شيخ الصوفيين لـ"بوابة العين": سنحيي ذكرى المولد رغم أنف الإرهاب
إلغاء "الموكب الصوفي" حدادا على أرواح ضحايا "الروضة"
احتفالات المصريين وجميع الطرق الصوفية بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي توافق يوم الجمعة المقبل، مؤمنة تماما ضد أي هجمات إرهابية
قال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر، وشيخ مشايخ الصوفيين، إن احتفالات المصريين وجميع الطرق الصوفية بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي توافق يوم الجمعة المقبل، مؤمنة تماما ضد أي هجمات إرهابية، كاشفا، في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين"، عن تنسيق مكثف مع جميع الأجهزة الأمنية من أجل إقامة مراسم الاحتفالات كما المعتاد كل عام.
- كنائس مصرية تدق أجراسها تضامنا مع شهداء مسجد الروضة
- هجوم "الروضة" الإرهابي.. الأكثر دموية في تاريخ مصر
وأثار هجوم غادر نفذه إرهابيون على مسجد "الروضة" شمال سيناء يوم الجمعة الماضي، وراح ضحيته أكثر من 300 مصل، مخاوف الجماعات الصوفية من هجمات مماثلة خلال إحياء ذكرى المولد النبوي نهاية الأسبوع الجاري.
ويتبع مسجد "الروضة"، إحدى الطرق الصوفية الرسمية وهي "الجريرية الأحمدية"، المعتمدة في مصر، ورجحت مصادر محلية وإعلامية أن يكون الهجوم استهدافا للصوفيين عبر جماعات متطرفة.
وأبدى عدد من أتباع الطرق الصوفية قلقهم من أن يحول الإرهابيون هجماتهم إلى استهداف التجمعات والمساجد الصوفية، خاصة أن تلك الجماعات المتشددة تحرم الاحتفال بالمولد النبوي وغير ذلك من المناسبات.
غير أن الدكتور القصبي، وهو رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب (البرلمان)، يرى أن تلك المخاوف غير مبررة، وأن مذبحة مسجد الروضة تأتي في إطار الهجمات الإرهابية المتكررة التي تحدث في جزء صغير من شمال شبه جيزة سيناء، والتي طالت من قبل عناصر الجيش والشرطة والكنائس والبنوك وغيرها، مؤكدا أن الإرهاب بات لا يفرق ويستهدف الجميع.
ونوه القصبي بأن احتفالات الطرق الصوفية في جميع المحافظات المصرية بذكرى المولد النبوي سوف تتم كما هي المعتاد كل عام، وأن الاحتفال الرئيسي العام سوف يجري يوم الجمعة المقبل، داخل مسجد "الحسين" وسط القاهرة، وداخل جميع الساحات على مستوى الجمهورية بجميع المحافظات.
وتابع "قررنا فقط إلغاء الموكب الصوفي الرئيسي الذي كان يسير من مسجد صالح الجعفري إلى مسجد الحسين تضامنا وحدادا على أرواح شهداء مسجد الروضة وتخفيفا للأعباء الأمنية، حيث كان الموكب يوقف شوارع رئيسية في القاهرة ويعطل من حركة المرور".
وأكد رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية أن اتصالات أجريت على مدار الساعات الماضية مع جميع الأجهزة الأمنية والمحافظين، الذين طمأنونا والشعب المصري كافة باتخاذ إجراءات مكثفة لحماية وتأمين الاحتفالات، متوقعا عدم إثارة أي مشكلة، مضيفا "مصر آمنة تماما.. ولا نخشى الإرهابين".
وحذر القصبي المصريين من الوقوع في الفتنة، مؤكدا أن مذبحة مسجد "الروضة" لا تستهدف الطرق الصوفية بل الشعب المصري بأكمله، ومعتبرا أن "كل المساجد لله، وأن هذا العمل الإرهابي لا يتبع أي دين سماوي ولكنه تنفيذ لمخططات دولية عبر جماعات ممولة من الخارج تريد النيل من مصر".
ولم تعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها عن الهجوم، الذي لم يسبق له مثيل في مصر، والذي وقع أثناء أداء صلاة الجمعة، وأسفر عن مقتل 305 إصابة 128 شخصا، غير أن جماعة ولاية سيناء، الموالية لتنظيم داعش، سبق ونشرت على الإنترنت تهديدات لأهالي قرية بئر العبد، التي شهدت الحادث، قبل عام بسبب إقامة الصوفيين طقوسهم بها.
وسبق أن صرح الشيخ محمد عبد الفتاح، إمام مسجد الروضة، الذي يعالج حاليا بأحد المستشفيات جراء إصابته في الحادث الإرهابي، "الصوفيون لا يقيمون الحضرة في المسجد نفسه... المسجد نفسه لا علاقة له بأي شيء.. المسجد لا يقام فيه إلا شعائر صلاة الجمعة والصلوات العادية والدروس، ودون ذلك لا تجري أي أشياء أخرى داخل المسجد".
وأضاف "لهم ساحة أخرى بجوار المسجد يقام فيها الحضرة ويقام فيها أي شيء آخر... إنما المسجد على قدر الصلاة فقط... لا يوجد سوى ذلك المسجد".
ومنذ عزل الرئيس "الإخواني" محمد مرسي منتصف عام 2013، تشهد محافظة شمال سيناء الحدودية هجمات إرهابية مكثفة لمسلحين متشددين، استهدفوا في معظمها عناصر من الجيش والشرطة.