قصر قارون في مصر.. أثر بطلمي محاط بالأساطير
القصر الذي يطلق عليه البعض معبد قارون خصص للمعبود سوبك عند المصريين القدماء والمعبود "ديونيسيوس" معبود الحب عند الرومان.. اعرف القصة عبر العين الإخبارية
على بُعد 8 كيلومترات شمال بحيرة قارون بمدينة الفيوم المصرية جنوب غرب القاهرة يقع قصر الصاغة المبني من الحجر الجيري والرملي على مساحة تقدر بنحو 180 مترا، ونظرا لأنه يحمل اسما آخر هو "قصر قارون" دارت حوله العديد من الروايات والأساطير حول سبب التسمية وإلى أي عصر ينتمي وأسرار الغرف بداخله.
تاريخ بناء القصر
يبلغ ارتفاع القصر المكون من 3 طوابق نحو 13 مترا وعرضه نحو 19 مترا وطوله نحو 32 مترا، وتضاربت الروايات حول تاريخ تشييده ما بين الدولة الوسطى والدولة القديمة لمصر الفرعونية.
- اقرأ أيضا: 9 شهور لحياكة قطعة واحدة لتوت عنخ آمون
ويسرد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار المصرية، تاريخ بناء القصر، قائلا: "القصر الأثري يعود تاريخه إلى العصر البطلمي ضمن مدينة ديونيسوس التي تأسست في القرن الـ3 قبل الميلاد، وخلال العصر اليوناني الروماني نالت المدينة أهمية كبرى كونها محطة لخروج القوافل إلى الواحات".
وخصص هذا القصر الذي يطلق عليه البعض معبد قارون للمعبود سوبك عند المصريين القدماء ورمزه "التمساح" والمعبود "ديونيسيوس" معبود الحب عند الرومان، لذا قد يخطئ البعض في إرجاع تاريخ إنشائه إلى الدولة المصرية القديمة، بحسب شاكر.
أساطير قصر قارون
بداية من الاسم وصولا إلى معماره، دارت الأساطير حول القصر، ويقول كبير الأثريين المصريين: "تسمية قصر قارون تعود إلى موقعه، نظرا لأن الجزء اليابس من البحيرة كان يطلق عليه اسم قرن، وتعددت الأجزاء اليابسة في بحيرة قارون، وسميت بحيرة وقصر "قرون" ومع الوقت تحرف الاسم وأصبح بحيرة وقصر قارون، ما ينفي أي صلة للأثر بشخص قارون الذي ذكر بالقرآن".
وفي الوقت نفسه، ردد البعض معلومة غير صحيحة تتعلق بأن جزءا من الأثر مدفون تحت الأرض، وأن الجزء الظاهر هو جزء بسيط من المبنى، إضافة إلى أن هناك نفقا يصل بين القصر ومدينة الإسكندرية شمال مصر، ما يجعل الخروج من القصر مستحيلا.
ويفسر شاكر هذه الراوية قائلا: "موقع قصر قارون ظل بلا حفر حتى عام 1984، حينما زارتها البعثة الفرنسية – السويسرية، وقامت بأعمال حفائر وكشفت عن حمام روماني وعدة منازل مزينة بصور جدارية متميزة مزخرفة تشرح عبادة الشمس، إضافة للكشف عن أدوات وأوانٍ فخارية وبقايا لقلعة رومانية مشيدة بالطوب الأحمر ومحاطة بسور من الحجر الجيري وبها 9 أبراج".
وذكرت إحدى الأساطير أن القصر يحتوي على 365 حجرة بعدد أيام السنة الواحدة، وتشرق الشمس داخل كل غرفة منها مرة واحدة فقط في العام، وهو الأمر الذي ثبت خطؤه نظرا لأن أعداد غرف القصر لا تصل إلى 100 غرفة، وكانت تستخدم لتخزين وحفظ الغلال.
تعامد الشمس
ويعد قصر قارون واحدا من ضمن 14 موقعا أثريا في مصر تشهد ظاهرة تعامد الشمس بداخلها في يوم محدد بالعام.
ويقول الدكتور مجدي شاكر: "في 21 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، تحدث ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بالمعبد، وتتعامد أشعة الشمس على المقصورة الرئيسية واليمنى فقط، ولا تتعامد فوق المقصورة اليسرى والمقصورة التي تحتوي على مومياء التمساح (رمز الإله سوبك) منعا لتعرض المومياء للأذى من أشعة الشمس".
وفسّر موعد تعامد الشمس على قدس الأقداس، نظرا لأنه موعد يوافق الانتقال الشتوي الذي يشهد أقصر نهار وأطول ليل في السنة، وأضاف شاكر: "المعبد يتكون من صالتين تؤديان إلى قدس الأقداس المكون من 3 مقاصير، والمقصورة الوسطى كان يضع بها القارب المقدس، بينما كانت توضع تماثيل للآلهة على المقصورتين الجانبيتين".