد نشرها كل من يتابعه، وهذه استراتيجية تسويقية ناجحة توظف ما يعرف بدوائر الثقة لبلوغ الهدف المنشود.
هنيئا لمصر السلام نجاح منتدى السلام في بلد السلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة