مصر والسعودية.. أسس تاريخية لعلاقات راسخة
المواقف بين مصر والسعودية تمتاز بتطابق الاتفاق حول القضايا الإقليمية، وهو ما يستند على علاقات عميقة وقوية وتاريخية واستراتيجية.
تتميز العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية بمكانة عالية لما تتمتعان به من موقع على الخريطة السياسية والجغرافية، والذي انعكس على مكانتهما عربيا وإسلاميا ودوليا.
المواقف بين السعودية ومصر تمتاز بتطابق الرؤى والاتفاق حول القضايا الإقليمية باختلاف جوانبها، وهو ما يستند على علاقات عميقة وقوية وتاريخية واستراتيجية، تزداد متانة وقوة وصلابة في المستقبل، بدعم من قيادتي البلدين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
أسس تاريخية راسخة
تاريخيا؛ شهد جبل رضوى شمال غرب السعودية أول لقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز آل سعود والملك فاروق ملك مصر عام 1945، وضعت خلاله السياسة الثابتة لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتطابقت وجهات النظر بين الملك عبد العزيز والملك فاروق تجاه الجامعة العربية، وأسفر اللقاء عن موافقة السعودية على بروتوكول الإسكندرية، وانضمامها بشكل نهائي إلى جامعة الدول العربية.
في 27 أكتوبر/تشرين الأول العام 1955، وقعت بين البلدين، اتفاقية دفاع مشترك، وترأس وفد السعودية في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبد العزيز.
وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وقفت السعودية بكل ثقلها إلى جانب القاهرة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتؤكد الزيارات والاتصالات المتبادلة بين قيادتي البلدين عمق العلاقات على المستوى الرسمي والشعبي.
الزيارات المتبادلة بين القيادتين في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
ففي مارس/آذار 1987، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حينما كان أمير لمنطقة الرياض آنذاك، بزيارة جمهورية مصر العربية لافتتاح معرض السعودية في القاهرة.
زيارات مكثفة وتنسيق نوعي
عقب تولي الملك سلمان بين عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، توالت اللقاءات الرسمية بين القيادتين، لتنسيق الموافق فيما يتعلق بالتحديات الجديدة التي تواجه المنطقة.
ففي مارس/آذار 2015، بحث الملك سلمان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أوجه التعاون الثنائي، وأكدا خلال اللقاء على عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة ومصر، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات.
وفي إبريل/نيسان 2015، ترأس خادم الحرمين الشريفين وفد السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية والتقى لدى وصوله الرئيس المصري.
وفي مايو/أيار 2015، استقبل العاهل السعودي الرئيس المصري في السعودية، وتواصلت الزيارات واللقاءات المتبادلة، حيث التقي خادم الحرمين الشريفين بالرئيس السيسي نوفمبر 2015، وذلك بمقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، على هامش أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
وجرى توقيع محضر إنشاء مجلس تنسيق سعودي/مصري لتنفيذ إعلان القاهرة، والملحق التنفيذي المرافق للمحضر، ووقعه معالي وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير وعن الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني أيضا وجّه خادم الحرمين الشريفين الخطوط الجوية العربية السعودية باستمرار تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ من الرياض وجدة دعما للسياحة في مصر، مؤكدا ثقته التامة بالأمن المصري والجيش المصري وحكومة مصر في حماية الأمن والاستقرار تحت قيادة الرئيس السيسي.
وفي مارس/آذار 2016، عقد العاهل السعودي اجتماعا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش المناورة الختامية لتمرين "رعد الشمال" التي أقيمت بحفر الباطن وشارك فيها عدد من الدول العربية والإسلامية.
وفي إبريل/نيسان 2016، عبرت الرئاسة المصرية عن ترحيبها الكبير قيادةً وحكومةً وشعبًا بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومواقفه المشرفة إزاء مصر وشعبها، التي تعكس خصوصية العلاقات السعودية المصرية.
وفي إبريل/نيسان أيضا عام 2016، قلد الرئيس المصري بقصر الاتحادية خادم الحرمين الشريفين قلادة النيل، وهي أرفع الأوسمة المصرية، تقديرا له لما قدم من خدماته إنسانية جليلة.
وزار خادم الحرمين الشريفين جامع الأزهر الشريف، واطلع على تصاميم وعناصر مشروع إعادة تأهيل جامع ومشيخة الأزهر الأثرية، الذي بدأ العمل فيه بمبادرة من الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ووضع خلال الزيارة حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية لطلبة الأزهر.
وشهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر توقيع مجموعة من الاتفاقيات، شملت إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار برأسمال 60 مليار ريال.
ولم تتوقف اللقاءات بين قيادة البلدين لتنسيق المواقف المشتركة تجاه القضايا والتحديات في المنطقة، ففي مارس 2017 التقى خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس المصري على هامش أعمال القمة المنعقدة في منطقة البحر الميت جنوب الأردن، وتوج هذا اللقاء في إبريل 2017، حيث تم عقد جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين.
دعم سياسي وتعاون عسكري
مراقبون أكدوا أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر في يوليو 2015 تجسد حرصه منذ توليه مقاليد الحكم، على استمرار تكامل العلاقات السعودية المصرية، والتي تتوج بتوافق التوجهات في مجمل القضايا العربية وتكاملها تحقيقًا للآمال العربية والإسلامية.
وكانت المملكة العربية السعودية كرست جهودها السياسية خارجيا لحث الحكومات الغربية على الاعتراف بشرعية 30 يونيو وخارطة الطريق والاستحقاقات الثلاثة، التي تمت بنجاح لتخرج مصر من الفترة الانتقالية إلى الاستقرار السياسي.
ومن الناحية العسكرية، تشهد العلاقات بين البلدين عددا من الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسؤولين العسكريين في البلدين وبشكل دوري، لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهم البلدين.
وأقيمت العديد من المناورات التدريبية المشتركة بين الجيشين السعودي والمصري؛ مثل: مناورات "تبوك" للقوات البرية، ومناورات "فيصل" للقوات الجوية، ومناورات "مرجان" للقوات البحرية.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز